سريعا وبالتوازي مع ما أطلقه بعض الأحزاب والتيارات من دعاية للانتخابات بدأت قيادات الجماعة السلفية في دعايتها ، لكن هذه الدعاية من نوع خاص ، فهي ليست شعارات وإنما صراع عقائدي حيث تعود نبرة التكفير والتخوين والإقصاء للمنافسين لتظهر من جديد مع قرب الصراع الانتخابي. وهو الأمر الذي يعود يذكرنا بالفتاوى التي خرجت من بعض أعضاء السلفيين أثناء الاستفتاء علي تعديل الدستور وما جاء فيها من تكفير لمن يقول لا للتعديلات والخير وإرضاء الخالق لمن يقول نعم ، وهو ما أثار استياء الكثيرون من أبناء التيارات الأخرى ومنها الليبرالية والاشتراكية واليسارية والعلمانية والأقباط الذين قالوا لا جميعا . وقد أفتى الشيخ محمود عامر القيادي السلفي ورئيس جمعية "أنصار السنة المحمدية" بدمنهور، بتحريم التصويت فى الانتخابات للمرشح المسلم الذى لا يصلى، والقبطي والعلماني والليبرالي الذى لم يتضمن برنامجهم تطبيق الشريعة الإسلامية، وفلول الوطني، واستثنى من وصفهم بالشرفاء من رجال الحزب المنحل. وقال: "التصويت لهؤلاء حرام شرعاً، ومن يفعل ذلك فقد ارتكب إثما كبيرا وتجب عليه الكفارة" وطالب الناخبين بالتصويت لمرشحي القائمة الإسلامية، أو أى مرشح دائم التردد على المساجد ومشهود له بحسن الخلق، ل"إعداد برلمان إسلامي". أضاف عامر :"فى كل الأحوال حرام شرعاً التصويت للقبطي أو الليبرالي على المقاعد الفردية، أما إذا ترشح فى قائمة بها مسلمون وأعلن أنه يؤيد تطبيق الشريعة ويضعها فى برنامجه فلا ذنب يقع على من صوت له" مضيفا أن التصويت للعلمانيين حرام شرعاً سواء مع الشريعة الإسلامية أو ضدها، لأن العلمانية حرام. وفى الفيوم، أكد عادل نصر، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فى شمال الصعيد، أن "الجماعة" رفضت التحالف الديمقراطي لأسباب شرعية وسياسية، وأخذت على عاتقها ألا تنصر من لا يتبنى الشرع، ولن نسمح لمن لا يتبنى المشروع الإسلامي أو يسعى لفصل الدين عن الدولة بأخذ أصواتنا. وأضاف نصر خلال المؤتمر الجماهيري الذى عقد فى قرية الروضة التابعة لمركز طامية فى محافظة الفيوم، لتأييد مرشحي حزب النور أن «الجماعة» لا تعارض السياحة، لكن بضوابط، بحيث يلتزم السائح بما يقر به ديننا. من جهة أخرى قال الشيخ أحمد فريد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية فى الإسكندرية، إن ديننا لا يعرف المسلم العلماني أو المسلم الليبرالي، "فهذه المبادئ تخالف دين الله، ولا يجوز أن نقول هذا مسلم علماني أو مسلم ليبرالي، فلا تخدع نفسك، أما أن تكون مسلماً، أو تكون علمانياً، أو ليبرالياً.. فالإسلام لا يعرف الليبرالية أو الحرية المطلقة بما فيها من حريات اقتصادية وسياسية واجتماعية وجنسية".