يتابع ملايين الأشخاص علي وجه الأرض اللحظة المرتقبة لاصطدام القمر الصناعي الأمريكي " يو إيه آر إس " الذي ضل طريقه في الفضاء الخارجي ، ليصطدم بنيزك في الفضاء يغير مساره الفضائي ليقترب من العودة للكرة الأرضية مرة أخري محدثا ارتطاما هائلا لم تحدد توابعه حتى الآن ، وربما يحدث زلزالا بقوة 4 إلي 6 درجات بمقياس ريختر. ووسط مخاوف من سقوط القمر الذي يزن ستة أطنان وهو مصنع من الألمونيوم ومواد أخري يراقب العالم تحركات القمر الأخيرة قبل ارتطامه بالأرض ، بعد ظهر غد الجمعة بحسب تأكيدات وكالة الفضاء الدولية " ناسا " ، والتي عجزت عن تحديد مكان سقوط القمر بالرغم من تأكيداتها بأن الموقف تحت السيطرة . وفي وقت سابق من مساء أمس الأربعاء رصد موقع "سوداني نت" عبر خدمة "جوجل إيرث" مسار القمر الصناعي الأمريكي الضال "يو ايه آر إس" قبالة السواحل الشرقية للسودان مرورا فوق الأراضي الإثيوبية ، وذلك في تمام الساعة السابعة مساء تحديدا بتوقيت السودان. وكان مركز البحوث السوداني قد حذر من اصطدام القمر بمنطقة يقع السودان ضمنها بين خطي 57 درجة شمال خط الاستواء و57 درجة جنوبه. وكانت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد حذرت من اتجاه القمر الذي يزن ستة أطنان تقريبا إلى كوكب الأرض بعد أن خرج من مداره ، ونبهت إلى احتمالية أن يصطدم القمر ببشر على سطح الأرض . جزمت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" اليوم الخميس، باستحالة تحديد موقع سقوط قمر اصطناعي منتهي الصلاحية من المتوقع اصطدامه بالأرض الجمعة. ورغم تأكد "ناسا" بشكل قاطع بأن القمر الصناعي المخصص لأبحاث الغلاف الجوي العلوي ويعرف ب UARS، سيدخل الخلاف الجوي الأرضي بعد ظهر يوم الجمعة، إلا أنها أشارت إلى صعوبة تحديد مكان سقوطه بدقة حتى قبل لحظات من اصطدامه بالأرض. وقال مسئول من "ناسا": المشكلة تمكن في ارتباط المركبة الفضائية بطرق غير متوقعة ، ومن الصعوبة للغاية تحديد مكان ارتطامه بدقة شديدة حتى بعد إعادة دخوله الغلاف الجوي للأرض. وتقول الوكالة الأمريكية إن 26 قطعة حطام كبيرة من القمر الصناعي المصنوع من الألمونيوم، ويبلغ وزنه ستة أطنان، ستبلغ الأرض بعد انصهار معظم أجزائه الناجم عن الاحتراق أثناء اختراق الغلاف الجوي بسرعة فائقة. وأوضح المسئول الأمريكي إن زنة الحطام المتبقي قد تصل إلى طن واحد، مضيفاً : "هناك قطعاً مصنعة من الحديد غير قابل للصدأ والتيتانوم والبريليوم، وتتمتع بمزايا القدرة على تحمل درجات انصهار عالية للغاية.. وأعتقد أنها ستنجو" عند اختراق الغلاف الجوي للأرض. كانت الوكالة قد حاولت في وقت سابق طمأنة الناس من المخاوف القائمة إزاء اصطدامه بالأرض، وقال جيف أرند، مدير برنامج التكامل بناسا لصحيفة "واشنطن بوست": "نحن نسيطر تماماً على الوضع." وكانت الوكالة الأمريكية قد أطلقت القمر الصناعي، المخصص لأبحاث الغلاف الجوي العلوي ويعرف بUARS، من على متن المكوك "ديسكفري" عام 1991، وأوقفته عن العمل في 2005 بعد إكمال مهمته. وعوضاً عن ترك القمر الاصطناعي، الذي بلغت تكلفته 750 مليون دولار، لينضم إلى الآلاف من قطع المخلفات التي تهيم في الفضاء السحيق، قررت ناسا إعادة المركبة، التي نفد وقودها، للأرض. ونظراً لأن المياه تغطي 70 في المائة من سطح الأرض، فأن الخبراء رجحوا سقوط الحطام في المحيطات أو البحار، وأنه لا خطورة على البشر حتى في حال سقوطه على البر ، وذكرت ناسا أن كوكب الأرض يستقبل سنوياً حطاماً بهذا الحجم. ويشار إلى أنه أكبر قمر اصطناعي تابع للوكالة يعود للأرض منذ ثلاثة عقود، علماً أنه وبوزنه البالغ ستة أطنان، لا يمثل سوى جزءاً يسيراً من "سكاي لاب" البالغ وزنه 75 طناً والذي اصطدم بالأرض في 1979، واستقر غربي أستراليا. ويعود تاريخ إطلاق هذا القمر بواسطة المكوك ديسكفري إلى 20 عاما ، وتقول ناسا إن القمر الاصطناعي يندفع نحو الأرض بسرعة 5 أميال (8 كم) بالثانية الواحدة ، وتوقعت سقوطه في أي مكان من المنطقة الواقعة 57 درجة شمال خط الاستواء إلى 57 درجة جنوبه ، على الرغم من أن معظم كتلة القمر الساقط ستتحطم أو تحترق قبيل وصولها إلى الأرض. وقام العلماء بتحديد 26 قطعة منفصلة يمكن أن تصل إلى الأرض عبر الغلاف الجوي ، وأشاروا إلى أن الحطام يمكن أن يقع في منطقة بعرض 400 - 500 كم.. وسيكون بإمكان علماء ناسا تقديم توقعات أكثر دقة لمكان سقوط القمر الاصطناعي على الأرض قبيل ساعتين فقط من دخوله الغلاف الجوي . ولا يسمح للأشخاص بحيازة قطع القمر الاصطناعي التي يمكن أن تسقط على الأرض أو بيعها في مواقع البيع الإلكترونية لأنها تظل ملكية خاصة للحكومة الأمريكية ، وكان القمر قد أخرج من الخدمة عام 2005. ويعد هذا القمر أصغر بكثير من "سكايلاب" القمر الاصطناعي الذي دخل الغلاف الجوي للأرض عام 1979 ، إذ كان أثقل ب 15 مرة من القمر الاصطناعي (يوارس). كما اصطدم القمر الاصطناعي سبوتنيك بالأرض عام 1958 ومر فوق مدينة نيويورك إلى منطقة الأمازون خلال عشر دقائق وشاهده العديد من الناس تاركا خلفه ذيلا من الشرارات الملونة.