أرشيف طالبت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية القيادة الإسرائيلية بأهمية إخماد النار مع مصر، مشيرة إلى أن اقتحام السفارة تل أبيب فى القاهرة، هو ذروة الاحتجاج العام ضد السياسات الإسرائيلية. وقالت الصحيفة، فى افتتاحيتها اليوم إن أحداث الجمعة أثارت مخاوف عميقة حول مستقبل السلام بين مصر وإسرائيل، مشيرة إلى أن اقتحام السفارة يشكل تحدياً للقيادة المصرية الحالية فى تعاملها مع السياسة الخارجية بشكل عام. وقالت الصحيفة إنه سيكون خطأ استراتيجياً إذا تجاهلت إسرائيل السياق الأوسع لحادثة اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وتعاملت معها على أنها حادثة معزولة يمكن حلها عن طريق محاكمة واعتقال مثيرى الشغب. وذكرت الصحيفة أن قواعد اللعبة مع المصريين قد تغيّرت، مضيفة أن سياسة الغمزات والاتفاقيات الضمنية التى كانت متبعة مع مصر فى عهد مبارك، لن تجد نفعا فى العهد الجديد. وشددت الصحيفة على أهمية أن تقوم إسرائيل باقتراح سياسات جديدة، وحلول حقيقية للصراع مع فلسطين، لمواجهة التحالف الاستراتيجى بين مصر، وتركيا، والأردن واختتمت الافتتاحية قائلة إنه يجب على إسرائيل أن تسقط الشعارات الفارغة حول الكرامة الوطنية، والهيبة، وإدراك التغييرات العميقة التى تحدث من حولها. وقالت الصحيفة ذاتها، في تقرير آخر لها، إن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل تدنت إلى أقل مستوى، وذلك في أعقاب أحداث السفارة الاخيرة، مشيرة إلى أن هذه الأحداث كشفت عن الصعوبات الكبيرة في العلاقات بين البلدين في حقبة ما بعد مبارك، لافتة إلى أن تل أبيب أصبحت معتمدة على الولاياتالمتحدة في نقل الرسائل لمصر، وهو ما رآته الصحيفة "دليل على عمق للمشكلة." ونقلت الصحيفة عن كبار مسؤولي وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيلية قولهم إن "قنوات اتصال بين مصر و إسرائيل قد تضاءلت كثيراً بعد ثورة 25 يناير، مشيرين إلى أن خط الاتصال الوحيد النشط تقريباً هو بين رئيس المكتب السياسي الأمني في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، واثنين أو ثلاثة من قادة المجلس العسكري وعدد قليل من كبار مسؤولي المخابرات في مصر." وأكد مسؤول رفيع المستوى بوزارة الدفاع الإسرائيلية للصحيفة إن "جلعاد هو المسؤول عن الإتصالات مع القيادة العسكرية المصرية، مضيفاً أنه "في حالة تركه لمنصبه فلن يكون هناك أي شخص آخر لديه علاقة حميمة مع مصر أو قادر على التوصل إلى اتفاق معهم، وهو ما نراه أمر مثير للقلق." ولفت المسؤول إلى أن "معظم التبادلات بين نتنياهو والقيادة المصرية تجري من خلال الموساد"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجري محادثة واحدة فقط كل بضعة أسابيع مع رئيس المخابرات المصرية، مراد موافي، أو مع رئيس المجلس العسكري، المشير محمد حسين طنطاوي." ومن جانبها، رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الثورة المصرية "فشلت"، مرجعة ذلك إلى الهجوم اقتحام السفارة الإسرائيلية، وهو ما رآته يؤكد أن المجتمع المصري "غير مستعد للديمقراطية". وأضافت الصحيفة، في إفتتاحيتها اليوم أن أحداث السفارة الأخيرة أثبتت للمجتمع الدولي أن مصر غير مستعدة لمواجهة التحديات والمسؤوليات الديمقراطية، مشيرة إلى أن العديد من السياسيين يتوقون سراً إلى ديكتاتورية مبارك القمعية، التي قد تكون ضرورية لاحتواء المجتمع المصري الذي وصفته ب"الجامح والعدواني". وأكدت الصحيفة على أن الديمقراطية يجب أن تأتي مع المسؤلية، لافتة إلى أن أحداث يوم الجمعة الماضي أشارت بوضوح إلى أن الشعب المصري في الوقت الراهن غير قادر على التصرف بمسؤولية عندما تعطى الحرية للتعبير عن أنفسهم.