نفى معمر القذافي من مخبئه الشائعات التي ترددت عن فراره من ليبيا وتوعد "بعدم مغادرة بلاد أسلافه"، وحث أنصاره على مواصلة القتال وفقا لرسال صوتية استمرت خمس دقائق وبثتها قناة الرأي ومقرها سوريا. ولم يتسن التأكد من صحة التسجيل الصوتي بصورة مستقلة، لكن الصوت وطريقة الحديث تشبه بقوة القذافي الذي استخدم هذه القناة التلفزيونية في السابق. كما ندد القذافي بالثوار الذين أطاحوا به من السلطة واصفا إياهم بأنهم "حفنة من البلطجية والمرتزقة والخونة" وحث أنصاره على حمل السلاح. وجاءت الرسالة الصوتية وسط تقارير متضاربة بشأن مكان القذافي وتوارى القذافي الذي ظل يحكم ليبيا لما يقرب من اثنين وأربعين عاما عن الأنظار منذ شهر وأصدر فقط رسائل صوتية في مسعى لحشد أنصاره ومهاجمة معارضيه. وفي رسالته الصوتية التي بثتها قناة الرأي ومقرها سوريا ندد القذافي بالتقارير التي أشارت إلى فراره لدولة النيجر المجاورة وزعم أنه ما يزال موجودا في ليبيا. وجاء في الرسالة "الشباب مستعدون الآن لتصعيد الهجمات ضد الجرذان (الثوار) في طرابلس وكل مكان لمحو القراصنة إنهم تافهون سادتهم سيتركونهم". وقال "القذافي لن يغادر أرض الأجداد". وتابع "أخر ما يقولونه إن قافلة القذافي ذهبت إلى النيجر. صفوف من القوافل تخرج وتدخل النيجر". واختبأ القذافي بعد أن اجتاح مقاتلو المعارض العاصمة طرابلس في الحادي والعشرين من أغسطس/آب الماضي. ولا يزال المتمردون السابقون يقاتلون العناصر الموالية للنظام في ثلاثة معاقل للقذافي هي بني وليد وسبها وسرت. و يحاول سكان طرابلس وثوار سابقون إعادة الحياة في طرابلس إلى طبيعتها. وفي نقطة تفتيش بساحة الشهداء بالعاصمة الليبية، كان المقاتلون الثوار السابقون يحفظون الآمن في شوارع وسط مدينة طرابلس المزدحمة بينما أخذ عمال محليون متطوعون بجمع القمامة وتنظيف الساحة. وعندما طلب من علي المنطصوف وهو أحد أفراد فرقة لتفكيك القنابل في القوات الليبية التعليق على بيان القذافي المزعوم، أكد أنه القذافي ليس له مكان يلوذ إليه. وقال المنطصوف "حتى لو كان القذافي في نهاية العالم، سوف نمسك به ونقتله وعائلته".