زنقة .. زنقة .. دار .. دار .. وصل إلي طرابلس الثوار .. هكذا نجح ثوار ليبيا في إسقاط نظام ديكتاتوري جثم علي صدورهم ما يزيد عن أربعون عاما من الحكم الديكتاتوري ، وسبعة أشهر من القتال الضاري وسفك الدماء وتشريد الأسر وترهيب المواطنين . فبعد قتال دام طيلة سبعة أشهر بين ثوار ليبيا ونظام القذافي علي نفس الرمال ونفس الصحراء التي دارت عليها معارك عمر المختار مع الاحتلال الإيطالي سقط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي علي أيدي ثوار ليبيا الذين وصفهم في خطاباته المتعددة بالجرزان والعملاء والخونة.. واعتقل نجله سيف الإسلام الذي كان يجري إعداده طيلة السنوات الماضية لخلافة والده في حكم ليبيا .. واستسلم النجل الأكبر محمد القذافي بعد أن أحاط الثوار ببيته وعرضوا عليه التسليم مقابل الأمان ، وبعد تبادل بسيط لإطلاق النار بين الثوار وبين حرسه الخاص.. ولم يعرف حتى الآن مصير القذافي ، في الوقت الذي ذكرت فيه وكالات الأنباء أن طائرتين من جنوب إفريقيا كانتا ترابضان في مطار طرابلس . نقلت وكالة أنباء رويترز عن مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن المعارضين الليبيين دخلوا الساحة الخضراء الواقعة في وسط العاصمة طرابلس في ساعة مبكرة من صباح الاثنين وسط مقاومة ضعيفة او دون مقاومة من جانب القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. ولوح مقاتلو المعارضة بأعلامهم وأطلقوا النار في الهواء ابتهاجا بعد وصولهم إلى الساحة التي كانت مخصصة في الماضي للحشود التي تمجد القذافي ، وبثت عدة محطات من بينها قناة سكاي مشاهد على الهواء من الساحة. وقال عادل الدباشي منسق المجلس الوطني الانتقالي الليبي في تونس لرويترز أن بعض المعارضين وصلوا بالفعل إلى الساحة الخضراء دون أي مقاومة ، وأن الانتصار في طرابلس أصبح واقعا. وكان آلاف المعارضين قد تدفقوا في اتجاه طرابلس على امتداد الطريق الرئيسي الموازي للبحر من الغرب في وقت سابق يوم السبت دون أن يواجهوا مقاومة تذكر باستثناء نيران القناصة على امتداد معظم الطريق. وقال المعارضون أن هذا التقدم هو هجومهم الأخير في انتفاضة بدأت قبل ستة أشهر بهدف إنهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما. ومن ناحية أخرى أعلن لويس مورينو أوكامبو المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية أن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي اعتقل الليلة .. مؤكدا أن لديه معلومات سرية من مصادر مختلفة داخل ليبيا تؤكد ذلك ، وقال أن هناك التزاما بتسليم سيف الإسلام للمحكمة الجنائية الدولية طبقا لقرار مجلس الأمن. ومن جانبهم قال المعارضون الليبيون في وقت سابق أنهم اعتقلوا سيف الإسلام ومحمد النجل الأكبر للقذافي. كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت أوامر في يونيو باعتقال القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية بتهمة ارتكاب جرائم في حق الإنسانية بعد أن أحال مجلس الأمن الدولي الوضع الليبي إلى المحكمة في فبراير. وقال أوكامبو أن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لم يتصل بعد بالمحكمة بشأن اعتقال سيف الإسلام ولكنه قال انه سيتصل بالمجلس غدا الاثنين لبحث الخطوات التالية. وفور سريان الخبر في وسائل الإعلام توالت الأفراح في جميع أنحاء المدن الليبية عقب دخول الثوار الليبيين العاصمة طرابلس وهرب الزعيم الليبي معمر القذافي ، والقبض علي سيف الإسلام القذافي بعد مقاومته للثوار – حسبما ذكرت وكالات الأنباء – حيث خرج الملايين للشوارع الليبية للابتهاج بانتصار الثورة وسقوط الطاغية الليبي الذي ظل يقاتل لمدة 7 أشهر سقط خلالها آلاف الشهداء . وفي مصر ذكر مصدر امني من القوات المسلحة المصرية المتواجدة أمام السفارة الليبية لحمايتها من أي اعتداء ربما يحدث عليها أن العاملون بالسفارة الليبية في انتظار أية تعليمات تأتي إليهم من المجلس الانتقالي لإنزال العلم الليبي ورفع علم الثورة ، وهو العلم الذي حمله الثوار طيلة أشهر الثورة السبعة .