قال عبد الكريم الريحاوي من الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان ان قوات الامن السورية فتحت النار على الاف المتظاهرين في انحاء مختلفة من البلاد الجمعة ما اسفر عن مقتل 14 شخصا واصابة العشرات. وقال الريحاوي "قتل تسعة اشخاص في دمشق: ستة في القابون وثلاثة في ركن الدين، بينما قتل ثلاثة في ادلب (شمال غرب) واثنان في درعا" جنوب البلاد التي انطلقت منها حركة الاحتجاج ضد النظام السوري. وقد نزل الجمعة أكثر من مليون متظاهر الى شوارع العديد من المدن السورية، واعلن رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من مليون سوري تظاهروا الجمعة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في مدينتي حماة (شمال) ودير الزور (شرق) وحدهما. وقال عبد الرحمن "اكثر من مليون شخص تظاهروا اليوم في حماة ودير الزور. انه تطور مهم ويشكل دلالة واضحة على ان المظاهرات هي في تصاعد مستمر وليست في افول". وفي دمشق بدا اكثر من سبعة الاف متظاهر يتجهون نحو جامع الحسن في حي الميدان، الذي اصبح نقطة تجمع المتظاهرين في العاصمة السورية كما افاد ناشطون في المكان. كما تجرى تظاهرات في بلدة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب) الحدودية مع تركيا. وتجرى ايضا تظاهرات في العديد من احياء حمص بوسط سوريا والرقة (شمال) وحلب (شمال) كما اوضح الناشطون. وسار ايضا متظاهرون في عامودا بمحافظة الحسكة (شمال) وتجمع الالاف في عين العرب (شمال) حيث اعتقل العديد من المتظاهرين كما اكد عبد الكريم الريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان. وقد دعا الناشطون السوريون على صفحة "الثورة السورية 2011" في موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي الى التظاهر اليوم الجمعة في سائر أنحاء البلاد تحية ل"أسرى الحرية" وهم الاسرى السياسيون الذين لا يزالون معتقلين في السجون السورية. وتواصل القمع عشية تظاهرات جديدة انطلقت اليوم في أنحاء عدة من سوريا، كما الحال في كل ايام جمعة منذ 15 اذار/مارس تاريخ انطلاق الاحتجاجات غير المسبوقة ضد بشار الاسد الذي وصل الى السلطة عام 2000 بعد وفاة والده الرئيس السابق حافظ الاسد. ميدانياً، قتل اربعة مدنيين الخميس وجرح 16 برصاص قوات الامن في سوريا عشية تظاهرات جديدة ضد النظام الذي يواصل قمع الاحتجاجات الشعبية بعد اربعة اشهر على انطلاقها. واكد عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان ان "قوات الامن فتحت النار على متظاهرين في دير الزور (شرق) فقتلت اثنين منهم". واضاف ان خمسة اشخاص على الاقل جرحوا. وقال ريحاوي ان "التوتر يسود المدينة والناس ينفذون اضرابا عاما" بدعوة من ناشطين من اجل الديموقراطية. وفي حمص (وسط) ثالث اكبر المدن السورية، قتل مدنيان وجرح اكثر من 11 جريحا بعضهم اصاباتهم خطرة، برصاص قوات الامن التي تستخدم المدافع الثقيلة في بعض الاحياء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتحدثت المنظمة غير الحكومية عن اطلاق نار كثيف في بعض احياء المدينة حيث تم ارسال الجيش بشكل طارئ منذ اسابيع عدة لقمع الاحتجاجات. وفي الوقت عينه، نفذت القوات الامنية السورية حملة عسكرية في قرية الرامية في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث لقي اربعة مدنيين مصرعهم في اليوم السابق. من جانبه، اكد التلفزيون الحكومي السوري ان "مسلحين في حماة (شمال) خطفوا عنصرين من القوات الامنية وطالبا". وتتهم السلطات السورية "عصابات ارهابية مسلحة" بالوقوف وراء اعمال العنف في البلاد. والاسد، الذي يستند في سلطته على حكم الحزب الواحد (البعث)، وعد باصلاحات الا انه استمر في الوقت عينه في ارسال قواته المسلحة لقمع المتظاهرين. وبعد المطالبة باصلاحات جذرية، بات المعارضون والناشطون المطالبون بالديموقراطية ينادون صراحة باسقاط النظام. وواصل الجيش الذي ارسله النظام لقمع الاحتجاجات في مدن الشمال والوسط والجنوب، عمليات التمشيط والدهم الاربعاء خصوصا في مدينتي ادلب وحمص (وسط)، كما ذكر ناشطون في مجال حقوق الانسان. وفي مواجهة القمع الذي تسبب بمقتل اكثر من 1415 مدنيا و352 عسكريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وادى الى اعتقال اكثر من 12 الف شخص ونزوح الالاف غيرهم، يخفق المجتمع الدولي في التوصل الى قرار موحد في الاممالمتحدة يدين الرئيس بشار الاسد. وندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا بالموقف "غير المقبول بتاتا" للرئيس السوري بشار الاسد وأكد ان "كل ديكتاتور يتسبب باراقة الدم عليه ان يحاسب" امام المحكمة الجنائية الدولية. وقدمت اربعة بلدان اوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال) قبل اسابيع مشروع قرار في مجلس الامن يدين اعمال القمع هذه ويدعو الى اصلاحات سياسية. لكن روسيا حليفة الحكم في سوريا منذ فترة طويلة، تتمسك بمعارضتها اي تدخل دولي في هذا البلد حيث اسفرت عمليات القمع. وفي القاهرة، وصف رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان الاصلاحات التي وعد بها الاسد بانها "ضعيفة"، معتبرا الخسائر البشرية التي يتسبب بها القمع "لا يمكن التسامح حيالها" متحدثا عن سقوط "نحو الفي قتيل". وبسبب منع وسائل الاعلام الاجنبية من التنقل بحرية في البلاد، من الصعب جدا الحصول على تأكيد من مصدر مستقل لحصيلة القتلى او الاعتقالات في البلاد.