عاد "الميدان" مرة أخري ليطل مجددا من شرفة المحروسة "مصر"، يروي ثورته التي بدأت في يناير بمداد دماء شهدائه، ذكريات الثورة عادت من جديد في "التحرير"، عشرات الآلاف حول المنصات، لكنهك لا يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام" بل "الشعب يريد محاكمة المخلوع"، تغير الهتاف وبقي رمز الفساد في "شرم" كابوسا يطارد المصريين. الكل هنا يقي رأسه من آشعة الشمس الحارقة، البعض تحت المظلات، وآخرين تحت "الكابات"، أو يحتمون بأوراق الجرائد، حجزوا أماكنهم أمام المنصات الثلاث الرئيسية، انتظروا خطبة الجمعة وصلاتها ليبدأ يوما مشهودا جديدا. اللافتات واضحة تحمل مطالب الثورة "النظيفة" يريدون "شرطة نزيهة" و"قضاء عادل" و"دولة مدنية"، لافتة كبيرة تتوسط الميدان تستهجن الإفراج عن قتلة الثوار واستمرار حبس المعتقلين السياسيين، وتطالب بالافراج الفورى عنهم. أهالي الشهداء، إلتف حولهم الثوار وتعهدوا بأنهم لن يتركوهم حتي يحصلوا علي حقوق ابنائهم، الأهالي أنفسهم تعهدوا أمام الثوار أن دماء الشهداء لن تضيع ولن يقبلوا ب"الدية". اللجان الشعبية انتشرت أمام مداخل "الميدان" في مشهد مغاير ل"الجمعات" الماضية، ومشابه لبدايات ثورة 25 يناير؛ حيث حرصوا على التأكد من هويات كافة الوافدين الى الميدان للمشاركة فى مليونية أمس، وتفتيشهم بشكل لائق لضمان عدم اندساس أى من العناصر الخارجة على القانون فى صفوف المتظاهرين، وهو ما قابله الوافدون بكل ترحاب. لاحظ البعض تواجد عربة لتوليد الكهرباء وذلك بعد أن أطلق البعض إحدى الشائعات عن احتمال قطع التيار الكهربائي عن الميدان، وهو ما قد يؤثر على استخدام وسائل الصوت في الميدان بائعو الأعلام انتشروا فى الميدان بكثافة والتف حولهم المتظاهرون لشراء علم مصر، أما الباعة الجائلين فكان مكانهم خارج الميدان.