حالة من الامتعاض اجتاحت الاوساط الاعلامية والسياسية فور اعلان الجهاز المركزي للمحاسبات عن خسارة اتحاد الاذاعة التليفزيون اكثر من 11 مليار جنيه خلال عام 2010 وهو الامر الذي قوبل بحالة استهجان كبير من قبل كافة الاوساط مما اضطر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب لاستدعاء وزير الإعلام انس الفقي لمواجهته بما جاء فى تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات من مخالفات وإهدار للمال العام وخسائر بالمليارات فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلا أن الوزير اعتذر عن الحضور اليوم لحضوره احتفال أعياد الشرطة ، وهو ما دفع المجلس لتوجيه تحذير شديد اللهجة للوزير من اجل حضور الاستدعاء والامتثال لمطالب المجلس " المراقب " استطلع اراء الخبراء حول اسباب تكبد اتحاد الاذاعة والتليفزيون هذة الخسارة الباهظة على النحو التالي في البداية اكد الدكتور جمال النجار " استاذ الاعلام بجامعة الازهر " ان الخسارة الكبيرة التي تكبدها اتحاد الاذاعة والتليفزيون ناجمه عن سوء الادارة الشديد وكثرة الموظفين العاملين بداخل الاتحاد دون ان يقوموا باي وظيفة بل يتقاضون اجورا باهظة للغاية مقابل اعمال لا تستحق هذة الاجور مشيرا الى ان الفضائيات قد استطاعت بحنكتها الادارية ان تحقق ارباحا اكثر بكثير مما يحققه قنوات التليفزيون مجتمعة وهو ما ادي الى سحب البساط الاعلاني من تحت التليفزيون المصري خلال السنوات الاخيرة فضلا عن قيام بعض العاملين بسرقة المواد الارشيفية والافلام من مكتبة التلفزيون وبيعها لصالح القنوات الخاصة وهو ما افقد التليفزيون خسائر باهظة للغاية نظرا لان تلك المواد التليفزيونية حق حصري للاتحاد دون غيره وشدد النجار على ان تلك الخسائر لابد الا تمر مرور الكرام خاصة وان تلك الاموال هي في الاساس من جيوب دافعي الضرائب مؤكدا احتياج الامر الى وقفة حقيقية ضد اباطرة الفساد داخل الاتحاد الذين بددوا اموال الشعب على المظهرية والسفريات التي لم تعود على الاتحاد باي عائد او ربح . وانتقد النجار سيطرة المحسوبية والشللية على ادارة التليفزيون مما ادى الى اهدار ثروات بشرية كبيرة من الكفاءات القادرة على احداث الفارق في السياسة الاعلامية للقنوات التليفزيونية ومواكبة التطور الاعلامي الذي طرأ على الساحة . ومن جانبه ارجع اكرم القصاص " مدير تحرير اليوم السابع " خسارة التليفزيون الى غياب ثقافة التسويق الاعلاني داخل الاتحاد وكل ما يجري داخله خارج اطار الاحترافية التجارية التي لا مناص منها اذا كان ينوي ان يحقق مكاسب خلال الفترة القادمة مشيرا الى ان قطاع الانتاج باتحاد الاذاعة والتليفزيون لم يستطع حتى الان تحقيق ارباح في كافة الاعمال التي قام بانتاجها خاصة المسلسلات التليفزيونية التي انتجها خلال رمضان الماضي حتى ان ثلاث قنوات هم باقة الحياة استطاعت ان تحصل على نسبة اعلانات اكبر بكثير مما حصلت عليه قنوات التليفزيون مجتمعة وهو ما يؤكد ان سياسة قطاع الانتاج فى عمل مسلسلات فاشلة بالدرجة الأولى مشددا على ضرورة الاهتمام بالجانب التجاري والاحترافي فيما يخص الانتاج . وشدد القصاص على اهمية محاسبة قيادات الاتحاد تفصيل حتى لا تضيع اموال الشعب هباء لدى ادارة فشلت في الارتقاء بالمحتوى الاعلامي في التليفزيون خاصة وان كل القطاعات داخل الاتحاد حققت خسائر باهظة تعدت حدود المعقول والممكن . ومن جانبه أعرب الدكتور سامي الشريف " أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية عن استياءه من وصول خسائر اتحاد الإذاعة والتليفزيون الى 11 مليار و450 مليون خاصة وان التليفزيون يمتلك حقوق اعلانية تجعله يحقق ارباح كبيرة وليس هذه الخسائر مشيرا الى ان رسالة التليفزيون التثقيفية والتنويرية لا يمكن باي حال من الاحوال ان تجعله يحقق مثل تلك مشددا على ضرورة محاسبة المسئولين عن هذه الكارثة التي ان صحت تؤكد ان الفساد في التليفزيون للركب .