وجه الكاتب محمد حسنين هيكل عدة اتهامات سياسية للرئيس السابق حسني مبارك، مطالبا البرلمان القادم بمحاكمته عليها، والتي حصرها في العدوان على روح النظام الجمهوري والبقاء في الرئاسة 30 عاما وتعديل الدستور للسماح بتوريث السلطة، والتصرف في موارد البلد وثروته كما لو كانت ملكًا شخصيًا. كما وجه هيكل اتهامات لمبارك بأنه تعمد الإهمال الجسيم في قضايا لا تحتمل الإهمال، مثل قضية مياه النيل والفتنة الطائفية والتعاون مع إسرائيل بما جعل أحد وزرائها يصفه بأنه كنز استراتيجي لها، وتزييف إرادة الشعب وانتهاك حقوق الإنسان والتواطؤ في أعمال سرية لتحقيق غايات سياسية ومالية. وعلى المستوى الخارجي أكد هيكل أنه من خلال زياراته إلى الغرب وأخرها بريطانيا أكد على الانبهار بالثورة المصرية، مشيرًا إلى أن كل الناس تتكلم علي علم اسمه "ميدان التحرير" وأجواء أسطورية محيطة به، وهناك إعجاب بشعب تصوروا أنه لا أمل فيه، فإذا به يأخذ خطوات بديعة بكل المقاييس، أيضا كانت هناك رغبة في اعتبار ما جري جزءًا من ظاهرة تم تعميمها، وأنا اعترضت على ذلك، كما أن هناك اهتماما واضحا بتطورات الأمور وما يجري.. ثم حالة قلق من الوقوف في المكان وكان هذا واضحًا عند الجميع، كانت هناك أسئلة كثيرة عن الشباب والمجلس العسكري والمشير طنطاوي وخطط المستقبل وتكلمت طويلا؛ لكن في كل ما قلته كنت واضحًا في أنني لا أعبر سوى عن رأيي الشخصي وتصورات مني كمراقب مهتم من بعيد. وعن رؤيته للثورة المصرية أكد أن الثورة المصرية "نجحت والكرة وصلت إلى مشارف الهدف بالفعل؛ لكنها لم تصل بعد لمرحلة النصر والتي تعني تحقيق الهدف.. هي وصلت إلي مشارفها، بمعنى أن الأبواب فتحت للمستقبل.. لكن السؤال الآن هو: من يملك جسارة الدخول من هذه الأبواب المفتوحة؟! فإننا بالفعل في الطريق إليها ووصلت إلى قربها لكن التحدي الأكبر في إحراز النصر نهائيا وكاملا، حتي هذه اللحظة بلغت درجة النجاح ووصلت إلي مشارف الفوز وبقي عليك تحقيق الضربات الحاسمة لتحقيق الهدف. ورأى هيكل في حواره مع الأهرام أن هناك أشياء كثيرة تنقصنا أبرزها أن هذا المجتمع لم يتغير بعد، صحيح أنه أزاح كل العقبات وفتح كل الأبواب، واستطاع بشبابه وملايينه أن يصل إلى قريب جدا من هدفه.. لكن بقيت جسارة القدرة التي تتعلق بما كان مختلاً من الأوضاع واستدعاك للقيام والنهوض والثورة، لابد أن يتحقق تغييره علي الأرض، بمعني أوضح.. الوصول إلي تحقيق هدف الحرية والديمقراطية وكفاءة الأداء وعدالة التوزيع وسيادة القانون، أي أن تجدد حياتك في كل شيء، وتتسق مع تاريخك وعصرك وزمانك وتحدد أهدافك ومستقبلك وتقرر الوسائل الضرورية لها وتحشد من القوى المعنوية والمادية لتحقيقها، بمعني أن الثورة ليست خروج الشباب وجماهير بالمليون، فهذه هي الافتتاحية العظيمة للثورة، وأما هدفها فهو تغيير الواقع علي الأرض اجتماعيا واقتصاديا وفكريا بالدرجة الأولي، وهذه عملية لاتزال تجري في مناخ الثورة، ووهجها، وقوة اندفاعها، نحن فعلا في حالة ثورية، وهذا شيء رائع، لكن الكرة لم تنزل بعد في الكوز، لكي ترفع الأعلام، وتدق الأجراس، وهذا هو التحدي الكبير أمامنا في هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ.