أكد د. بهجت الداهش رئيس شُعبة صناعة الأجهزة الكهربائية والالكترونية باتحاد الصناعات أن انخفاض الأسعار يمثل السبب الأول في الاسراف في استخدام الكهرباء ومصادر الطاقة الأخري علي عكس الخارج الذي ترتفع فيه الأسعار بجانب تحديد حد معين لاستهلاك كل منزل من الطاقة وفقاً لاحتياجاته الفعلية. قال في حواره ل "المساء إن 45% من الطاقة علي مستوي العالم تستخدم في المنازل ولهذا كان البحث عن حلول لمواجهة هذه المشكلة من خلال عدد من الوسائل تتمثل في التصميمات الحديثة للمنازل بحيث تعتمد علي مصادر الانارة الطبيعية والتوسع في استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة لمواجهة الخوف من ندرة مصادر الطاقة المختلفة. أوضح أن التكلفة للأجهزة الموفرة للطاقة قد تكون مرتفعة في البداية باعتبارها تكلفة ثاتبة ولكن علي المدي الطويل لها فوائد عديدة تتمثل في الحفاظ علي الطاقة والحد من تلوث البيئة بسبب قلة العادم منها. * قلنا للدكتور بهجت الداهش.. يسعي العالم حالياً إلي الحد من استهلاك الطاقة بكافة أنواعها حفاظاً علي مصادرها المحدودة وأيضاً للحفاظ علي البيئة ومنع التلوث فما هو الجديد في هذا المجال؟ ** لقد تنبه العالم منذ فترة لهذه القضية وأجريت العديد من الدراسات والابحاث حولها فتبين أن 45% من الطاقة المستخدمة علي مستوي العالم تستخدم في المنازل للاستخدامات الشخصية و55% تستخدم في الصناعة والانارة العامة وباقي الاستخدامات الأخري وتركيز العالم حاليا منصب علي الحد من نسبة الطاقة المستخدمة في المنازل ولمواجهة ذلك يسير في اتجاهين الأول بناء المنازل بطرق هندسية معينة تسمح بأن تكون مضاءة طوال النهار بالوسائل الطبيعية كالشمس وأيضاً بحيث لا تستخدم التطبيقات بشكل مبالغ فيه.. والاتجاه الثاني التعامل مع الأجهزة الكهربائية بشكل مختلف وخاصة أجهزة التكييف والثلاجات والسخانات التي اتضح من الدراسات أيضاً أنها تستهلك نسبة 42% من نسبة ال 45% من الكهرباء المستخدمة في المنازل واعتمدوا في هذا الاتجاه علي انتاج أجهزة موفرة للطاقة بحيث يتم الحفاظ علي الطاقة لاطول فترة ممكنة من خلال استخدام مواد للعزل أكثر وتتميز بالكفاءة الشديدة وهو ما يؤدي في النهاية إلي عمل الموتور الذي يديرها علي فترات متباعدة وهو ما يؤدي إلي الحد من الطاقة المستخدمة في تشغيله. عقبة التكلفة * وما هي المشكلة التي تواجهنا في الاعتماد علي استخدام هذه الأجهزة الحديثة الموفرة للطاقة؟ ** العقبة الأولي أمام التوسع في استخدام هذه الأجهزة هي التكلفة الأعلي لها حيث ان أسعارها مرتفعة بعض الشيء مقارنة بالأجهزة العادية لاستخدام مكونات أحدث في عملية التصنيع وفي نفس الوقت لا يجد المواطن مقابلا مباشرا من وجهة نظره يستفيد به مقابل السعر المرتفع للأجهزة لسبب بسيط وهو أن سعر الطاقة في مصر رخيص ومن ثم لا يتحمل المواطن أعباء ضخمة من وراء زيادة الاستهلاك ولا يجد مبرراً لشراء أجهزة مرتفعة السعر حتي لو كانت موفرة للطاقة علي عكس أوروبا فسعر الطاقة مرتفع بل أن الحكومات تضع حدا معينا لكل منزل من استهلاك الطاقة ومن خلال عدادات خاصة يتم فصل الكهرباء فوراً علي المنزل الذي يتخطي هذا الحد ومن ثم تم خلق شعور عام لدي المواطنين بضرورة التوفير في الطاقة واستخدامها وفقاً لاحتياجاته الحقيقية وشراء الأجهزة الموفرة للطاقة. التغييرات المناخية * عانينا في فصل الصيف الماضي من كثرة انقطاع التيار الكهربائي لزيادة الاستهلاك بشكل كبير لأجهزة التكييف بسبب الموجة الحارة التي تعرضنا لها فكيف يمكن مواجهة هذه المشكلة؟ ** لا شك أن التغييرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة التي يشهدها العالم بشكل غير عادي أدت إلي زيادة الاعتماد علي أجهزة التكييف بصورة كبيرة ولهذا فكر العالم في الاستفادة من الطاقة الشمسية ودرجة الحرارة المرتفعة في التبريد فظهر نوع جديد من التكييفات يطلق عليه تكييف المقاطعات وفكرته بسيطة للغاية حيث يستخدم لتغطية منطقة سكنية بالكامل أو حي سكني كبير من خلال إنشاء محطة مركزية لتجميع أشعة الشمس وقيامها بتبريد المياه ثم مد مواسير شبيهة بمواسيرالغاز الطبيعي إلي المنازل الموجودة بالمنطقة