لاشك أن الشعب العراقي يترقب نهاية عام 2011 الذي بدأ اليوم ليتخلص نهائيا من الاحتلال الأمريكي الجاثم علي صدره منذ ثمانية أعوام لم يجن خلالها سوي الدمار والقتل والتشريد والتهجير والبطالة. فمن المقرر أن تغادر القوات الموقعة بين البلدين لكن رغم ذلك. ليس بمقدور أحد التكهن بما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستفي بوعودها بالانسحاب من بلاد الرافدين أم لا. لقد ألمح بعض المسئولين الأمريكيين والعراقيين في الفترة الأخيرة إلي امكانية تمديد بقاء الجنود الأمريكيين الخمسين الفا إلي ما بعد 2011 بسبب هشاشة الوضعين الأمي والسياسي.. وقد سبق هذه التلميحات تقارير صدرت مرارا وتكرارا منذ اجتياح القوات الأمريكية للعراق في 2003 وحتي اليوم وكشفت عن اقامة واشنطن قواعد عسكرية دائمة في العراق ومدها بكافة التجهيزات اللازمة الأمر الذي يستلزم بقاء جنود أمريكيين في تلك القواعد مما يعني ان واشنطن تنوي البقاء في بلاد الرافدين إلي ما بعد .2011 لكن وفاء الولاياتالمتحدة بوعودها وقيامها بسحب قواتها من العراق في نهاية العام الجديد سيضع أمورا عديدة علي المحك ومنها مدي قدرة قوات الأمن العراقية علي تحسين الوضع الأمني المتدهور والحد من التفجيرات المستمرة في البلاد. ومدي قدرة الجيش علي الحفاظ علي سيادة البلاد وصد أي تدخلات خارجية علي أرض الوطن. ومدي قدرة صانعي القرار في العراق علي تنحية خلافاتهم جانبا والعمل سويا لصالح الشعب وليس لحساب قوي خارجية والأمر الأكثر حساسية الذي يضعه الانسحاب الأمريكي علي المحك هو المدي الذي سيكون عليه النفوذ الإيراني بعد أن تزايد في ظل الاحتلال.