شهد عام 2010 أحداثاً ثقافية متزاحمة. بعضها جيد. ويعد مؤشراً علي حيوية الواقع الثقافي المصري. وعدم تأثره بأي من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.. وهذه الكثافة في الحدث الثقافي يعود السبب فيها كذلك إلي دخول جهات غير وزارة الثقافة. علي خط هذا النشاط ومحاولة دعمه.وبعض الأحداث الأخري كانت محزنة ومأساوية وقد ارتبطت بوفاة أكبر عدد من الأدباء علي مدي التاريخ الذي نعرفه. خلال عام واحد!! بالنسبة للأحداث الثقافية. يمكن ان نعتبر مؤتمر أدباء مصر ختاماً لها. وقد عقد ما بين القاهرة والجيزة لمدة أربعة أيام في دورته الخامسة والعشرين.. وسبقته أحداث تدخل في باب المناسبات الثابتة. مثل مهرجان المسرح التجريبي. بكل ما صحبه ويصحبه دائماً من حماس مفرط. ومن رفض مطلق!! وكذلك مهرجان الإعلام العربي الذي تقيمه وزارة الاعلام ثم مؤتمر الرواية الذي عقد بالمجلس الأعلي للثقافة. وان لم يأخذ السمت السنوي. فإنه يعقد كل عامين تقريباً. وحظي افتتاحه بقبول كبير. وبمشاركة من عشرات النقاد والمبدعين العرب من مصر وخارجها.. وقبله عقد المجلس كذلك مؤتمراً عن الثقافة الافريقية. استمر عدة أيام. في غمرة إحساسنا بالذنب تجاه القارة الافريقية التي أهملناها حتي أصبحت ساحة لأحداثنا. وأصبح شريان حياتنا "نهر النيل" فيها مهدداً. وكما ذكرنا فقد دخل علي خط العمل الثقافي بقوة بعض الجهات الجديدة علي هذا المجال. وخاصة الهيئة القومية للبريد. التي وقعت اتفاقية تعاون ثقافي مع دار التحرير بناء عليها أقيم الملتقي الابداعي الثاني. الذي حمل اسم الراحل توفيق الحكيم. وافتتحه الكاتب الصحفي علي هاشم رئيس مجلس ادارة دار التحرير. والدكتور أشرف زكي رئيس هيئة البريد بحضور نخبة من كبار الأدباء والفنانين كما تمثلت المشاركة الأخري لهيئة البريد ودار التحرير في إقامة "منتدي الإعلام الثقافي" لأول مرة بالقاعة الكبري بدار التحرير. وسط اجتماع إعلامي وثقافي ضخم. وبحضور بعض الرموز الثقافية والفنية مثل د. عماد أبوغازي والفنان محمود ياسين وعبدالوهاب الأسواني. ويستمر دور الكيانات الثقافية الشعبية في حصاد هذا العام من خلال "مهرجان رمضان الثقافي" الذي أقامه اتحاد الكتاب بمقره بالقلعة لمدة 15 يوماً. وبمشاركة عدد من كبار الشخصيات السياسية والنقابية والثقافية. منهم المهندس أحمد المغربي وزير الاسكان ومشيرة خطاب وزيرة السكان وأسامة الشيخ رئيس مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون وحمدي خليفة نقيب المحامين ومسعد فودة نقيب المهن السينمائية.. كما شهد الشهر الأخير من العام حدثاً مهماً في جنوب الصعيد. بافتتاح مركز أحمد بهاء الدين الثقافي باحدي قري أسيوط. وبتكلفة ملايين الجنيهات تبرع بها جميعا جهات مصرية وعربية وشخصيات محبة للكاتب الكبير الراحل. وبدون أي دعم من أي جهة رسمية. واذا كانت بعض هذه التجمعات الشعبية الأهلية قد شاركت في إثراء العمل الثقافي. فإن بعضها الآخر- وخاصة أتيليه القاهرة- قدم لنا مسلسلات من المشكلات القانونية وحل مجالس الادارة.. فقد قررت وزارة التضامن حل مجلس الأتيليه. بدعاوي الفساد المختلفة التي تقدم بها بعض الأعضاء. وجرت انتخابات تخللها وسبقتها وأعقبتها اتهامات كثيرة من أطراف عدة. وانتقل الأمر أخيراً إلي القضاء الاداري الذي أبطل قرار الحل. وحدث استئناف. وفي الأيام الأخيرة الماضية أيدت محكمة الاستئناف المجلس المحلول. وأمرت باعادته!! ونحن بذكر القضايا. هناك قضية فردية وتهم الجماعة المثقفة في الوقت نفسه: إنها الدعوي التي رفعها د. محمود نسيم علي أكاديمية الفنون مطالباً بتعيينه استاذاً بها.. وبعد مداولات صدر الحكم- مؤخراً أيضاً- بحقه في التعيين. وبعيداً عن كل هذه الأحداث بدت الظاهرة الكبري التي اتسم بها هذا العام. بصفته موسم رحيل الأدباء. متمثلة في وفاة حوالي عشرين أديباً. يتصدرهم- في الموت والحياة كذلك!!- الشعراء الرواد الكبار: د. كمال نشأت وعبدالمنعم عواد يوسف ومحمد عفيفي مطر.. وتتسع الدائرة لتشمل آخرين من كل الأجيال- حتي الشباب- ومن كل الاتجاهات. ونذكر منهم أحدث هؤلاء الراحلين الروائي إدريس علي. ثم محمد عبدالسلام العمري ومحمد نشأت الشريف ود. حسين علي محمد ومأمون كامل وفوزي شلبي وعبدالمنعم شلبي وفريد معوض.