نستعرض هذا الأسبوع كتاب "موسوعة القصص الإسلامي للأطفال" من تأليف د. حمزة النشرتي. والشيخ عبدالحفيظ فرغلي والكتاب صدر عن سلسلة "كتاب الجمهورية" أحد إصدارات دار التحرير للطبع والنشر. الكتاب يتكون من 320 صفحة تقريباً من القطع الكبير يتضمن عشر قصص من قصص الأنبياء بعرض شيق وأسلوب سهل يساعد أبناءنا علي فهم ما ورد في القرآن الكريم من قصص وعبر ومواعظ. تناول المؤلفان في القصة الأولي خلق آدم -عليه السلام- وكيف أراد الله -سبحانه وتعالي- أن يعمر به الأرض. ويجعل منه خليفة يدعو إلي الحق والطريق المستقيم. فقال الله للملائكة: "إني جاعل في الأرض خليفة" "البقرة: 30". بعث الله ملك إلي الأرض فأخذ قبضة منها ووضع الملك القبضة علي باب الجنة. كما أمره ربه وعجن رضوان خازن الجنة هذه القبضة بماء النهر الذي يسمي "التسنيم" وهو من أنهار الجنة حتي صارت طيناً متماسكاً وهو الطين اللازب كما قال رب العزة: "إنا خلقناهم من طين لازب". "الصافات: 11". وتركت هذه الطينة بعد عجنها فترة طويلة تقدر بأربعين سنة حتي يبست وجفت وأصبحت كالفخار كما جاء في قوله: "خلق الإنسان من صلصال كالفخار" "الرحمن: 14". وصوّر الله -سبحانه وتعالي- آدم من هذه الطينة في صورة حسنة جميلة: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" "التين: 4". هكذا أيها الابن الصغير صوّر الله -سبحانه وتعالي- آدم ونفخ فيه من روحه وعلّمه الأشياء والأسماء كلها. وهكذا جاء موقف الملائكة من أمر ربهم كلهم سجدوا طواعية وطاعة لأمر الله إلا إبليس الذي أبي وتكبّر وعصي أمر الله ليصبح هو وجنوده أعداء الإنسان. قال تعالي: "فسجد الملائكة كلهم أجمعين إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين" "ص73. 74" وإبليس لم يكن من الملائكة لكنه كان من الجن وهو أحد الأسري الذين أسرهم الملائكة حين حاربوا الجن. ولذلك أيها الابن المسلم عليك أن تحترس من إبليس وجنوده. لأنهم يأمرونك بالفحشاء والمنكر والبغي. وعليك أن تعلم أيضاً أن إبليس ليس له سلطان علي بني آدم ما دام لا يسمعون له ولا يطيعون أوامره.. ولذلك فهو يسعد ويفرح عندما يعصي الإنسان ربه لأنه لا يحب الخير للإنسان. لكنه يريد له الشقاء والتعاسة. قابيل وهابيل وفي القصة الثانية تناول المؤلفان قصة قابيل وهابيل حيث أكدا علي طيبة قلب هابيل وفي قلبه سماحة وفي طبعة تعاطف ورغبة في حب الخير. علي عكس أخلاق قابيل الذي كان يحب نفسه. وكيف طوعت له نفسه أن يعصي أمر أبيه آدم. وبالتالي أمر الله ورفض أن يتزوج أخت هابيل علي أن يتزوج هابيل أخته. هكذا وجد الشيطان من قابيل لقمة سائغة. فاستطاع بسهولة أن يسيطر عليه وأن يملأ نفسه بالهواجس والشرور حتي سولت له نفسه قتل أخيه. فقتله. فأصبح من النادمين. وفي القصة الثالثة تناول الكاتبان قصة سيدنا إدريس وسيدنا يوسف وسيدنا موسي -علي الجميع السلام- واستدل بقوله تعالي: "واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً ورفعناه مكانا عليا" "مريم: 56. 57" وقد أرسل إدريس إلي أبناء قابيل الذين ورثوا الغواية والضلال والفساد عن أبيهم وتمكن منهم الشيطان وزيّن لهم الكفر والشرك وكثر الفساد في قوم قابيل حتي انهم عبدوا الأوثان وأقبلوا علي اللهو بكل أنواعه. وأيضا كثر السحر والدجل والشعوذة فأصبحوا عبدة للشيطان يأتمرون بأوامره بدلاً من أن يلجأوا إلي الله خالقهم. يلجأون للمخلوق الذي لا يضر ولا ينفع. وألهم الله -تعالي- إدريس -عليه السلام- نشر الكتابة فكان أول من خط بالقلم ومنه تعلم الناس الكتابة وهو الذي كتب الصحف وأيضا كان إدريس أول من خاط الثيابن ولبسها وأمر الناس بلباسها مخيطة. وأيضا أول من اهتدي إلي فكرة الميكال وألهمه الله معرفة الطب وكان أول من امتطي الفرس جهاداً في سبيل الله. وسيدنا إدريس تزوّج وهو في الخامسة والعشرين من امرأة اسمها "إدَّانة" بنت ياويل بن محويل بن خنوخ بن قابين بن آدم. وولدت له ولداً سماه "متوشلخ". وفي القصة الرابعة جاءت حكاية أطول الأنبياء عمراً وهو سيدنا نوح -عليه السلام- حفيد إدريس. فهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ونشأ سيدنا نوح في الهند في أسرة صالحة متدينة محافظة علي تعاليم الدين. وأقبل علي العبادة منذ صغره وكان الله -تعالي- قد وجهه إلي الخير لأنه سوف يوحي إليه ويجعله نبياً ورسولاً. وبعد وفاة إدريس -عليه السلام- زاد الفساد وانتشر. وبخاصة بين أبناء قابيل الذين حذر إدريس أهله وقومه منهم. بل إنهم ازدادوا في ضلالهم كما قلنا حتي عبدوا الأوثان واتخذوا لهم خمسة آلهة يذبحون لها القرابين ويطوفون حولها ويقدسونها وهذه الالهة التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالي: "وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيراً" "نوح: 23. 24" وهذه التماثيل صوروها بأنفسهم ونحتوها من حجارة أو أخشاب وأطلقوا عليها هذه الأسماء.. والمفروض عزيزي الطفل أن يكون الإله خالقاً لا مخلوقاً. صانعاً لا مصنوعاً. فأرسل الله نوحاً إلي قومه. فأقبل نوح يؤدي رسالة ربه وكان قد بلغ من السن حين أرسل ثلثمائة وخمسين سنة أخذ يعظهم ويبين لهم الحق ويبصرهم بالصواب ويقول لهم: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً" "نوح: 10: 13".. ولكنهم وضعوا أصابعهم في آذانهم ولقد مكث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً. وكان الله -تعالي- قد أمر سيدنا نوح أن يصنع الفلك مع أن ذلك المكان الذي يقيم فيه نوح وقومه ليس به ماء أو بحر أي ليست بذات أنهار. وبدأ يصنع الفلك وقومه يسخرون منه. وكان نوح -عليه السلام- يتغافل عن سخريتهم حتي انتهي من صنعها وظهرت العلامة وهي خروج الماء من التنور "حتي إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين. وأهلك إلا من سبق عليه القول. ومن آمن وما آمن معه إلا قليل" "هود: 40". وكان لنوح ثلاثة أولاد ركبوا معه في السفينة: سام وهو أبوالعرب. وفارس والروم واليهود والنصاري. وحام هو أبوالسودان من المشرق إلي المغرب. والسند والهند والنوبة والزنج والحبشة والقبط والبربر. والأخير هو يافث وهو أبواللان والصقالية والترك والحزر.