* يسأل المهندس أحمد خليل من القاهرة: ما حكم تعلم أحكام الحج لمن أراد الحج فبعض الحجيج يذهب لأداء فريضة الحج وهو لا يعلم كيفية الحج؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس: يجب علي من يريد الحج أن يتعلم أحكامه مما يجب ويحرم ويكره ويباح لأن الله لا يتعبده أحد بالجهل فإن ما وجب عمله وجب العلم به قال تعالي: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" "النحل: 34". ويروي عنه صلي الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة علي كل مسلم" رواه البهيقي وفي رواية "ومسلمه". وقال بعض أهل العلم: أول ما يجب تعلمه معرفة الحلال والحرام لأن الحلال يعين علي الطاعة ويبعد عن المعصية والله طيب لا يقبل إلا طيبا وأن الله تعالي أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالي : "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات" "المؤمنون-51" وقال تعالي "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" "البقرة 172" ومن طاب كسبه زكا عمله ومن لم يطب كسبه خيف عليه ألا يقبل عمله.. قال تعالي: "إنما يتقبل الله من المتقين" "المائدة -27". وقال الشاعر: إذا حججت بمال أضله سحت فما حججت ولكن حجت العير والحج من أفضل الأعمال لقوله صلي الله عليه وسلم : "أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه. وغزو لا غلول فيه. وحج مبرور" "رواه ابن حبان في صحيحه". وقال صلي الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث يتكلم بالفحش رجه كهيئته يوم ولدته أمه" "أخرجه الجماعة". * يسأل أحمد عبد الحميد من عين شمس بالقاهرة: ما معني قوله تعالي "وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين". ** يجيب الشيخ كمال خضري عبد الغفار إمام وخطيب مسجد عمر بن عبد العزيز بالعامرية: وسارعوا إلي ما يوجب المغفرة من ربكم ولاشك ان الموجب للمغفرة ليس الا فعل الخير من المأمورات وترك المنهيات وظاهر الأمر يوجب الفور ويمنع عن التراخي. قال ابن عباس هو الاسلام والمراد منه المغفرة العظيمة وذلك هو المغفرة الحاصلة بسبب الإسلام. وقال علي بن ابي طالب هو أداء الفرائض. وقال عثمان هو الإخلاص. وقال الضحاك هو الجهاد وقيل معني سارعوا أي بادروا إلي الله بالتوبة من الربا والذنوب وحمل علي وجوب أداء الواجبات والتوبة من جميع المحظورات وكما تجب المسارعة إلي المغفرة فكذلك تجب المسارعة الي الجنة "وجنة عرضها السماوات والأرض أي أن الجنة يكون عرضها مثل عرض السماوات والأرض قال أبومسلم إن الجنة لو عرضت بالسماوات والأرض علي سبيل البيع لكانتا للجنة. وروي أن رسول هرقل سأل النبي صلي الله عليه وسلم. وقال إنك تدعو الي جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فأين النار ؟ فقال النبي: سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار وسئل أنس بن مالك عن الجنة أفي الأرض أم في السماء؟ فقال وأي أرض وسماء تسع الجنة. قيل فأين هي؟ قال فوق السماوات السبع تحت العرش "أعدت للمتقين" فظاهره يدل علي أن الجنة والنار مخلوقتان الآن وقيل إنها هيئت للمتقين "الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" والمعني ان هؤلاء الذين ينفقون في السراء وهو الغني والضراء وهو الفقر وسواء كانوا في سرور أو في حزن او في عسر أو في يسر فإنهم لا يدعون الإحسان الي الناس وأن هذا الاحسان علي وفق طبعهم فأنهم لا يتركونه . وكظم الغيظ إذا سكت عليه ولم يظهره لا بقول ولا بفعل "والكاظمين الغيظ" الذين يكفون غيظهم ويردون غيظهم في أجوافهم فقد قال صلي الله عليه وسلم "من كظم غيظا وهو يقدر علي انفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا" و"العافين عن الناس" فقد نهي المؤمنون عن الغيظ وندبوا إلي العفو عن المعسرين "والله يحب المحسنين" والإحسان إلي الغير إما أن يكون بايصال النفع إليه أو بدفع الضر عنه ويدخل فيه انفاق العلم وذلك بأن يشتغل بتعليم الجاهلين وهداية الضالين ويدخل فيه أيضاً انفاق المال في وجوه الخيرات والعبادات فإن محبة الله للعبد أعم درجات الثواب.