الوسط الرياضي يترقب "عن بكرة أبيه" ماذا سيفعل مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة ممدوح عباس مع شيكابالا بعد الكارثة الأخلاقية التي ارتكبها مع مدربه حسن شحاتة أثناء مباراة فريقه أمام الفاسي المغربي في بطولة الملايين الأفريقية عندما حاول الاعتداء عليه لمجرد أن المعلم قرر تغييره أثناء اللقاء.. والسبب وراء هذا الترقب أن شيكابالا أثبت خلال مسيرته الكروية أنه كثير المشاكل والصدام مع مدربيه.. وأنه لاعب مزاجي يحدد الوقت الذي يريد أن يلعب ويتدرب فيه.. وفي أوقات أخري يعلن شيكا أنه مريض ويحتاج لراحة.. هكذا يقرر اللاعب مع نفسه سواء مع المنتخب أو ناديه غير عابيء بالنتائج. فالموضوع دائماً لا يفرق معه.. فرغم ما يتمتع به شيكابالا من موهبة فذة ومهاراته عالية جعلت منه هدافاً وصانعاً للألعاب من الطراز الأول ولكن جاءت تصرفاته دائماً لتذكر أنه لا يشغله توظيف هذه الموهبة الساحرة ليصنع لنفسه مجداً كبيراً يذكره له تاريخ الكرة المصرية من خلال المساهمة بجهوده ومهاراته الفذة في قيادة ناديه أو منتخب مصر لتحقيق البطولات ولذلك نجد أن محصلة ما قدمه شيكابالا مع نادي الزمالك علي مدار سنوات "صفر" بالبنط العريض جداً جداً.. أما مع المنتخبات الوطنية فالمحصلة "صفرين". فشيكا ذهب لمران المنتخب الأوليمبي "بالشبشب" أثناء اشتراك الفريق بدورة الألعاب الأفريقية بالجزائر.. ويومها اصطدم بمدرب الفريق آنذاك مجدي طلبة. ومع المنتخب الأول جلس اللاعب علي دكة البدلاء في المرات القليلة التي انضم إليه. ولم يلعب سوي مرات قليلة حتي في كأس الأمم الأفريقية بأنجولا والتي فاز بها منتخب مصر مع حسن شحاتة عام 2010 للمرة الثالثة علي التوالي لم يلعب شيكا خلال البطولة سوي شوط واحد.. وانطلاقاً من هذا الواقع لمسيرة شيكا في الملاعب كان من الطبيعي أن يقف الوسط الكروي علي قدم وساق انتظاراً لكيفية قيام مجلس عباس بالتعامل مع هذه الحلقة الجديدة من مسلسل السقوط لشيكا خاصة أن إبراهيم يوسف أعلن عقب وقوع تلك المهزلة الأخلاقية أن مجلس الإدارة قام بتوقيع عقوبات رادعة علي اللاعب بالتحديد بعد أقل من ساعتين من انتهاء مباراة الفاسي وتقضي بخصم 4 ملايين جنيه من اللاعب أي ما يعادل نصف عقد شيكا الذي يحصل علي 8 ملايين في الموسم الواحد بجانب إيقاف اللاعب لأجل غير مسمي وعرض اللاعب للبيع أو الإعارة اعتباراً من الموسم القادم.. ومن ينظر لتلك العقوبات يجد أنها عقوبات تاريخية وأنا شخصياً أري أنها تمثل نقطة تحول فاصلة في تاريخ نادي الزمالك لو أن مجلس عباس التزم بها لأنها ستجعل شيكا عبرة لكل لاعب غير ملتزم وتحافظ علي هيبة النادي الكبير وإرساء كل مظاهر الانضباط والالتزام داخل جدران الزمالك عامة وفريق الكرة خاصة. وسوف تقضي تلك العقوبات الرادعة علي حالة التسيب والانفلات والمجاملات والطبطبة علي اللاعبين من فوق وتحت الترابيزة وهي حالة مرضية مزمنة يعاني منها الزمالك وتعد أحد الأسباب الرئيسية والمباشرة لضياع البطولات من النادي علي مدار سنوات طويلة. بينما يؤكد ويتفق الخبراء علي أن نجاح إدارة النادي الأهلي علي مدار تاريخه في فرض كل مظاهر الانضباط والالتزام والنظام داخل الملعب وخارجه علي اللاعبين ومدربيه يعتبر كل السر في حصد الأهلي للبطولات ولذلك أري أن أزمة شيكابالا تعتبر فرصة ذهبية وتاريخية لإدارة الزمالك لفرض النظام والانضباط بتنفيذ العقوبات التي أعلن المجلس عنها.. أما يتردد حول حدوث انقسام بين أعضاء المجلس حول التراجع عنها بحجج واهية يقف وراءها ويدعمها ممدوح عباس رئيس النادي الذي يحظي شيكابالا برعاية خاصة منه حتي بات معروفاً داخل النادي أن شيكابالا هو ابن عباس المدلل.. وليعلم عباس ومعه الصديق عمرو الجنايني عضو المجلس أنه في حالة إصرارهما علي عدم تنفيذ تلك العقوبات أن نادي الزمالك سيكون هو الخاسر الأكبر وسوف يستمر نزيف البطولات لغياب العدالة والنظام داخل النادي وعندئذ لا يلوم أعضاء المجلس إلا أنفسهم لعدم قدرتهم علي وضع مبادئ وأسس ونظام يحترمه ويلتزم به الجميع لأنه الضمان الوحيد لتحقيق الاستقرار والهدوء داخل جدران النادي.. وإنقاذه من حالة جفاف البطولات.. إن مهزلة شيكابالا الأخلاقية تمثل أكبر وأهم امتحان في تاريخ نادي الزمالك فإما أن تنجح فيه القلعة البيضاء أو تسقط وتحصل علي صفر مثل لاعبها المشاغب دائماً الذي لم يقدم شيئاً حتي اليوم يخلد به اسمه رسمياً في تاريخ الكرة المصرية.