* لقد تكرر الموقف وسوف يتكرر مرات ومرات فأي محام يستطيع الآن ان يرفع دعوي ضد قناة فضائية فيغلقها او ضد فنان فيأتي له بغرامة او حبس ولا اعتقد ان ما حدث مع قناة ميلودي كان وراءه الاخوان والسلفيون ايضا وقد سبق وان اكدت في الاسبوع الماضي عندما تعرضت لقضية النجم الكبير عادل إمام ان تعليق هذه القضايا علي شماعة تيار الاسلام السياسي غير مجد وغير لائق لان هناك افراداً يتحركون بمفردهم وبقناعتهم الشخصية من اجل تحريك هذه القضايا وان البعض يعتقد أنه يتملق هذه التيارات التي باتت قاب قوسين أو أدني من حكم البلاد. * وعلي كل الاحوال فان الحكم الصادر ضد قناة ميلودي وميلودي تريكس بالوقف لمدة اسبوع ووقف الاعلانات التنشيطية المشهورة "بوديع" صادر من محكمة القضاء الاداري وقضي كما هو معروف يوقف بث القناتين لمدة اسبوع والتأكد من عدم بثهما لاعلانات وديع وعدم ظهور الممثلين في هذا الاعلان في أي برامج أخري علي القناة. * وان كنت انا شخصيا أري ان اعلانات وديع وهي اعلانات تنشيطية عن القناة نفسها قد بلغت حداً كبيراً من السخافة ومن الابتذال والايحاءات الجنسية الرذيلة والألفاظ السوقية والايماءات الموحية باشياء مخجلة واعتقد ان هذا المفهوم أو هذا الاحساس هو ما استند اليه المحامي الذي اقام الدعوي معتبرا اياه مخالفة واستباحة للذوق العام والآداب العامة والنظام العام وعدم مراعاة لمشاعر المشاهدين وحرمة بيوتهم الا انني مازلت اتمني علي الفضائيات وغيرها ان تراقب نفسها وان تتعفف عن اذاعة مثل هذه الاشياء التي تتجلي فيها صور الابتذال والايماءات الجنسية وقد حدث ذلك مؤخرا في بعض الاعلانات الت كانت تقدمها وكالة اعلانات مشهورة عن بعض انواع الملابس الرجال الداخلية لاحدي شركات صناعة الملابس القطنية أو قد أشار الكثير من النقاد ونحن منهم الي وقاحة هذه الاعلانات وما تحمله من تعبيرات واشارات جنسية لا تليق للعرض علي الشاشة وهي اعلانات فجة ومخجلة للأسرة التي تشاهدها فجأة اثناء تجمعها لمشاهدة مسلسل او برنامج توك شو وقد أصرت شركة الاعلانات علي عرض هذه الاعلانات لمدة طويلة رغم اعتراض بعض القنوات عليها وطالبت بتغييرها الا ان سطوة هذه الشركة وتهديدها بقطع الاعلانات التي تضخها عن القنوات التي لا تقدم الاعلان كما هو بكل سخافته اضطر هذه القنوات الي الاستمرار في عرضها الي ان شعرت شركة الاعلانات نفسها بالنقد الشديد فصورت اعلانات أخري لنفس المنتج وربما يكون الضغط قد جاءها من ممول الاعلان ذاته بعد ان استشعر الحرج من شكل الاعلان الذي تقدمه هذه الشركة بهذا الشكل المستفز. * لا أحد ينكر ان السيد وديع ورفاقه قدموا اسكتشات اعلانية مبتكرة وجديدة ولكنها في غاية قلة الأدب وخارجة تماما عن حدود اللياقة وكان من المفروض التوقف عنها لا تطويرها والاستمرار فيها الي ان تصل الي هذا الحد بل وينتج عنها فيلم سينمائي هابط علي نفس الشاكلة. * أعتقد ان الذين يتباكون ويناضلون ويصرخون باسم حرية الابداع اصبح من الواجب عليهم الآن قبل ان يهتفوا في الميادين وقبل ان يحرضوا الآخرين.. عليهم أولا ان يبحثوا مع انفسهم ومع كل من يعمل في حقل العمل الفني قانون شرف يجمعهم ويجعل رقابتهم ذاتية علي انفسهم بحيث لا تخرج اشياء ان بدت لهم تسوءهم .. عليهم ان يحرصوا أولا علي احترام حرية الابداع في مواثيق من خلال نقاباتهم واجهزة عملهم وضمائرهم فحرية الابداع لا تعني ابدا الاعتداء علي حرية الآخرين وصفعهم علي وجوههم بمشاهد قليلة الأدب وقلية الذوق وقليلة الحياء وكثيرة الرذالة والتدني والسوقية والابتذال. * لابد من ايجاد حلول لا تجعل السادة المحامين يتجهون لرفع قضايا ضدهم وهم يحصلون علي احكام واجبة التنفيذ.. ولهم ان يبحثوا عن جهة او جمعية او جبهة تعني بحقوق المشاهدين يكون لها الحق في تحريك مثل هذه القضايا بعد توجيه انذارات للقنوات المخالفة.. فحرية الابداع لابد ان تكون مكفولة ولكن حقوق المشاهدين ايضا يجب ان تكون مصانة وهذا هو العدل.