فوضي التحرش الجنسي في الشارع المصري أصبحت تؤرق الجميع.. حتي أن وزيرة الأسرة والسكان مشيرة خطاب قادت بنفسها مؤخراً مسيرة داخل حرم جامعة القاهرة ضد التحرش للمطالبة باتخاذ إجراءات رادعة للقضاء علي هذه الظاهرة التي تسيء إلي صورتنا أمام العالم. الغريب أن ظاهرة التحرش تنتشر أكثر وأكثر خلال السنوات الخمس الماضية حتي ان 83% من النساء في مصر يتعرضن للتحرش الذي يبدأ من مجرد النظرة الفاحصة والتعدي باللفظ. الأكثر غرابة أن 72% ممن تعرضن للتحرش من المحجبات!! * في البداية تقول نهاد أبوالقمصان -رئيس المركز المصري لحقوق المرأة: المركز أعد دراسة حديثة عن التحرش تحت عنوان "غيوم في سماء مصر" كشفت فيه أن 64.1% من المصريات يتعرضن للتحرش بصفة يومية في حين أشارت 33.9% إلي أنهن تعرضن للتحرش أكثر من مرة وليس بصفة دائمة في حين أكدت 10.9% أنهن يتعرضن للتحرش بصفة أسبوعية وفي المقابل تتعرض 3.9% للتحرش بصفة شهرية. أضافت أن هناك سبعة أشكال من التحرش والتي تتمثل في عدة أمور منها: لمس جسد الأنثي. والتصفير. والنظرة الفاحصة لجسد المرأة والتلفظ بألفاظ ذات معني يدل علي التحرش والملاحقة والتتبع والمعاكسات التليفونية والمعاكسات الكلامية. أشارت أبوالقمصان إلي أن ظاهرة التحرش ترجع إلي سوء الحالة الاقتصادية وانتشار معدلات البطالة بين الشباب. فضلاً عما تبثه وسائل الاعلام من بعض المواد الإباحية وسوء التنشئة الأسرية للتحرش. أكدت أن جرائم التحرش تتزايد خلال السنوات الخمس الأخيرة.. مشيرة إلي أن عقوبتها مازالت غير رادعة حتي الآن حتي لا تزيد علي الحبس لمدة شهر أو غرامة لا تزيد علي 300 جنيه. لكن الدكتورة أحلام حنفي- مقررة المجلس القومي للمرأة بالقاهرة: تري أنه لا توجد حتي الآن احصائيات دقيقة حول نسب التحرش في مصر وتطالب المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن يقوم بإعداد دراسة واحصائية حول أعداد المتحرشين والأسباب والعوامل التي أدت إلي هذه الظاهرة. تؤكد علي ضرورة زيادة التواجد الأمني أمام مدارس البنات حيث إن أعدادا هائلة من البنات تخرج في وقت واحد مما يشجع الشباب علي التحرش بهن. مشيرة إلي أنه إذا نفذت عقوبات رادعة ضد هؤلاء الشباب لن يحدث أي تحرش. وتطالب كلا من الأسرة والمدرسة بأن يقوما بدورهما في توعية الشباب بخطورة هذه الظاهرة غير الحضارية. تتفق معها نجلاء فهمي -مدير جمعية الترابط الاجتماعي- مؤكدة أن التحرش أصبح من الظواهر السيئة في مجتمعنا. خاصة عندما يحدث تجمع كبير مثل الحفلات الكبري أو أمام دور العرض السينمائي أو أمام مدارس البنات. أكدت أن أسباب الظاهرة ترجع إلي تزايد البطالة وارتفاع نسب العنوسة بين الذكور والإناث علي حد سواء. نتيجة ارتفاع أسعار الشقق وزيادة تكاليف الزواج. بالإضافة إلي انتشار الواسطة والمحسوبية وانعدام تكافؤ الفرص. تضيف عايدة نورالدين -رئيس جمعية المرأة والتنمية- أن ظاهرة التحرش أصبحت في ازدياد مستمر. فقد بدأت منذ الثمانينيات.. ولكنها أخذت أشكالاً أخري بعد ذلك مثل التحرش أمام دور السينما وفي الميادين الراقية. أضافت.. نحن كمجتمع مدني نتصدي لهذه الظاهرة بعقد الندوات والتوعية ولا بد من تكاتف جميع مؤسسات الدولة وصدور أحكام رادعة وسريعة لكل من يرتكب هذه الجريمة.. وأن يكون لدي الفتيات الجرأة في الابلاغ عن أي مرتكب لتلك الجريمة. ونناشد بأن يكون هناك تعاون بين الأسر في التسهيلات الاقتصادية لتكاليف الزواج وعدم المغالاة في المهور والمظاهر التي تتنافس عليها الأسر الآن. رأي وزارة الأسرة تؤكد مشيرة خطاب -وزيرة الأسرة والسكان- علي أن هناك مبادرة لتحسين نوعية الحياة بالنسبة للفتيات والنساء للعيش بمكان آمن خال من كافة أشكال العنف مثل التحرش الذي تعاني منه المرأة بكافة الأماكن سواء كانت عامة أو في أماكن العمل أو في وسائل المواصلات.. وهذه المبادرة جاءت لحث الشباب ونشر الوعي لديهم والقضاء علي ظاهرة العنف ضد المرأة. أوضحت "خطاب" أن هناك عدة أسباب وراء خلق هذا النوع من العنف مثل الصمتم والخوف في حالة حدوث تحرش لها. بالإضافة إلي التغيرات السكانية التي أدت إلي الزحام والفقر. أضافت أن المبادرة تهدف إلي تطوير البنية التحتية للمناطق لزيادة الإنارة بالشوارع وانشاء الخطوط الساخنة لتلقي بلاغات وشكاوي المرأة.