عايشت أزمة مباراة الأهلي والبن الاثيوبي لحظة بلحظة.. وكنت علي يقين انها سوف تصل إلي نقطة "الحل" . وأنه لن يكون هناك مواطن مصري مسئول. وأقصد به اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية. متسبباً في شيء يضر مصر اليوم وغداً. لانه ليس مجرد مسئول عادي ولكنه وطني ويعرف مقدار التوابع الخطيرة. لو أن الأهلي خرج من البطولة منسحباً. وأنه قد بلغ للعالم كله ان مصر عجزت عن تأمين مباراة عادية في ملعب عسكري وبدون جمهور.. فلا نتكلم بعد ذلك عن أي نشاط كروي آخر. سواء محليا أو دوليا ولا نتحدث عن تطوير السياحة ونهضتها. لان السياحة مرهونة بالأمن وجودته وجديته. ولا نتكلم عن استثمارات جديدة في مختلف المجالات. طالما أن ابسط الأمور "مباراة كرة" عجزنا عن توفير الأمان لها. وللمشاركين فيها. ولضيوف مصر من اثيوبيا. كما توقعت انفرجت الأزمة في اللحظات الأخيرة. وسوف تقام المباراة في مكانها وموعدها. وكأننا عشنا أزمة بدون لزمة.. لذلك كعادتي ادخل في الموضوع مباشرة. واؤكد ان الداخلية لم يحالفها التوفيق في موقفها من هذه الأزمة. وأنها بالإصرار علي تطبيق الشروط الأمنية التي أوصحت بها النيابة العامة في كل الملاعب التي تحتضن المباريات الرسمية سواء المحلية أو الافريقية لم يكن له ما يبرره والارتفاع بسقف الأزمة إلي اقصي درجات التوتر. حتي تسلل القلق إلي مسئولي الأهلي وجماهيره والإعلام. وركب البعض الأزمة وزادها.. وشخصياً لا أتصور ان اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية. وهو رجل وطني. كان يتعمد أن يجرح مصر. ويكبدها توابع سيئة لا تليق باسم مصر الكبيرة عربياً وافريقيا ودولياً إلا أن المبالغة في التعامل مع الشكوك والمحاذير وتركيز النظر علي مجموعات الالتراس في منطقة الاعتصام حول مجلس الشعب. بينما ان المباراة مؤمنة بطبيعتها لانها في ستاد الحربية. وايضا بدون جمهور للدواعي الأمنية.. وكان من الغريب أن تعلق موافقة الداخلية حتي وقت متأخر. مما تسبب في مشكلات كبيرة وتواترات اكبر.. ولكن نعود لأصل القضية. وهي أن الرياضة المصرية تواجه خطراً شديداً. ولابد أن يعود الجميع إلي عقله وأن نخفف من الاحتقان الزائد الذي يحيط بنا. ويزيد يوماً بعد يوم أما هؤلاء الذين يفترشون الطريق ولاهم لهم سوي الازعاج وفرض انفسهم علي رغبات الملايين. وهولاء إلي زوال قريباً جداً بعد ان ضاق بهم الناس. ولم يعد لهم في قلوبهم ذرة حب وتقدير. وانما اقتناع كامل بالغباء التام.