صاحب النظرية هذه المرة هو هيثر ماتيلا استاذ علم البيئة في كلية ولسلي وموضوعها النحل. يقول ماتيلا ان ملكة النحل عندما تتزاوج مع أكثر من ذكر فإنها تمهد الطريق بذلك أمام خلية نحل أكثر سلامة وأكثر قدرة علي مقاومة الأمراض وعوامل الفناء ففي هذه الحالة فإن الخلية تصبح اكثر تنوعا من الناحية الجينية كما يصبح النحل الموجود في الخلية اكثر قدرة علي التعايش مع البكتريا التي تعيش في احشائه والتي تلعب دورا كبيرا في تحسين الحالة الصحية والغذائية فالبكتريا تساعد النحل علي سرعة هضم الطعام. يقول ماتيلا انه عند اجراء المقارنات وجد ان الخلايا التي تتزاوج الملكات فيها مع اكثر من ذكر تحتوي احشاء النحل فيها علي بكتريا تفوق بشكل ملحوظ "الخلايا المحرومة جنسيا" علي حد تعبيره وقد جرت المقارنات بين 22 خلية وتم في 12 منها تلقيح الملكة بخليط من السائل المنوي ل 15 ذكرا وبالنسبة للخلايا العشر الاخري تم تلقيح الملكة "طبيعيا كما يبدو" بالسائل المنوي لذكر واحد. ومضي ماتيلا قائلا: كنا نعلم ان افراد النحل الاكثر صحة تأتي من خلال التنوع الجيني لكننا كنا نجهل الآلية التي يحدث بها ذلك ويمكن لهذه الدراسة ان تساعدنا في الوصول إلي تلك الآلية والمعروف ان ملكة النحل يتم تلقيحها مرة واحدة طيلة حياتها. ويلجأ الباحث إلي لغة الارقام فيقول تبين ان خلايا النحل التي تم تلقيح ملكاتها بأكثر من ذكر يوجد لدي افرادها 1105 أنواع من الميكروبات بزيادة قدرها 40% في الميكروبات المفيدة بالمقارنة بالخلايا ذات الملكات احادية الذكر وفي الخلايا الاحادية 78 نوعا فقط وبزيادة 127% في الميكروبات الضارة عن خلايا الملكات متعددة الذكور ويسعي الباحثون حاليا إلي مواجهة مشكلة هلاك اعداد كبيرة من النحل في الولاياتالمتحدة بما يشكل خطورة بالغة علي الانتاج الزراعي حيث يلعب النحل دورا كبيرا في تلقيح النباتات.