التحكيم النسائي لم يأخذ حقه حتي الآن لظروف المجتمع المحافظ إلي جانب تركيز وسائل الإعلام علي رياضة الرجال. حول تلك الفكرة اجتمعت آراء المحكمات المصريات في أكثر من لعبة سواء كانت فردية أم جماعية. "المساء الرياضي" التقت عدداً منهن ليقدمن تقريراً عن حال التحكيم النسائي في مصر وما يواجهه من مشكلات. تقول هدي رمضان حكم دولي في رفع الأثقال إنها شاركت ضمن لجنة التحكيم في بطولات عربية وأفريقية ومحلية التي تقام علي أرض مصر ويوجد حالياً بالاتحاد 6 محكمات منهن تفيدة الغزاوي ووفاء موسي وسندس إسماعيل والراحلة مثليار رحمي.. قالت إنها أتقنت التحكيم علي يد محمد فياض رئيس الحكام والراحل علي محجوب بطل العالم. وأضافت أن التحكيم في رفع الأثقال أو الألعاب الفردية بشكل عام يختلف تماماً عن التحكيم في الألعاب الشعبية مثل "كرة القدم" التي تأخذ حقها تماماً والأعلي مادياً نظراً لشعبيتها في حين أن الألعاب الفردية هي التي تحصد الميداليات الذهبية وتتوج مصر عالمياً فلماذا لا يتساوي الحكم في الألعاب الفردية بحكم كرة القدم. أكدت أنه لم يحدث أي اعتراض علي قرارات التحكيم التي تتخذها ودائما ما يحب المدرب أن تحكم لصالحه حتي ولو كان خطأ ولكن المحكمات ملتزمات وقوانين التحكيم. تقول إنه يجب علي اتحاد رفع الأثقال مشاركة المحكمات السيدات في البطولات الدولية التي تقام خارج مصر ولا تقتصر علي مشاركة الرجال فقط لنا الكثير واكتساب التحكيم. تغريد خطاب حكم دولي في كرة الطائرة قالت: منذ 18 عاماً وأنا في مجال التحكيم وأعد أنا المحكمة الدولية الوحيدة بالطائرة إلي جانب 35 محكمة محلية لأن التحيكم الدولي يحتاج إلي عدة مراحل وحتي وصل إلي التحكيم الدولي وشاركت في تحكيم بطولة الشباب بطرابلس الليبية بالإضافة إلي البطولات الدولية والمحلية التي تقام بمصر.. أضافت أن التحكيم في كرة الطائرة يختلف عن التحكيم في الألعاب الفردية لأن التحكيم هنا يكون بالإشارة للاعبة وعند حدوث أي اعتراض علي قراراتي أتحدث فقط مع رئيس الشوط وهو الشخص الوحيد المسموح التحدث معه. وبالرغم من ذلك نواجه اعتراضات وانفعالات وهنا تلعب الخبرة في التحكيم دورها لامتصاص غضب اللاعبين وتقبل اعتراضهم بصدر رحب وهدوء تام دون أي تعصب أو انفعالات لسير المباراة. أما بالنسبة للبدلات المادية التي تتقاضاها المحكمات السيدات تقول تغريد إنها قليلة جداً في حين أن كرة الطائرة تحصد جوائز وكئوساً عديدة لكنها لا تأخذ حقها مثل كرة القدم. في حين أن الاتحاد الدولي يطالب بزيادة عدد المحكمات السيدات وتشير والدراسات أن عدد المحكمات السيدات قليل جداً من الرجال وذلك بعد أن أثبتت المحكمات كفاءتهن في اتحاذ القرارات الصحيحة دون أي شكوي تقدمت ضدهن أو مخالفتهن لقوانين التحكيم. قالت تغريد إننا طالبنا كثيراً أن يؤخر ميعاد إقامة المباريات خاصة أن جميع المحكمين من الرجال والسيدات يعلمون في وظائف مختلفة ودائماً ما تقام المباريات في الرابعة عصراً وهذا لا يتناسب معناً مما يرقهنا كثيراً فلابد من إعادة النظر ومراعاة ظروفنا وتعديل ميعاد المباريات. سكينة المنزلاوي محكمة محلية في لعبة الدراجات تقول: إنني أمارس التحكيم منذ أكثر من 12 سنة ونظراً لأنني ربة منزل لا استطيع المشاركة في البطولات الدولية لأنها تحتاج مني إجادة اللغة الإنجليزية ولها تدريبات وامتحانات خاصة حتي أكون "دولية" فاكتفيت بالتحكيم المحلي لظروفي العائلية. أضافت: إنني حكمت أيضاً في مباراة كرة اليد وألعاب القوي إلي جانب الدراجات ومنذ تاريخي في التحكيم ولن يتقدم أي مدرب بأي شكوي ضد تحكيمي بل دائماً ما تكون الشكوي في نطاق أن اللاعب أكبر من السن وهذا لم يحدث لأن شهادة الميلاد ضمن أوراق اللاعب خاصة في بطولات تحت سن 14 و16 سنة ودائماً ما تحدث الشكاوي في الألعاب الجماعية وليست الفردية لأن التفوق الرياضي يكون هنا فردياً. أميرة غازي حكم دولي وشارة الزرقاء لتنس الطاولة تقول إنني منذ 15 عاماً وأنا أمارس التحكيم نظراً لحبي الشديد للعبة حيث إنني كنت لاعبة ثم بعد ذلك دخلت في التحكيم علي يد والدي الحكم الدولي والأوليمبي عبدالمجيد غازي الذي أعتبره مثلي الأعلي في التحكيم. تؤكد أن الحكم هو القاضي والمسيطر علي المباراة ليس سهلاً وبه مشكلات كثيرة من خلال عصبية اللاعبين واعتراضات علي القرارات لأن لعبة تنس الطاولة لعبة حساسة. تعاود أميرة قائلة إن الحكام هم أقل فئة يتقاضون بدلات خاصة في الاتحادات فأنا شاركت في التحكيم في بطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت مؤخراً بالكاميرون علي حسابي الشخصي من إقامة ومواصلات وإعاشة دون أن أتقاضي أي أجر وهذا لحبي الشديد للعبة وإيماناً مني أن المرأة قادرة علي القيادة واتخاذ القرارات السليمة ونحن المحكمات استطعنا أن نثبت للعالم كله أن التحكيم المصري من أفضل التحكيم علي العالم. مني عطا الله حكم دولي ومساعد في كرة القدم تقول إنها منذ 11 عاماً وأنا في ملاعب الكرة شاركت في بطولات عالمية عديدة فقد قمت بالتحكيم في بطولة كأس العالم في 2008 بالبرتغال وكأس الجرف 2009 وورشة عمل نظمها الاتحاد الدولي وكذا في أوليمبياد الشباب بسنغافورة في بطولة الأمم الأفريقية وكنت أنا الوحيدة التي مثلت العرب في هذه البطولة. تضيف: تربيت وسط أسرة كروية 100% فنحن 6 اخوة جميعنا في التحكيم ووالدي يشجعنا جميعاً. تضيف أن الحكم حتي ولو كان ممتازاً فهو لا يسلم من الانتقادات سواء من اللاعبين أو المدربين والأكبر الجمهور الذي دائماً ما يرمون أخطاء فريقهم علي التحكيم. وتؤكد أن الاتحاد المصري ينظم دورات للمحكمات في بداية الموسم الكروي. ونظراً لأن الدوري النسائي قليل جداً بمصر فإنني أدعم نفسي في تحكيم مباريات ودوري الممتاز للشباب حتي أتقدم في مستوي التحكيم لتصل إلي الدولي. أما بالنسبة للبدلات المادية تقول مني إن الاتحاد يعطي لنا حقوقنا المادية جميعها وتصل في ميعادها دون أي تأخير وهي مقعولة جداً أما المباريات الخارجية فاحقوقنا المادية نأخذها من البلد المنظم ولا تواجهني أي مشكلة من الناحية المادية كما إنني أمارس التحكيم كهواية وليس كاحتراف.