* الأجيال الجديدة ثمرة المستقبل وأملنا في الغد * من حقها معرفة بطولات محاربينا * سيناء عادت بعد ملحمة من البطولات والإنجازات يأتي احتفال القوات المسلحة بيوم الشهيد والمحارب القديم والذي يوافق 9 مارس من كل عام تجسيداً لمعني الوفاء في أسمي صوره وتقديراً لقيمة العطاء في أنبل صورة والتي يمثلها أحد قيم العسكرية المصرية العريقة في تخليد ذكري شهداء مصر الأبرار وتكريم لبطولات محاربيها القدامي. إن ملحمة اكتوبر 1973 خير شاهد لهؤلاء الرجال العظماء الذين استشهدوا في الحروب فهم صناع النصر. أنهم أبناء مصر الأوفياء خير أجناد الأرض الذين سيذكرهم التاريخ في أنصع صفحاته. فهم الذين كتبوا تاريخ الانتصارات المصرية بحروف من نور ومصر لن تنس أبناءها الأبطال. إن يوم الوفاء هو يوم تواصل بين الأجيال فهو يوم لإعلاء القيم النبيلة والتقاليد العريقة لمصر وقواتنا المسلحة الباسلة هي قيم لن يخفت ضوؤها أو ينضب معينها. في التاسع من مارس تستعيد مصر الذاكرة لتضحيات عظيمة تفاني فيها أبناء مصر وضحوا بأرواحهم ليحتسبوا عند الله شهداء لتبقي مصر حرة مستقلة نتذكرهم دائما فهم في القلوب وذاكرة التاريخ. تحية إلي شعب مصر وتحية لقواتنا المسلحة وتحية إلي روح كل شهيد خط بدمائه صفحة من انتصارات مصر وتحية إلي كل مصابي العمليات الذين ضحوا بقطعة غالية من أجسادهم. "المساء" تشارك مصر شعباً وجيشاً الاحتفال بذكري الشهيد الذي تحتفل به مصر يوم 9 مارس من كل عام. ففي مثل هذا اليوم عام 1969 يوم استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة لما قدمه هذا البطل العظيم كقائد ناجح وكنموذج يحتذي به وقدوة لجنوده. هذا القائد الذي استشهد علي جبهة القتال خلال حرب الاستنزاف التي يخوضها جنودنا البواسل لتحرير الأرض المنتصبة أرض سيناء الغالية.. حيث قام البطل الشجاع بالتوجه إلي الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية كي يرصد بنفسه تحركات العدو في المواجهة وليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق ويستطلع الموقف بعين القائد وبحنكة المقاتل الفذ فإن الفريق عبدالمنعم رياض كان يلقبه الأصدقاء والاعداد بالجنرال الذهبي فما عرف عنه من فكر قتالي وخبرة قتالية كبيرة انحني لها العدو قبل الصديق. في يوم 9 مارس 1969 اغتالت رصاصات الغدر التي كانت له بالمرصاد. فأصيب القائد البطل إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء عمليات الاشتباك بين قواتنا وقوات العدو ليسقط البطل شهيداً بعد أن فشلت كافة الجهود الطبية في إنقاذه وكانت خسارة القوات المسلحة ومصر كبيرة. حيث فقدنا قائداً عسكرياً متميزاً كانت مصر في حاجة إليه في تلك المرحلة العصيبة التي كانت تمر بها البلاد. لكن رجال القوات المسلحة لم تهدأ إلا وأن قام الشهيد البطل العميد إبراهيم الرفاعي ورجاله بتدمير الموقع الإسرائيلي. حيث عبروا للموقع وقاموا بتدميره ثأراً لهذا البطل المغوار. إن الشهداء يرحلون بأرواحهم ولكنهم تركوا لنا وللقوات المسلحة إرثاً من دروس مستفادة في الشجاعة وفي القيادة لاتزال تدرس في أنحاء عديدة من المعاهد العسكرية. منذ ذلك اليوم أصبح يوم 9 مارس هو يوم الشهيد تعبيراً صادقاً عن الروح العسكرية المصرية وكانت هذه الروح تجلت بأجمل وأحلي معانيها وصورة في حرب اكتوبر .1973 لم تنس القوات المسلحة أن تخلد اسم هذا البطل الشهيد فارتبط تاريخ استشهاده بيوم المحارب إلي جانب يوم الشهيد. حيث قامت جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب ممن استشهدوا في جبهات القتال وممن اصيبوا أثناء تلك المعارك. فهم ينظرون لهذا البطل كرمز للتضحية والفداء وكم من بطل من أبطال القوات المسلحة قام بأعمال جليلة كتبها التاريخ وخلدها ممن استشهدوا في معركة الكرامة ومنهم من أصيب وظلت إصابته وساماً معلقاً فوق الصدور.. إنهم رجال القوات المسلحة "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً" صدق الله العظيم. في هذه المناسبة الخالدة بذكري الشهيد والتي تواكب احتفال مصر بثورة 25 يناير فإن قواتنا المسلحة قامت بحماية الثورة وتولت المسئولية لتحقيق أهدافها من أجل بناء مصر الحديثة ولقد أضافت الثورة شهداء جدداً ترفرف أرواحهم مع الخالدين. بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد قال اللواء أ.ح.نبيل الخميسي -مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب-: إن القوات المسلحة وهي تحتفل بهذا اليوم تجسد اسمي معاني العطاء والروح الوطنية المخلصة لأبناء مصر الأوفياءالمدافعين عن أمنها وسلامتها عبر تاريخنا الطويل وتفانيهم في الدفاع عن وطنهم والذود عنه في نسيج وطني واحد لا فرق بين مسلم ومسيحي. فضربوا أروع الأمثلة للتضحية والفداء.. مشيراً إلي حرص القوات المسلحة علي تقديم كافة أوجه الرعاية لأبنائها من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية من خلال الجمعية وأفرعها المنتشرة في جميع أنحاء مصر وما تقدمه لأعضائها من أنشطة وخدمات ورعاية صحية واجتماعية ورياضية وفنية وصرف الإعانات الثابتة علي مدار العام عرفاناً وتقديراً لما قدموه من تضحيات لإعلاء كلمة الوطن. أضاف: أن الأجيال الجديدة هم ثمرة المستقبل وأملنا في الغد لذلك فيجب أن يدركوا أنه في هذا اليوم يوم الشهيد نستعيد فيه بطولات وأمجاد قواتنا المسلحة ونحيي أرواح شهدائنا الأبرار الذين قدموا حياتهم هدية فداء للوطن ونقف تحية إجلال وتقدير لجيل ذهبي من شعب مصر أبي الخضوع للنكسة والانحناء للهزيمة فقدم العديد من التضحيات من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة. من حق الأجيال القادمة أن يعرفوا بطولات محاربينا حتي لا تضيع دماؤهم التي فقدوها هباءاً ومن حقهم أيضا أن يتخذوا من تلك الكوكبة من البشر الذين عبروا بنا إلي حدود التنمية والمستقبل وأقول لهم إن سيناء عادت بعد ملحمة من البطولات والإنجازات تواصلت مع العمل الدءوب والإصرار العظيم من جانب الشعب المصري. إنني أقول لشباب مصر إن السلام لا يأتي من فراغ ولكنه أيضا لا يستمر إلا بقوة تحميه وأن السلام ثمن تدفعه الشعوب من دماء أبطالها وأرواح شهدائها وكما قيل في أوبريت اكتوبر 2009 خلال الاحتفال بالذكري السادسة والثلاثين لنصر اكتوبر العظيم "السلام عايز سلاح".. وانني أضيف أيضا السلام عايز رجال يحبون وطنهم ويؤمنون به. دماء العسكريين والمدنيين اختلطت في بناء حائط الصواريخ إن تلاحم الجيش مع الشعب الذي نراه في كل الأوقات والمواقف كان آخرها خلال ثورة يناير 2011 لم يكن غريباً وشعار الجيش والشعب إيد واحدة وركوب الشباب فوق الدبابات والعربات المدرعة لم يأت من فراغ.. هذا التلاحم كان دائما وسيظل عبر التاريخ من أحمس لرمسيس وحتشبسوت لقطز وصلاح الدين لعمر مكرم لتشابك الشعب مع الفرسان ورجال الجيش في الحملة الفرنسية ولويس وفيريزر و..48 إنها ملحمة شعب مصر وجيش علي مر السنين منذ آلاف السنين. نقدم أبرز ملامح التلاحم التي رصدها التاريخ معركة حائط الصواريخ التي جسدت تضحيات قدمها أبناء مصر من المدنيين والعسكريين في بناء هذا الحائط تحت قصف نيران العدو لبناء حائط الصواريخ لسلاح قوات الدفاع الجوي الذي استغرق بناؤه "40" يوماً سقط خلالها مئات الشهداء من العمال والمهندسين المدنيين والمهندسين والجنود العسكريين. كان لبناء هذا الحائط أثره الكبير في قطع الذراع الطولي لسلاح القوات الجوية الإسرائيلية قبل حرب 1973 وخلال حرب اكتوبر والذي كان له الأثر الكبير في عمليات العبور للجنود واجتياز خط بارليف وإتاحة الفرصة لإنشاء رءوس الكباري علي الضفة الشرقية لقناة السويس. لم تكن مجرد تجميع جديد مبتكر للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات بل كانت نقطة تحول للقوات المصرية.. لقد قال موشي ديان يوم 28 اكتوبر بعد اندلاع حرب 73 لقد وضعت البذرة الشريرة لهذه الحرب اللعينة في منتصف عام 70 عندما وجه المصريون صواريخهم في حائط الصواريخ. متسائلاً لماذا لم نقم بتدميرها في ذلك الوقت؟.. هكذا قال وزير الدفاع الأسبق وهو يعتصر ألماً علي ما وصلت إليه قواته عام .1973