علي ما يبدو أن الإسكندرية عادت إلي عصر الفتوات.. ففي ظل الانفلات الأمني وغياب القانون زادت أعمال البلطجة بشتي أنواعها. ويتم تحرير محاضر بالمئات لهؤلاء البلطجية دون جدوي. لأن أقسام الشرطة اقتصر دورها علي تلقي البلاغات وتحرير المحاضر وحماية الأقسام والمنشآت الحيوية فقط. وخلال الأشهر الأخيرة زادت بشكل كبير سطوة البلطجية المدججين بكافة أنواع الأسلحة لفرض الإتاوات علي ملاك الأراضي أو احتلالها وطرد أصحابها منها. وبعد جلسة عرفية تجري بين البلطجية وملاك الأراضي يضطرون إلي دفع الإتاوة والتي تتعدي عشرات الآلاف من الجنيهات.. وازدادت هذه الظاهرة في جميع أنحاء الإسكندرية. يؤكد محمد عطية - تاجر - أن أعمال البلطجة أصبحت علي مرأي ومسمع الجميع. ويستخدم فيها البلطجية الأسلحة الآلية في أعمالهم الإرهابية لاقتحام الأراضي ويفرضون الإتاوة علي أصحابها تحت مسمي بدل الحرسة وترك صاحب الأرض في حاله للبناء عليها وأحيانا يطالبون ببعض الأدوار بعد البناء ويقومون ببيعها لحسابهم نظبر مبالغ طائلة. يقول وائل حمدي - من منطقة العطارين: إن أصوات الطلقات النارية التي يطلقها البلطجية من بنادقهم الآلية والرشاشات أصبحت تهز المنطقة وتفزع الأهالي وتثير الخوف والهلع بينهم وسط تجاهل الأجهزة الأمنية. مشيراً إلي أن من يمتلك أرضاً ويحاول البناء عليها ويستعين بأحد المقاولين يقوم البلطجية بمساومة صاحب الأرض. إما بدفع مبلغ يتعدي المائة ألف جنيه. وإلا فإنه لن يتمكن من البناء علي أرضه التي يمتلكها. وعند وصول قوات من الشرطة أو الجيش يهرب البلطجية ويعودون في ثاني يوم. وهكذا إلي أن يحصلوا علي الإتاوة التي قد فرضوها علي المقاول وصاحب الأرض. يؤكد إبراهيم محمد - مقاول - أن بعض المقاولين يقومون بالاستعانة بمجموعة كبيرة من البلطجية لحراسة أراضيهم مقابل ترضيتهم بمبالغ كبيرة تتعدي الخمسين ألف جنيه.. مشيرا إلي أن سطوة البلطجية علي الأراضي أصبحت ظاهرة عادية في ظل الانفلات الأمني. أضاف: إنه عندما يشرع صاحب العقار في هدمه ينتظر بلطجية المنطقة من سيحصل علي مقاولة البناء. فإذا كان من أبناء المنطقة يقوم بترضية جميع البلطجية عن طريق حصول بلطجي علي الآلاف من الجنيهات مقابل تركه يقوم بالبناء علي حسب هواه. ويرفع البرج إلي الأدوار التي يريدها. أما إذا كان المقاول ليس من أبناء المنطقة فتصبح فرصة ذهبية للبلطجية لأنهم يقومون بمساومة المقاول. إما بحصولهم علي دورين أو ثلاثة مخالفين أو طلب مبالغ طائلة تتراوح ما بين 200 إلي 500 ألف جنيه علي حسب المنطقة والقرب أو البعد من الشوارع الرئيسية. وذلك مقابل حماية المقاول للبناء وحمايته من أي اعتداء خارجي من بلطجية مناطق أخري. وفي حالة رفض المقاول إعطاء البلطجية ما يطلبونه يقومون بجمع كل ما لديهم من أسلحة وخرطوش وزجاجات مولوتوف وزجاجات فارغة ويهجمون علي المقاول والعاملين بالأرض. إلي أن يتمكنوا من الاستيلاء عليها. مما يضطر المقاول إلي عقد جلسة صلح عرفية مع البلطجية وفي النهاية البلطجية يفرضون شروطهم. ويحصلون علي ما يريدون . وإذا أصر صاحب الأرض علي عدم ترضيتهم يقوم البلطجية بعمل توكيلات مزورة من ملاك الأراضي الفعليين وعقود بيع وشراء ويقومون بعمل صحة توقيع عليها ويضعون أيديهم علي الأرض ويشرعون في أعمال البناء عليها. وعندما يعلم أصحاب الأرض الفعليون يقومون بعمل محاضر ونزاعات في المحاكم المدنية والإجراءات تأخذ من سنة إلي ثلاث سنوات. مما يسهل عملية النصب علي الأراضي. وخلالها يكون البلطجية قد قاموا بعمل البناء بأدوار مرتفعة وباعوا الشقق مما يصعب رجوع الحق لأصحابه. ويؤكد محمود إبراهيم - تاجر من منطقة العوايد - قيام بعض البلطجية بالتعدي علي قطع من الأراضي الفضاء في الطريق المتجه من العوايد إلي السيوف بالقرب من عزبة محسن بالرغم من أنها مملوكة لإحدي الشركات وقاموا باحتلالها وزراعتها وأنشأوا عليها مبني لإقامتهم ووضعوا عليها لافتة مشيرا إلي أن الأرض مملوكة للمزراعين في محاولة لفرض الأمر الواقع. أضاف: إن الأهالي قاموا بعمل عدة محاضر لهؤلاء البلطجية ولم يتحرك أحد.. أشار إلي أن استيلاء البلطجية علي الأراضي والبناء عليها أصبح أمراً طبيعياً لأن لبلطجية لا يتعاملون إلا بالأسلحة النارية والخراطيش ومن يقف في طريقهم يتعرض للقتل.