يعيش سكان قري سد خميس وشباس الملح والمندورة والقصابي والزيني وكوزو والروضة وعبد الرحمن التابعين لمركز سيدي سالم محافظة كفر الشيخ في مأساة حقيقية بعد أن تحول البحر الصعيدي الي اكبر مصدر لتلوث مياه الشرب ومياه الري بعد أن تحول لمقلب للقمامة والحيوانات النافقة وصرف المنازل مما يهدد ببوار 70 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية. لندرة مياه الري. وتلوثها بكافة انواع الملوثات فضلا عن تهالك محطة مياه عبد الرحمن للشرب التي تغذي28 قرية وتوابعها. يقول رامي احمد سعد من قرية الملاحة: نعاني أشد المعاناة من ندرة مياه الري طوال العام. وإن وجدت يتحكم فيها بعض اصحاب النفوذ. وكان حلمنا ان تصل ثورة 25 يناير الي مركز سيدي سالم للقضاء علي الوساطة والمحسوبية ولكن بحت اصواتنا من كثرة الاستغاثات ولكن دون مجيب. أضاف: الأمر الاكثر خطورة ان جميع الاهالي يلجأون الي صرف المخلفات في البحر الصعيدي مما يهدد الاراضي الزراعية بالبوار . نظرا لارتفاع نسبة الملوحة والتلوث مما يؤثر علي الانتاج وينعكس علي صحة الانسان. وما يزيد المشكلة ان هناك بعض المزارعين يقومون بزراعة خضراوات علي خط البحر لتدمير صحة الانسان حيث يعتمدون علي ري هذه الخضراوات من مياه الصرف. يضيف محمد احمد الفضلي: تكبدنا خسائر فادحة في محاصيل القطن والأرز بسبب ارتفاع تكلفة البذور والتقاوي والكيماويات وندرة المياة علي مدار العام. حيث يتحكم البعض في مناوبات الري لصالح فئة معينة لهم اليد الطولي لري أراضيهم التي تقع في بداية المصدر الرئيسي. وامام هذا الوضع المشين نلجأ الي شراء فناطيس لمياه الري حتي نتمكن من إعادة الحياة للزراعات والاراضي التي تئن وتشكو امام أعيننا.هل يعقل ذلك علي مدار سنوات عديدة والعجيب ان المسئولين في محافظة كفر الشيخ علي دراية تامة وكافية بكل هذه الأمور المحزنة. اشار بركات عبد العظيم وهيب الي عدم تناسب سعر تكلفة محاصيل القطن والارزمع ما يتم تحديده من قبل الحكومة لسعر البيع. حيث ان هذه الاسعار متدنية للغاية مما يعرضهم لمشاكل لا حصر لها مع بنك التنمية والائتمان الزراعي بسبب المديونيات التي تلاحقهم ليل نهار. والأمر محدد المعالم حيث لو توافرت الأسس الزراعية المتمثلة في التقاوي الجيدة والمبيدات غير المسرطنة ومياه الري يكون الناتج زراعة آمنة ومحصولاً وفيراً وعدم مديونية . كل هذه الأمور يمكن تفاديها لو توافرت هذه المقومات. كانت قمة المأساة أمام المأخذ الرئيسي لمحطة عبد الرحمن لمياه الشرب التي تغذي 28 قرية وتابعاً. حيث ان المخلفات التي تلقي بالبحر الصعيدي من قمامة وحيوانات نافقة علي بعد امتار من المحطة التي تعتمد علي سحب المياه من البحر الصعيدي .. كانت البداية صادمة عندما اقتربنا من المحطة كونها لا تصلح الا مخزنا للخردة حيث الاوحال ومواسير المياه واسطوانات الكلور وماكينات سحب المياه بحالة يرثي لها. يقول مصطفي : نظرا لقلة المياه بالبحر الصعيدي طوال الاسبوع وعلي مدار العام نلجأ الي تخفيف التشغيل حتي نفي باحتياجات القري التي تتغذي من محطة عبد الرحمن. يضيف مسعود محمد ابراهيم فني تشغيل : المحطة تغذي 28 قرية ولا تصلح للعمل ونرغب في تغيير المعدات والمواتير حتي تكون المحطة صالحة للعمل . يقول ياسر علي عودة فني تشغيل: الأمر الذي يحزن الجميع هو انخفاض منسوب المياه بالبحر والذي يؤدي الي تعطيل الماكينات ولا تعمل بكامل طاقتها حيث ان المحطة ملحق عليها رافع مياه عكرة تغذي محطة مياه كحيلو. والتي تغذي قرية دمرو الحدادي والبكاروه بسيدي سالم وعشرات القري المجاورة. يقول سمير ثروت "فني معمل" : المحطة انه يتم أخذ عينات يومية بالكواشف الظاهرية والتحليل الكيماوي لتحديد نسبة الكلور ولا يوجد معمل بالمحطة ونلجأ لارسال عينات اسبوعيا لتحليلها في معامل كفر الشيخ المركزية واضاف انه توجد مشكلة ورد النيل التي تتسبب في اغلاق المأخوذ الرئيسي للمياه. أما سليمان عوض الله معلم أول بمدرسة راشد المزين للتعليم الاساسي ويقول ان قرية راشد المزين تعاني من عدم وجود مياه شرب منذ خمس سنوات بالكامل مما يزيد من معاناة الاهالي وقيامهم بشراء جراكن المياه بأسعار مبالغ فيها. ويلجأون احيانا لتحلية المياه بأنفسهم بعد انتشار التيفود والفشل الكلوي في المنطقة. وكانت قمة المأساة بمدرسة راشد المزين للتعليم الاساسي التي لا يوجد بها مياه شرب كما أكد فريج محمد الزيات وكيل المدرسة وقال: مع خطورة الأمر لجأنا الي تركيب طلمبة مياة والتي تأتي بالمياه عن طريق مواتير السحب لاستخدامها في دورات المياة . أما مياه الشرب فيعتمد التلاميذ علي احضار زجاجات لمياه الشرب بصفة يومية لعدم توافرها بالمدرسة.