سبحان مغير الأحوال.. الدنيا لا تدوم لأحد.. والأحداث عادة تتكرر وكأنها تعيد نفسها مع الفارق في الاشخاص. كان النحاس باشا زعيما للأمة بلا منازع ومهما حاول البعض الاساءة إليه أو الاعتداء عليه ومحاولات اغتياله الفاشلة التي كانت في اعوام 1937 وعام 1938 وعام 1945 وكذلك في عام ..1948 فإنه ظل زعيما ويكفيه شهادة حق أقر بها جمال عبدالناصر بعد قيام ثورة 23 يوليو فقال "النحاس رجل طيب" واكتفي بمصادرة امواله واموال زوجته زينب الوكيل وقصرها في المرج الذي اصبح معتقلا للرئيس محمد نجيب واثناء التحقيق معها قالت اسألوا فؤاد سرج الدين فهو الذي كان يدير أموالي. جمال عبدالناصر فجأة اصدر قرارا بوضع النحاس باشا في الاقامة الجبرية ثم تقرر الغاؤها.. أما معاشه فلم يكن يتجاوز 120 جنيها وطبعا لم يكن هذا المبلغ يكفي للانفاق مع واحد من ابرز رؤساء الوزارات علي مدي التاريخ وبالتالي اضطرت السيدة زينب الوكيل إلي بيع كل ما تملكه من حلي ذهبية وبعض قطع الاثاث والسيارات وفي عام 1955 اصبحا عاجزين تماما عن مواجهة الحياة الضرورية فقام ابن شقيقته بتكليف اثنين من سكرتارية الوفد لجمع تبرعات من الأعضاء السابقين بهيئة الوفد.. وعندما علم فؤاد سراج الدين الذي كان مسجونا ويقضي فترة السجن في المستشفي بهذا الأمر تعهد بسداد مبلغ 400 جنيه شهريا للنحاس باشا وبذلك توقفت حملة التبرعات. وفي عام 1961 تقرر وضع فؤاد سراج الدين تحت الحراسة في اطار الإجراءات الاشتراكية ورغم ذلك ابدي رغبته في الاستمرار بالوفاء بالتزامه تجاه الزعيم إلا ان النحاس باشا رفض ذلك بشدة وعندما علم عبدالناصر بالحال الذي وصل إليه النحاس باشا وزوجته أمر بصرف مبلغ 250 جنيها شهريا واستمر صرف هذا المبلغ حتي وفاته في اغسطس سنة .1965و أما السيدة زينب الوكيل فإنه لم يعد يصرف لها إلا مبلغ 60 جنيها شهريا وهو ما يساوي نصف المعاش. وهكذا صارت الأحوال السيئة تحيط بالسيدة زينب الوكيل التي عاشت حياتها كلها في رفاهية حتي بعد زواجها من الزعيم مصطفي النحاس وسبحان مغير الأحوال فبعد أن كانت من أشهر نساء مصر وكانت تتدخل في شئون الحكم حتي انه قيل انها كانت واحدة من ثلاث سيدات يحكمن مصر من خلف الأبواب هن: الملكة نازلي والدة الملك فاروق وزينب الوكيل قرينة النحاس باشا ومسز لامبسون زوجة السفير البريطاني.