هل يمكن ان يأتي يوم تختفي فيه مزارع الدجاج والماشية والخنازير والاغنام من حياتنا.. ويتم انتاج اللحوم معمليا. دون حاجة إلي هذه الكائنات التي تزاحمنا في الغذاء وفي الاراضي..؟! المؤشرات تقول: نعم.. وإن العلماء يمكنهم تحقيق ما قد يستعصي علي الخيال! قبل أيام وفي مؤتمر بمدينة فانكوفر الالمانية.. أعلن العلماء عن خطة لطرح لحوم هامبورجر تم تحضيرها معمليا. وهي غير مأخوذة من الحيوانات. وقال د. مارك بوست. رئيس قسم علم وظائف الاعضاء بجامعة ماسترخت الهولندية.. انه تم بالفعل انتاج عينات من هذه اللحوم في المعامل.. ولكنها ليست كبيرة بما يكفي لطبخها.. وان فريقه يسعي لانتاج قطع في حجم كرة الجولف لطهوها. بحلول شهر أكتوبر القادم.. وقدم "بوست" صورة لعينة من هذه اللحوم التي تم انتاجها باستخدام الخلايا الجذعية. وهي مطابقة للحوم البقر الطبيعية. وزرع اللحوم الصناعية في المعمل.. عملية شاقة. ومكلفة.. لدرجة أن المنتج النهائي. الذي سيتم التوصل إليه خلال الشهور الثمانية القادمة سوف يتكلف حوالي 220 ألف يورو. لكن العلماء يتوقعون تخفيض نفقات الانتاج. ليصبح البرجر في متناول المستهلك. ويقول العلماء..إن "الانتاج الكمي" انتاج كميات كبيرة - للحوم الابقار والخنازير والخراف والدجاج في المعامل. يمكن ان يلبي الطلب المتزايد علي اللحوم والمتوقع أن يتضاعف خلال العقود الاربعة القادمة.. وسوف يسهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الاضرار البيئية الناتجة عن مزارع تربية الحيوانات والطيور. وكان د. بوست قد تمكن في العام الماضي من انتاج شرائح صغيرة لأنسجة العضلات. باستخدام خلايا جذعية من الخنازير ومصل دم من جنين حصان.. ولكنه اعلن في مؤتمر فانكوفر أن فريقه نجح في تطبيق التجربة علي خلايا أبقار مع مصل دم عجل. في خطوة جديدة نحو انتاج لحوم صناعية.. مؤكداً ان هذه اللحوم تشبه مثيلاتها الطبيعية في المظهر والقوام والمذاق.. وعلي الرغم من إمكان الحصول علي عدد محدود من الخلايا الاساسية من الابقار الحية دون الحاجة إلي ذبحها. يؤكد بوست ان الطريقة المثلي لدفع هذه العملية إلي الامام ينبغي ان تتم بذبح الحيوان. ويقول العلماء.. إن الهدف النهائي هو الاكتفاء بتربية قطيع محدود العدد من الحيوانات علي مستوي العالم من أجل الحصول علي الخلايا منها.. و بهذه الطريقة يمكن الحصول علي لحوم يصل حجمها إلي مليون ضعف ما نحصل عليه من الحيوانات بالطرق التقليدية. ويتوقع الباحثون انه مع التمويل الكافي.. وإقرار الاجراءات المنظمة لهذا النشاط يمكن الوصول للإنتاج علي المستوي الصناعي والتسويقي خلال فترة تقل عن عشر سنوات من الآن. الغريب ان هذا المشروع يموله "فاعل خير" مجهول. لكنه يمتلك ثروة هائلة وأسرته معروفة بقدرتها علي "تحويل التراب إلي ذهب". تري.. هل تتحقق آمال بوست وزملائه..؟! ولو طرحت هذه اللحوم في الاسواق.. هل تجد إقبالاً من المستهلكين ؟! ثم.. إلي أين يذهب بنا العلم.. أو بمعني أصح إلي أين يذهب بنا علماء العالم المتقدم..؟! أسئلة.. محيرة.. وتستحق البحث؟ ** أفكار مضغوطة : من لم يشرب من بئر التجربة .. مات غرقاً في بحار الجهل !