تحولت الشوارع المؤدية إلي محيط وزارة الداخلية الليلة الماضية إلي ساحات قتال بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين بعدما تمكن المتظاهرون من تجاوز صفوف الأمن ومحاولة تسلق سور وزارة الداخلية وسجلت الليلة الماضية سقوط أول شهيد بين المتظاهرين نتيجة استنشاق الغاز وسقط مئات المصابين اثر استنشاقهم الغازات المسيلة للدموع فضلا عن اصابة بعضهم بجروح قطعية. تزايدت أعداد المتظاهرين بشكل ملحوظ مع توافد عدد من المسيرات علي محيط وزارة الداخلية وتواصل سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من موقع الاشتباكات بعدما فشلت كل محاولات التهدئة من جانب المتظاهرين. ووقعت اشتباكات حادة بشارعي نوبار وفهمي المؤدي إلي وزارة الداخلية مرتين بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي تبادلا خلالها الطرفان التراشق بالحجارة وأطلقت قوات الأمن المركزي الغازات المسيلة للدموع مما أدي إلي وقوع العديد من حالات الاختناق بين المتظاهرين. توقفت الاشتباكات في شارع منصور للمرة الثانية الليلة الماضية وعززت وزارة الداخلية قواتها للتصدي للمتظاهرين وشكل العشرات جداراً بشرياً أمام قوات الأمن المركزي الموجود بالشارع واقناع المتظاهرين بضرورة وقف القاء الحجارة من أجل حقن الدماء بين الطرفين. سيطرت قوات الحماية المدنية علي الحريق الذي شب أعلي مبني الضرائب بشارع منصور المؤدي إلي وزارة الداخلية بعد ان قام عدد من الاشخاص باقتحامة والعبث بمحتوياته واشعال النار في بعض المتعلقات الموجودة علي سطح المبني ثم نزلوا من أعلاه واطلقت قوات الأمن المركزي القنابل المسيلة للدموع في محاولة لإبعاد المتظاهرين عن المبني وحمايته وقام أهالي عابدين بمساعدة قوات الأمن في تأمين جميع المداخل. توجه مئات المتظاهرين بمسيرة من ميدان التحرير إلي وزارة الداخلية لاقناع المتظاهرين بالعودة إلي الميدان والانسحاب من محيط الوزارة خاصة بعد سقوط المئات بحالات من الاختناق وأكد المشاركون انهم سيحاولون وقف الاشتباكات حتي لو كلفهم الأمر حياتهم ولكنها باءت كلها بالفشل. انضم المئات من مشجعي الألتراس الزملكاوي إلي المتظاهرين الموجودين بشارع منصور ومحمد محمود رافعين اعلام الأهلي والزمالك دون الدخول في أي اشتباكات مع قوات الأمن بشارع منصور. أغلقت العديد من المحال التجارية بالشوارع المحيطة بميدان التحرير والمنطقة المحيطة بوزارة الداخلية أبوابهاخوفاً من عمليات السرقة والنهب و تحطيمها وتزايدت أعداد المتظاهرين بجميع الشوارع وميدان الفلكي مرددين هتافات عدائية ضد المجلس العسكري وطالبوا بوقف الاشتباكات مع المتظاهرين. وواصل المتظاهرون اعتصامهم بميدان التحرير وتظاهر الآلاف بالميدان مرددين هتافات تطالب بالقصاص العادل لدم الشهداء وتندد بالأحداث التي وقعت عقب انتهاء مباراة الأهلي والمصري والتي اسفرت عن مقتل أكثر من 73 شهيداً و1500 مصاب وطالبوا بسرعة تسليم السلطة إلي مجلس وطني ورحيل العسكري. فيما انتشرت المستشفيات الميدانية بالميدان والتي استقبلت المصابين واسعافهم وقال الدكتور أحمد عبدالخالق بالمستشفي الميداني بمسجد عمر مكرم ان عدد المصابين وصل 445 حالة منهم 400 حالة عن طريق الاختناق نتيجة استنشاق الغازات و45 حالة بالخرطوش مشيراً إلي ان سيارات الاسعاف لاتزال تنقل المصابين من موقع الاشتباكات إلي المستشفيات الميدانية وتمركزت مايقرب من 60 سيارة اسعاف لنقل المصابين إلي مستشفيات المنيرة والهلال الأحمر وقصر العيني.