أمتاز الحفل الذي قدمته فرقة بنات النيل علي المسرح الصغير بأداء جيد بعد ان استطاع تقديم مواهب جديدة في مجال الغناء والعزف ترجم عن جهد واضح تقوم به مديرة الفرقة عازفة الكمان ميرفت جرانة والتي تعد احد مؤسسي هذه الفرقة والتي حافظت علي استمرارية تلك الفرقة التي اتيح لي متابعة نشأتها عام 1998 حيث ضمت مجموعة من امهر الغازفات الأكاديميات من معهدي الكونسرفتوار الموسيقي العربية حيث نبعت الفكرة بعد زيارة وفرقة تركية لمصر كان جميع افرادها من الجنس اللطيف وذلك في إطار مهرجان الموسيقي العربية وكانت "بنات النيل" تقدم في حفلاتها الأولي الموسيقي البحتة وأعمالا عالمية وأخري شرقية آلية بعضها بتوزيع جديد.. تابعت الفرقة بعض الوقت وبعد ذلك لم يحالفني الحظ لمشاهدتها إلا في هذا الحفل الأخير الذي حظي بجمهور غفير. ولكن شعرت انني اري فرقة جديدة تختلف عن سابقتها وتتشابه مع معظم الفرق التي تنتشر علي الساحة . فرقة غنائية تقدم أغان ومقطوعات موسيقية معاصرة ورغم انها تضم عازفات من الكونسرفتوار إلا أن جميع الفقرات جاءت موسيقاها بسيطة ذات اللحن الواحد والتي تعتمد علي الإيقاع التقليدي ربما التجديد في استخدام بعض آلات مختلفة حيث أضيف الأكسليفون لمجموعة الإيقاع والفلوت بديلا للناي وآلة الهارب للوتريات وهذه التركيبة ميزت الفرقة منذ إنشائها صحيح أختفت النجمات ولكن ظهر الجيل الثاني من تلميذاتهن.. نماذج نادرة الفرقة قدمت حوالي 13 فقرة دفعة واحدة وبدون استراحة ولم يكن هناك التزام بترتيب البرنامج لكن هذا لم يكن عائقا من استمتاع الجمهور وتشجيعه للفرقة بالتصفيق الحار.. بدأ البرنامج بمقطوعة رياض السنباطي الخالدة "لونجا رياض" ثم توالت الألحان المتنوعة فاستمعنا إلي موسيقي "قضية عن أحمد" لعمر خيرت وموسيقي "دندشة" لسامي ترك وقد كان هناك عازفات بارزات مثل نهي السقا عازفة القانون ومني مسلم عازفة الرق وسارة عازفة الطبلة والأخيرتان من النماذج النادرة نظرا لان هاتين الأليتين لا يتم إسنادهما الا للرجال اما الثلاثة أداؤهن جاء احترافيا ثم كان الغناء الجماعي لألحان فؤاد عبد المجيد التي ايضا نادرا ما تقدمها فرق الموسيقي العربية وهذا يحسب لهذه الفرقة كما ادي الكورال ايضا أغنية "سهر الليالي" للرحبانية ومن الحان سيد درويش "الحلوة دي قامت تعجن" تخلل البرنامج الأغاني الفردية والتي تحملت عبئها المطربة سمر التي تعد من ميزات هذا الحفل وإضافاته حيث ادت اغنية نسم علينا الهوي وحلو وكداب من الحان محمود الشريف وشدت بأغنية أم كلثوم أنت عمري التي مازالت تحتاج الي تدريب علي تفاصيل لحنها علي العموم كان صوتها جميلا وبراقا وقادرا علي الأداء في الجوابات العالية.. المفاجأة الثانية في هذا الحفل كانت المطربة وعازفة العود دعاء التي أدت لحن فريد الأطرش "روحي وروحك حبايب" ولحن محمد فوزي "يا أعز من عيني" وجاء أداؤها ليؤكد أنها موهبة تمتلك صوتا معبرا وقادرا علي التلوين بالإضافة لأداء حساس وواضح أن دراستها لآلة العود وعزفها عليه ساهم في صقل موهبتها التي جعلت الجمهور يستقبلها بحفاوة وتصفيق تستحقهما بجدارة.