لا تستغرب! هذا العنوان مضمونه واقعي وليس من قصص الخيال العلمي الحكاية.. أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أعلنت مؤخراً عن ضياع أكثر من 500 عينة من صخور القمر وتربته التي عاد بها رواد برنامج أبوللو بعد هبوطهم علي سطح القمر أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي! تشير أصابع الاتهام إلي الوكالة نفسها. حيث يقول الخبراء إنها السبب في ضياع هذه العينات لأنها لا تتخذ الإجراءات والضوابط الكفيلة بالحفاظ علي الصخور القمرية وغيرها من المواد القادمة من الفضاء! سرقة الصخور القمرية والفضائية ليست بالأمر الجديد.. فالوكالة تعاني منذ بداية إحضار هذه الصخور من اختفاء العينات أو سرقتها. ولدي "ناسا" سجل بمئات العينات التي اختفت من الوجود.. كما أن هناك 12 باحثاً قد فارقوا الحياة بعد أن استعاروا بعض العينات ولم يعيدوها للوكالة. الأمر الأكثر مدعاة للغرابة.. أن العينات التي تتم إعارتها لا يوجد ما يؤكد استخدامها في الأبحاث بالشكل المطلوب.. وعلي سبيل المثال أكد أحد الباحثين لجهات التحقيق أنه مازال يحتفظ بعينات استعارها منذ 35 عاماً ولم يقم بإجراء أي أبحاث عليها! منذ ان تفجرت هذه القضية.. ولم يتوقف الهجوم علي وكالة الفضاء الأمريكية وما تفشي فيها من إهمال وتسيب! لكن الوكالة تدافع عن نفسها بالقول إنها أعارت 26 ألف عينة قمرية للباحثين ولم تفقد منها سوي 517 عينة فقط.. ويقول المتحدث باسم الوكالة: ليس معني ذلك أننا نلتمس الأعذار.. ولكن العدد الهائل للعينات المعارة إلي جهات وباحثين في مختلف أرجاء العالم يجعل ضياع بعضها من الأمور الواردة. ويقول البعض إن مرور عدة عقود علي إحضار الصخور القمرية جعل الباحثين والدارسين ينظرون إليها علي أنها غير ذات قيمة.. حيث فقدت بريقها بمرور الزمن.. لكن القضية الأهم لا تتمثل في سرقة العينات. وإنما في عدم استخدامها بشكل فعال في الأبحاث. ويتساءلون عن جدوي إعارتها للباحثين ماداموا لا يجرون الدراسات عليها وكيف يؤتمن شخص بمفرده علي العينة المعارة من غير ان يعلم أحد بالمؤسسة التي ينتمي إليها شيئاً عنها؟! التساؤل الأكبر الذي يتردد في مختلف أرجاء العالم: لمن تكون ملكية الفضاء؟! وهل قدرة الأمريكيين علي الوصول إلي القمر يعطيهم الحق في استغلاله لمصلحتهم دون غيرهم وامتلاك ما يحصلون عليه من عينات؟! أم أن الذين يسرقون العينات من "ناسا" لا يرون في ذلك حرجاً باعتبار أن الرواد الأمريكيين قد حصلوا عليها من القمر الذي يعد ملكاً للبشرية كلها؟! وفي النهاية.. هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟.. وهل يستوي المجتهدون والقاعدون؟! ** كلمات أعجبتني: عندما يكبر الإنسان يكتب بالقلم الجاف.. حتي يتعلم أن محو الأخطاء ليس سهلاً!