في موقف إنساني امتزجت فيه المشاعر الجياشة والدموع وفي جنازة شعبية هزت مشاعر الآلاف في وداع أهالي بشتيل السائق الشهم محمد حمدي مختار "32 سنة" الذي لقي مصرعه برصاص الغدر حيث أطلق عليه ثلاثة مجهولين النار أثناء محاولته إنقاذ فتاة لا يعرفها من براثن الذئاب الذين حاولوا اختطافها من داخل توك توك كانت تستقله ليغتصبوها. بدأت الجنازة بعد صلاة العصر حيث تجمع الآلاف من الأهالي لتقديم واجب العزاء وتشييع الفقيد إلي مثواه الأخير. شاركت "المساء" في تقديم واجب العزاء لأسرة السائق ومواساتهم والتقت بزوجته التي أصيبت بانهيار منذ وقوع الحادث الأليم. وقالت والدموع تنهمر من عينيها: تزوجنا منذ سبع سنوات بعد كفاح مرير من أجل بناء عش الزوجية الذي كنا نحلم به وأثمر زواجنا عن ثلاثة أبناء أكبرهم مريم خمس سنوات وزياد 3 سنوات وحمدي سنتان تعلقوا به منذ لحظة ولادتهم أكثر من تعلقهم بي وبالرغم من عمله الليلي علي التاكسي مصدر رزقناوحضوره إلي عش الزوجية يومياً بعد الفجر إلا أنهم لا ينامون إلا بعد حضوره حيث كانوا متعلقين به كثيراً ولم يقتصر محبته علي أولاده بل أسرته التي كانت تدعوه أسبوعياً لقضاء يوم الجمعة معهم كذلك أصدقائه وجيرانه الذي لم يسيء لأحد منهم حيث كان المصباح الذي يضئ حياتي إلي أن جاء البلطجية وأطفأوه. تضيف الزوجة.. يوم الحادث لم يكن كعادته ولأنه كان يشعر بأنه لن يرانا مرة أخري حيث أخذ يقبل أبناءه ويعانقهم كثيراً قبل خروجه وأوصاني ألا أقسو عليهم وبعد خروجه من المنزل انتابني إحساس بأن هناك خطراً يحيط به و ظللت أتصل به لأطمئن عليه حتي آخر مكالمة جرت بيني وبينه وسألني عن سبب كثرة اتصالي ولهفتي عليه فأجبته بأنني قلقة عليه فطمأنني وأكد لي أنه سيحضر بعد ساعة ليجهز معي لدعوة أسرته علي الغداء باكر وبعد مرور الساعة لم يحضر فاتصلت لأطمئن عليه فلم يرد وبدأت تتأكد شكوكي بأن خطراً لحق به وبعد مرور ساعة أخري فوجئت بأمين شرطة قسم إمبابة يتصل بي ويخبرني بأن زوجي مصاب أثر مشاجرة وموجود بالقسم وعندما طلبت منه التحدث لزوجي أخبرني أنه مغمي عليه وطلب مني أن أتوجه إلي القسم علي الفور أخذت أبنائي وهرولت إلي هناك فأخبروني أن زوجي بالمستشفي يتلقي العلاج وعندما ذهبت إلي المستشفي كانت الصدمة التي أفقدتني عقلي حيث شاهدت زوجي ملقي علي سرير المستشفي غارقاً في دمائه وقد فارق الحياة وأبنائي يبكون من حولي ويحاولون إيقاظه حيث حاولت ابنتي الكبري "مريم" إيقاظه قائلة "فوق يا بابا عشان نروح" وتوجهنا إلي القسم فوجدنا الفتاة سبب المشكلة والتي أشعر أن لها صلة بالجناه متسائلة ما الذي يدعو فتاة في ال 20 للخروج في الفجر من منزلها تستقل توك توك موجهة أصابع الاتهام نحوها بأنها علي معرفة بقتلة زوجها. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد عرفة حمزة رئيس قطاع شمال الجيزة والعقيد حسين درويش مفتش المباحث لكشف غموض الحادث. تبين من تحريات المقدم عمرو رضا مدير مباحث إمبابة محاولة ثلاثة بلطجية إيقاف توك توك قيادة حسن محمد والتي كانت تستقله نسمة عبدالله مرسال لأخذها بالقوة واغتصابها وعند محاولة سائق التوك توك الهروب منهم بادروه بطلقة في صدره أدت إلي انقلاب التوك توك وأثناء محاولة مطاردة الفتاة تصادف مرور السائق محمدحمدي مختار والذي حاول إبعادهم عنها إلا أنهم بادروه بطلقتين هو الآخر فلقي مصرعه علي الفور وفروا هاربين. توصل فريق البحث لخيوط هامة في القضية ومن المتوقع القبض علي المتهمين خلال ساعات تم تحرير محضر وبعرضه علي النيابة أمر محمود حلمي وكيل أول نيابة حوادث شمال الجيزة بإشراف هشام حاتم مدير النيابة بدفن الجثة بعد تشريحها وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وإخطار النيابة فور تحسن حالة سائق التوك توك لسؤاله واستمعت النيابة إلي أقوال نسمة مرسال والتي حاول البلطجية اختطافها قالت إن سائق التوك توك ابن خالتها وكان في طريقه لتوصيلها أثناء ذلك حاول البلطجية اختطافها وعندما حاول ابن خالتها الهرب اطلقوا عليه النار فانقلب التوك توك وتصادف مرور سائق التاكسي الذي حاول انقاذي إلا أنهم أطلقوا النيران عليه وفروا هاربين ثم تمكنت بعد ذلك من الوصول للقسم والإبلاغ عنهم والإدلاء بأوصافهم.