احتاج إلي رأيك في أسرع وقت ممكن حتي اتخلص من الهم الذي يسيطر ليس عليَّ فقط ولكن علي كل أفراد أسرتي التي تضم زوجي واثنين من الابناء هما ولد وبنت أو بالأصح رجل وامرأة. مشكلتي هي ابنتي البالغة من العمر 27 سنة متزوجة منذ أقل من سنة بعد قصة حب استمرت 5 سنوات وبالطبع لم نكن نعلم عن هذه القصة شيئاً وإلا لرفضناها شكلا وموضوعا لكننا فوجئنا بها وثورنا وهددنا وتوعدنا الي أن اصبح هذا الحب امراً واقعاً في حياتنا. بصراحة اضطررنا الي مباركة هذا الحب خاصة عندما اكتشفنا نقاء معدن هذا الشاب الذي تعرف علي ابنتي في الجامعة واقترب منها وتفاهما وكان شديد الخوف عليها والاحترام لها وحتي لا أطيل عليك تم الزواج بداية العام الحالي وتوقعنا زواجاً مثالياً. لكن ابنتي عودتنا دائماً علي المفاجآت ولكن هذه المرة كانت المفاجأة صادمة فبعد 5 شهور وبلا مقدمات وجدتها تعود الي منزلنا بكل ملابسها مؤكده أنها لاتريد الاستمرار في هذا الزواج وانها لن تعود الي بيتها مرة ثانية أبداً. لم أصدق ما أسمعه وتكلمت معها كثيراً لاعرف ما هي مشكلتها مع زوجها فلن تقنعني ابداً وكل كلامها مبررات ضعيفة لاترقي أبداً لأن تكون سببا للطلاق.. فزوجها والشهادة لله يلبي لها كل طلباتها ويحرص علي عدم اغضابها بأي وسيلة ممكنة. تكلمت معها وحاول والدها وسعي زوجها لإرضائها لكنها تصمم علي موقفها وترفض التراجع.. لدرجة أنني غضبت منها وحاليا لا اتكلم معها وكذلك والدها فلا هم لنا إلا أن نعيدها الي زوجها الذي صبر عليها طويلا واخاف أن ينفد صبره فاجد ابنتي الوحيدة مطلقة.. وبصراحة لا اخفي عليك فزعي من هذه النهاية التي لم اكن اتصورها أبداً. لا اعرف ماذا افعل.. البيت اصبح كئيباً وابنتي تتخبط امامنا ولا نعلم كيف نغير من موقفها المتعنت وأرجو أن تساعدنا في محنتنا بأي طريقة؟ الأم الحائرة أ-ع هوني عليك ياسيدتي وكفي اكتئابا فهي محنة عابرة وستمر بإذن الله.. وبداية أنا واثق أنك تتفقين معي في أنك دللت ابنتك كثيراً وهذا ليس أوانه مناقشة هذا الخطأ لكن لعل في مشكلتك رسالة لكل الأباء والأمهات أن يكون تدليلهم لابنائهم بحساب وليس علي طول الخط. ياسيدتي واضح أنك ترين الأمر من وجهة نظر واحدة فلم تنجحي في الوصول الي سر أفعال ابنتك التي تصل الي حد التهور أحياناً وأنا اؤكد لك أن قصة الحب الساخنة التي عاشتها مع هذا الشاب قبل الزواج جعلتها تتصور أنها ستعيش حياة زوجية اقرب الي ألف ليلة وليلة. حياة كلها حب في حب لا هموم.. لا مسئولية.. ثم فوجئت بعكس ما تخيلت أو تمنت فوجدت نفسها أمام مسئولية وحياة عادية فيها هموم أي ست بيت فكانت صدمتها شديدة وحاولت التأقلم مع حياة لم تتوقعها ففشلت وهجت بعد 5 شهور فقط! ولا يظن أحد أنني ادافع عن تصرفات هذه الفتاة لكن فقط أحاول تفسير كيف تفكر وبسبب تصرفاتها.. وبالطبع ليس الحل أن تتركيها تفعل ماتريد ولكن ليس حلاً ايضا بالضغط عليها بشدة وتحويل حياتها الي مناحة ومحاصرتها بالاكتئاب اليومي فهذا لن يصل بنا الي شيء بالعكس سيدفع بالأمور نحو التصميم علي الطلاق وبقاء الحال علي ماهو عليه. ابنتك في حاجة الي معاملة خاصة ليس فيها الالحاح والضغط المتواصل وإذا كانت العلاقة بينك وبينها قد وصلت الي طريق مسدود "مرحليا" فاقترح أن يتدخل شقيقها وهو أقرب الي فهمها بحكم السن والتقارب بينهما ليتكلم معها ويسعي لاخراجها من هذه الحالة. الأزمة لم تستفحل بعد والتصميم علي الطلاق من ابنتك صوري فقط فهي بداخلها تحب زوجها وبشدة لكنها فقط في حاجة لهدوء الأعصاب وهدنة للم شملها بنفسها وجميل أن زوجها متفاهم الي أبعد الحدود فجزاه الله خيراً علي صبره وسعة صدره. ادعي لها في كل يوم وليلة وأنا واثق بإذن الله انها ستطلب بنفسها بعد ان تهدأ العودة الي منزل الزوجية فقط صبراً جميلاً من جميع الأطراف.. مع تمنياتي بالتوفيق للجميع والله معكما.