بدعوات ملايين المصريين من آلاف الأميال يخوض منتخبنا الوطني مباراته المصيرية والحاسمة أمام منتخب النيجر في الثالثة والنصف عصر اليوم "الرابعة والنصف مساء بتوقيت القاهرة" باستاد الجنرال سيني كونتشيه بالعاصمة نيامي في الجولة الثانية لتصفيات كأس الأمم الافريقية 2012. ويدخل منتخبنا هذه المواجهة تحت شعار"لابديل عن النقاط الثلاث" وفقدان أية نقطة سواء بالتعادل أو الهزيمة لاقدر الله يدخلنا في حسابات طويلة ومعقدة نحن في غني عنها ولن يقبل أحد تعثرا جديدا بعد التعادل المخيب للآمال مع سيراليون علي أرضنا ووسط جماهيرنا والذي فقدنا بسببه أغلي نقطتين في ظل صراع رهيب مع منتخب جنوب افريقيا الذي تألق في المونديال الأخير ونال احترام العالم ولاشك اننا وجنوب افريقيا نسعي الي هدف واحد وهو الفوز ببطولة المجموعة والتاهل المباشر لنهائيات الجابون وغينيا الاستوائية 2012. وجنوب افريقيا في جعبتها 3نقاط من الفوز في الجولة الأولي علي النيجر التي نواجهها اليوم وتخرج جنوب افريقيا لمواجهة سيراليون عقب انتهاء مباراتنا مباشرة. التاريخ وحده لايكفي التاريخ وحده لايكفي. هكذا قالت تجاربنا وتجارب الآخرين السابقة حتي في نهائيات كأس العالم الأخيرة والتي شهدت سقوط الكبار وخاصة ايطاليا حامل اللقب. ولذلك فان منتخبنا صاحب التاريخ العريق والانجازات غير المسبوقة في القارة السمراء بسبعة ألقاب قارية الثلاثة الأخيرة منها متتالية. والرقم قياسي في التأهل للنهائيات وصل الي 23 مرة و التاسع في التصنيف العالمي للفيفا. لابد أن يحذر من مفاجآت أصحاب الأرض وعلي اللاعبين بصفة خاصة أن يدركوا أن هذه الانجازات والسمعة الكبيرة ميزة ان كانت ميزةلأنها ترعب المنافسين..فانها في نفس الوقت تمثل ضغطا وعبئا علي الفريق لأن كل المنافسين يعملون له ألف حساب. كما أن شهرته هذه تجعله كتابا مفتوحا لكل الفرق. وفي المقابل فان المنافس "النيجر" فهو فريق مغمور ليس له انجازات تذكر علي مستوي القارة. فلم يسبق له التأهل لنهائيات كأس الأمم في تاريخها منذ انطلقت عام .1957 كما انه يحتل مركزا متأخرا جدا في تصنيف الفيفا وهو ال154. لكن كل ذلك قد لا يعني شيئا علي أرض الملعب وكثيرا ما عانينا من الفرق الصغيرة والمغمورة ومن مفاجآتها.. وليس ببعيد ماحدث من ناميبيا وبنين في تصفيات مونديالي 2002 و2006. وماحدث من مالاوي في تصفيات كأس الأمم 2010 وأخيرا ماحدث من سيراليون في القاهرة يوم 5 سبتمبر الماضي هذا التعادل الذي وضعنا في هذا الموقف الحرج وتحت الضغط!!. من هنا كان تحذيرالمعلم حسن شحاته للاعبين بعدم التهاون أو الاستهتار بالنيجر وقال لهم بالحرف الواحد :اما تكونوا أولا تكونوا. واللاعبون بالفعل يدركون حجم المسئولية الملقاة علي عاتقهم ويريدون أن يمسحوا الصورة السيئة التي خلفوها بعد التعادل المخيب للآمال مع سيراليون وهو مالاحظته وقرأته في وجوههم في الفندق ومن خلال تصريحاتهم القليلة وتركيزهم الشديد. اللمسات الأخيرة أنهي منتخبنا استعداداته للمباراة بمران خفيف لم يستغرق أكثر من 45 دقيقة ركز خلاله حسن شحاته ومعاونوه علي التعود علي أرضية ملعب استاد الجنرال سيني كونتشيه الذي ستقام عليه المباراة. بدأ المران بتدريبات الاحماء بالكرة ثم تقسيمة تخصصية من ثلاث مجموعات الدفاع والوسط والهجوم للتدريب علي المواقف الدفاعية والهجومية واختتم المران بالتدريب علي ركلات الترجيح وكان الذي يضيع ركلة الجزاء يعاقب بالوقوف في الشمس الحارقة وما أدراك ما شمس نيامي !! وعلق شوقي غريب المدرب علي أرضية ملعب الاستاد بانها ليست سيئة وليست جيدة مثل كثير من الملاعب الافريقية. خطة المباراة تعتمد خطة المعلم علي محورين أساسيين. أولهما المحور الهجومي لتسجيل الأهداف. وثانيهما المحور الدفاعي لتأمين مرمانا من دخول الأهداف. ولذلك فسيكون هناك مثلثان هجومي رأسه محمد أبو تريكة وقاعدته الأمامية أحمد علي. ودفاعي رأسه هاني سعيد وقاعدته وائل جمعة ومحمود فتح الله. وهناك الطرفان أحمد المحمدي في اليمين ومحمد عبد الشافي في اليسار. ورمانة الميزان في الارتكاز أحمد فتحي و حسام غالي وخلف الجميع عصام الحضري حارس عرين الفراعنة. ولوحدث تعديل فانه سيكون محدودا للغاية سواء في الأسماء أو الطريقة وسيتوقف دورر هاني سعيد وفقا لظروف المباراة والثلاثي الهجومي المميز لمنتخب النيجر والمكون من رقمي "9و2 " دواودا كاميلو مهاجم الاتحاد الليبي وموسي مازوا مهاجم بوردو ومن خلفهما الحسن يوسوفو رقم 11لاعب الفتح المغربي وهم الثلاثي الذي سيتم مراقبته جيدا من ثلاثي الدفاع المصري حيث سيتكفل هاني بمراقبة الحسن الذي يأتي دائما من الخلف. يركز المعلم كعادته في مثل هذه المباريات علي خطف هدف مبكر يربك به حسابات المنافس لذلك كانت تعليماته صريحة للمهاجمين بضرورة استغلال الفرص والتركيز الكامل أمام المرمي واستغلال بعض الثغرات الدفاعية. النيجر يطمع في المفاجأة أما أصحاب الأرض "النيجر" فيدركون جيدا صعوبة المباراة نظرا لقوة المنافس وتاريخه وانجازاته ولذلك فانهم سيلعبون بحذر في البداية للاستكشاف والحفاظ علي مرماهم وامتصاص حماس لاعبي منتخبنا. ويرفع هارونا دولا المدير الفني شعار "الاحتياط واجب" حتي لايتعرض لموقف حرج علي ملعبه ووسط جماهيره ومبدأه ألا يتعرض للهزيمة ثم بعد ذلك يفكر في تحقيق المفاجأة وهي الفوز..والمفاجآت واردة في كرة القدم خاصة اذا تراخي الكبير. يلعب منتخب النيجر بطريقة 4/4/2 ويعتمد في الهجومي علي الثلاثي المتميز كاميلو ومازوا والحسن يوسوفو اللذان يقومان بالدور الهجومي والدفاعي في وقت واحد وتمثل انطلاقات الحسن يوسوفو خطورة كبيرة خاصة وأنه يندفع من الخلف للأمام. وعند هجوم المنافس يتراجع هذا الثلاثي للمساندة الدفاعية. وكعادة كثير من المنتخبات الافريقية فان خط الدفاع هوأضعف الخطوط في حين ان الحارس داودا كاسالي المحترف في القطن الكاميرون يعتبر من الحراس المميزين. وسيحاول المدير الفني كما قال الاستفاد من نقطة ضعف منتخبنا وهي ارتفاع معدل أعمار لاعبيه وهو لايعلم أن الذين تجاوزا الثلاثين لا يزيدون علي ثلاثة لاعبين فقط وهم الحضري ووائل جمعة وأبوتريكة بينما يغيب أحمد حسن وسيد معوض للاصابة. ومن المنتظر أن يلعب منتخب النيجر الشهير بلقب "مينا" وهي اسم لأشهر شجرة منتشرة في البلاد بتشكيل مكون من داودا كاسالي في المرمي. جبريلا موسي بونكانو وعبد القادر أمادو وادريسا لاوالي "الكابتن" ومحمد تشيكوتو في الدفاع. الحسن يوسوفو ودانكو كوفي وكواسي بارفيه وجيمي بولوس في الوسط. وموسي مازوا وداودا كاميلو في الهجوم.