أيام قليلة تفصلنا عن مرحلة الإعادة لانتخابات الدائرة الثالثة بانتخابات مجلس الشعب بالاسكندرية وتضم كلاً من دائرة "المنشية والجمرك وباب شرق وكرموز والعطارين ومحرم بك". وبالرغم من أن عدد مرشحي هذه الدائرة يصل إلي "129" مرشحًا ومرشحة إلا أن من تابع الأرقام النهائية التي حصل عليها في المرحلة الأولي للانتخابات علم جيدا حجمه في الشارع السكندري وبالدوائر التي يخوض الانتخابات عنها وهو ماجعل المنافسين الفعليين في الانتخابات قلة قليلة ربما لا يتجاوز عددهم العشرة من هذا الكم الفردي وفضل البعض توفير أمواله سواء من حيث اللافتات والدعاية والمناديب والاكتفاء بتواجد اسمه ضمن الكشوف. ونعود ونذكر بنتائج الانتخابات الفعلية بحصول صابر أبوالفتوح "عمال" ومحمود عطية "فئات" مرشحي حزب الحرية والعدالة علي أعلي الأصوات حيث حصل الأول علي 172 ألف صوت والثاني علي 284 ألف صوت ويأتي في المرتبة الثانية "موسي السنوسي" حزب النور 105 آلاف أصوات وكمال أحمد "عمال- مستقل" 95 ألف صوت. توضح هذه الأرقام أن الفارق كبير بين الإخوان الأقرب حتي في مرحلة الإعادة للفوز بالمقعدين الفرديين بعد اكتساح حزب الحرية والعدالة لأغلب مقاعد الاسكندرية كنتيجة نهائية وهو ما أدي إلي حدوث حالة من الإحباط للمرشحين والناخبين معاً. وبالتالي فمن غير المتوقع وجود أي أقبال جماهيري سوي للسلف والإخوان الذي تعد مرحلة الإعادة بمثابة تنافس بينهما فقط ويظل الإخوان الأقوي. بوجه العموم فلا يزال "حزب النور" في نقاش مستمر لاختيار مرشح واحد له علي مقعد الفئات بعد ان تم تحويل صفة "مرسي السنوسي" من عمال أو فلاح إلي "فئات" وهو ما أدي إلي إعادة الانتخابات وفي الوقت نفسه فإن "حسن شحاتة" مرشح حزب النور "فئات" يخوض الانتخابات علي مقعده.. ولذلك فحزب النور لايزال في مرحلة التشاور لاختيار أحدهما ودعم مرشح آخر من المستقلين علي مقعد "العمال".. ومن ناحية أخري فإن أزمة الانتخابات الحقيقية "المدرسين" المنتدبين من إدارة وسط التعليم والتي ينتمي إليها المرشح "محمود عطية" "الإخواني" بكونه نقيباً للمعلمين منطقة "وسط" وهو ما دعا المرشح "إبراهيم جميل" "مستقل- فئات" بتقديم مذكرة عاجلة للمرة الثانية لرئيس لجنة الانتخابات بالاسكندرية يطالب فيها بمنع أو إلغاء ندب موظفي ومدرسي إدارة وسط التعليمية في جميع اللجان أو بالفرز لكونهم مرتبطين بالمرشح الإخواني بحكم موقعه وقدم "جميل" حافظة مستندات تؤيد مطلبه وتقارير رقابية عما شهدته الانتخابات في المرحلة الأولي من مخالفات قام بها المندوبون.. وبالفعل استجاب المستشار "أحمد الجمل" رئيس لجنة الانتخابات بالثغر وأصدر قرار بالاستعانة بموظفي المحليات بإدارة الرخص والمدرسين والإداريين بالإدارات التعليمية بحي غرب والعجمي وموظفي الشباب والرياضة بدلاً من مناديب حي وسط. ** شهدت مرحلة الاستعدادات للانتخابات جولات لمرشحي الإخوان وغيرهم من المستقلين إلي الكنائس للتهنئة بالأعياد وفي نفس الوقت طلب الدعم من الاقباط في مرحلة الإعادة بعد ان تبين أن قوتهم التصويتية تصبح فارقة بنسبة كبيرة.. والطريف أن حملة "امسك فلول" عادت من جديد لتظهر بقوة مستهدفة العديد من المرشحين المنتمين للحزب الوطني المنحل ولعل علي رأسهم "أحمد أبوالنظر" الذي أعلنت من قبل مشيخة الطرق الصوفية بالاسكندرية عن تأييده دون جدوي لصالحه ربما لاستعانته بفلول الحزب الوطني في تحركاته. وهو ما أثر عليه سلباً بالتأكيد وفي نفس الوقت فإن المرشحين المنتمين إلي مناطق معينة لم يستطيعوا أن يوسعوا من نطاق تحركهم مثل أحمد العشماوي والسيد غنيوة فلايزالان يتحركان في نطاق محرم بك وأبيس و"كامل عرفة" في منطقة الجمرك و"صلاح رمضان" في منطقة العطارين وهكذا بينما تظل حركة مرشحي الإخوان الأكثر انتشاراً خاصة أنهما قد استعانا بالنساء للجولة علي المنازلة لتوزيع الدعاية والدعوة للنزول يوم الانتخابات بالإضافة إلي السيارات التي تحمل المكبرات الصوتية للدعاية لهما في جميع أنحاء الدائرة المتسعة مع وجود العديد من المواقع الالكترونية التابعة للإخوان التي تقوم بالدعاية لهما بخلاف اللافتات والدعاية الورقية وكون جميع نواب حزب الحرية والعدالة وأتباعهم سيتجهون إلي الدائرة الثالثة لدعم مرشحي الحزب وهو ما يؤكد علي أن هذه المعركة محسومة مبكراً لقوة رأس المال التي يملكها حزب الحرية والعدالة وتفوق قدرة جميع الأحزاب والمرشحين المستقلين وقوة الحشد وأيضا قوة التخطيط وقوة المناديب والاعاشة أي أن حزب الحرية والعدالة يملك القوة الخماسية. ولو كان "حزب النور" يملك الفكر السياسي لتمكن من إقناع باقي المرشحين لدعمه بأصواتهم القليلة لتكون بمثابة قوة تصويتية لهم مع وعد بالزج بهم في مواقع عديدة. ممكن مستقبلاً من بينها مقاعد المجالس المحلية.. وكان وفر علي نفسه المجهود والدعاية والمناديب. وبوجه العموم فالنتيجة محسومة مسبقاً لصالح الإخوان المسلمين القوة المسيطرة علي الساحة السياسية الآن في الاسكندرية ولكنها ليست مسيطرة علي الشارع السكندري وهو ما يجعلها قوة برلمانية غير مفعلة في ظل تعدد الائتلافات والمظاهرات واختلاف الآراء بينهما وبين باقي القوة الإسلامية علي الساحة السكندرية.. وأخيراً فإن هذه المعركة الانتخابية يظل العنصر النسائي بعيداً عنها لضعف قدرته المالية وقدرته علي الحشد.