من لا يملك طعامه لا يملك قراره. حكمة تؤكد الأحداث والأيام صحتها. فها هي الدول العربية والأوروبية ومعهم أمريكا التي أعلنت في أعقاب ثورة الشعب المصري ضد الرئيس السابق مبارك أنها سوف تقدم منحا مالية ليتعافي الاقتصاد المصري تتخاذل عن تقديم هذه المنح. لقد تبارت هذه الدول في رفع قيمة المنح التي ستقدمها لمصر. ووصلت إلي عشرات المليارات. وفجأة خفت صوتها. بل تلاشي تماما. لسبب بسيط. وهو أن مصر الثورة ترفض الخنوع. وترفض ربط قراراتها بهذه المنح. لأن مصر الشامخة لن تتنازل عن سيادتها تحت أي ظرف من الظروف. ظنت هذه الدول أن الأوضاع المهينة التي كانت سائدة أيام المخلوع مازالت مستمرة فقد أهان المخلوع مبارك مصر والمصريين. ومرمغ بسمعتهم الأرض. وأضاع هيبة مصر وشموخها. وكان لا يجد غضاضة في التذلل والخنوع مقابل الحصول علي المعونات. هيهات أن تعود أيام الذل. وواهمة هذه الدول إذا ظنت أن مصر سوف تخضع لشروطها. فمصر درة الشرق لن تخنع أبداً. وسوف تعتمد علي نفسها. من أجل الحفاظ علي كرامتنا وسيادتنا نحن علي استعداد أن نتحمل الجوع والعطش. من أجل الحفاظ علي شموخ مصر نحن علي استعداد الآن لشد الحزام حتي يتعافي اقتصاد الوطن. آن الأوان أن نأكل مما نزرع. آن الأوان للاعتماد علي أنفسنا في الزراعة والصناعة. بل وفي التسليح. مصر الثورة سوف تعبر عن عنق الزجاجة. وسوف تتغلب علي أزمتها الاقتصادية بأفكار علمائها. وسواعد أبنائها. تموت الحرة ولا تأكل من ثدييها.. ومصر الحرة لن تركع أبدا لكائن من كان.