بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    أمريكا تستعد للإعلان عن عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام ريال سوسيداد في الدوري الاسباني    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    رضا عبدالعال: إخفاء الكرات بمباراة القمة كان في صالح الأهلي    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    تطبيق "تيك توك" يعلق مكافآت المستخدمين لهذا السبب    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    البنك الدولي يشيد بالاستراتيجية المصرية في الطاقة المتجددة    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    "أكسيوس": مباحثات سرية بين مصر والاحتلال لمناقشة خطة غزو رفح    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    الزراعة: منافذ الوزارة تطرح السلع بأسعار أقل من السوق 30%    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    نجم الأهلي يعلق على طلب زيزو لجماهير الزمالك في مباراة دريمز    أحمد أبو مسلم: مباراة مازيمبي صعبة.. وكولر تفكيره غريب    الزمالك: هناك مكافآت للاعبين حال الفوز على دريمز.. ومجلس الإدارة يستطيع حل أزمة القيد    فلسطين.. المدفعية الإسرائيلية تقصف الشجاعية والزيتون شرقي غزة    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    «عودة قوية للشتاء» .. بيان مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة وخريطة سقوط الأمطار    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حضرة العمدة.."راحت عليه"!
نشر في المساء يوم 06 - 01 - 2012

دوار العمدة كان هو بيت الحكم في القرية. فالعمدة يفصل في الخلافات التي تنشب بين العائلات أو الأفراد أو حتي بين الأزواج. وكلما كان محبوباً بين الأهالي. كلما كان ناجحاً وكلما استطاع بسط نفوذه علي القرية. كلما ساد الأرض ربوعها.
الآن تقلص دور العمدة إما لان أجهزة الشرطة أخذت جزءاً من سلطاته وإما لان طبقة المتعلمين من الشباب لم يعد يهمها العمدة. ويفضلون في خلافاتهم اللجوء إلي القضاء.
باختصار شديد.. حضرة العمدة.. راحت عليه.
في المنوفية - الإقناع والتأثير في الآخرين.. وليس الخوف.. أسلوب عمدة "اليوم"
المنوفية نشأت عبدالرازق:
أكد عزت أبوالنصر عمدة شبراباص مركز شبين الكوم أن دور العمدة يعتمد علي شخصيته ومدي ثقافته ونشأته وأنه في ظل الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد عقب ثورة 25 يناير تعاظم ذلك الدور جلياً.
أوضح أن أهل القرية يلجأون إليه لحل مشاكلهم خاصة بعد تراخي دور الشرطة والدليل علي ذلك زيادة معدل الجلسات العرفية في تلك الفترة بعيداً عن تحرير محاضر بمركز الشرطة وسير المتخاصمين في إجراءات دعاوي قضائية.. مشيراً إلي أنه أحياناً ما يتم انتداب اثنين أو ثلاثة من أهل الخير بالقرية لحضور الجلسة العرفية والتي تقضي بأحكام عرفية ما بين غرامة مالية أو تحرير إيصال أمانة أو تقديم اعتذار من المخطئ للطرف الثاني.
وقال لقد زادت مهام العمدة عقب الثورة لأنه قبل 25 يناير كانت هناك أجهزة شرطية تساعده أما الآن فيعتبر "الحمل" عليه وحده .
أضاف أن العمدة أيام زمان كان هناك خوف ورهبة منه لكن الآن العمدة يعتمد علي أسلوب الإقناع من منطلق القدرة علي التأثير عليالآخرين وحل مشاكلهم وليس أسلوب الخوف موضحاً أنه رغم وجود تجرؤ الآن من الأهالي إلا أنهم يحترمونه لإحساسهم بأنه واحد منهم ويهمه تحقيق الأمن بالقرية.
وقال أبوالنصر إن الصلح بين المتخاصمين يتم علي علانية للمحكمين ويتم حل الخلاف وإنهاؤه ولا ينبغي إلا الثواب من الله لكن هناك محكمين يحصلون علي مبالغ مالية وبالاتفاق مع أحد طرفي الخصومة لترجيح "الكفة" ناحيته.
طالب علي الميهي مدير عام بجامعة المنو فية وأحد أهالي قرية كفر طنبدي مركز شبين الكوم بأدوار جديدة لعمدة القرية تتناسب مع الوقت الحاضر كأن يتم تسميته مثلاً ب"رئيس القرية" ويكون فرق عمل من رجال الدين الإسلامي والمسيحي من أبناء القرية ومن أعضاء مركز الشباب والمدارس والمعاهد الأزهرية والجمعيات الأهلية والزراعية والمجالس المحلية والرائدات الريفيات وكافة الجهات الخدمية بالقرية ولا يقتصر دوره علي الصلح بين عائلة وأخري بل يجب بحث أولويات المشروعات الخدمية للقرية بالتنسيق مع شيوخ البلد الذين يجب أن يمثلوا في مجلس إدارة القرية.
أوضح الميهي أن العمدة الآن ليس الرجل ذو الشارب الكبير والبنية الضخمة بل أصبح المتعلم الحاصل علي بكالوريوس أو ليسانس نظراً لوجود من هم حاصلين علي درجة الدكتوراة أو الماجستير بين أبناء قريته وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يختلف دوره الآن عن أدواره في السابق ومنها مثلاً مساعدة الأسر المحتاجة وإقامة المشروعات الصغيرة بالقرية.
أشار إلي أن احترامه من جانب الأهالي يفرض من خلال شخصيته ودوره المنوط القيام به ويجب أن يكون العمدة بالانتخاب وليس بالاختيار عن طريق وزارة الداخلية وذلك وفقاً لأسس موضوعية توضع ضمن نصوص القانون مؤكداً أنه إذا حسن اختيار هذا الرئيس مع مجلس إدارة يضم في عضويته كافة القوي والجهات بالقرية ستتحقق منظومة الأمن والنظام علاوة علي التنمية الشاملة في كافة المجالات وبالتالي ستنهض القرية وتتقدم.
أكد عصام نبوي إعلامي أنه مازال هناك دور للعمدة بالنسبة لكبار السن داخل المجتمع الريفي بخلاف الشباب الذين يلجأون إلي الشرطة موضحاً أن دور العمدة تقلص إلي حد ما بعد الثورة خاصة مع تقلص دور الشرطة مطالباً بأن يكون العمدة بالانتخاب ووفقاً لأسس أخري منها السن والكفاءة والنزاهة ودوره في القرية وليس فقط علي أساس ممتلكاته خاصة من الأرض الزراعية..وأوضح أن وظيفة العمدة هي حماية أمن القرية بمنع وقوع الجرائم بها وضبط ما يقع منها وإجراء المصالحات والعمل علي فض المنازعات والتوفيق بين المتخاصمين وكل ما من شأنه الحفاظ علي الأمن العام.
في سوهاج - تراجع دوره.. أمام أصحاب الكعب العالي وملايين الخليج
سوهاج طه الهوي:
كان دوار العمدة منذ العمل بنظام العمودية عام 1805م وحتي الستينيات من القرن الماضي يمثل العدالة والقانون والحكومة والشرطة والأمن والأمان .
يقول العمدة العميد مهندس بالقوات المسلحة متقاعد أحمد محمد أحمد ميرة وشهرته العمدة ميرة عمدة قرية الصلعا بسوهاج والذي صدر له أكثر من ديوان شعر أنه بعد ثورة 25 يناير المباركة للشعب المصري التي أزاحت الفساد بعد معاناة ثلاثين عاماً واستيقظ معها الشعب علي فجر جديد وبعثت لدي الجميع روح الأمل والديمقراطية والحرية يواصل العمد مهامهم في وأد الفتن ورد المظالم وتحقيق الأمن بدعم كامل من وزارة الداخلية ويقول إن ما يتم الحكم فيه علي الدكة والمصطبة في الدوار قد تعجز المحاكم والنيابات عن تحقيقه طوال شهور لأن كلمة الحق من العمدة وانحيازه للمظلومين تعتبر أقصر طريق لتحقيق المصالحات لأن أوجه الدفاع من المحامين كما تشهده المحاكم مرفوض في دوار العمدة ويحل محلها جماعات أهل الخير من كبار العائلات المعاونين للعمدة.
يؤكد بأن الدورات التدريبية من وزارة الداخلية للعمد أفادتهم كثيراً ويفتحر بأن أوضاع قريته لم تتغير لما يضر باصلح الوطن بعد الثورة فلم يحد أن قام أهالي قريته الصلي بقطع الطريق حتي عندما اغتالت رصاصات الصهاينة في رمضان ابن الصلعا الشهيد أحمد جلال في رمضان الماضي أراد شباب القرية قطع الطريق إلا أنهم استمعوا لصوت عمدتهم بأن ما يقومون به خطأ وعدلوا عن موقفهم ويقول إن العمدة القوي سلاحه الديمقراطية والحرية والاقتناع ويوضح بأن دوار العمدة مازال مقصداً لطرفي الخلافات والجيرة ومشاكل الأزواج ولم يتراجع دوره حتي الآن رغم الانفلات ومظاه الحياة لأن أهل القري لهم ثوابت يحافظون عليها.
فيما يوضح العمدة القيادي بالتربية والتعليم سابقاً علي حسن تمام صبارير عمدة قرية المحامدة القبلية بسوهاج أن دوار العمدة أقوي بكثير اليوم لأنه معني في المقام الأول بانجاح وتحقيق مبادئ وما قامت عليه ثورة 25 يناير لأن باع العمد طويل في حل الخلافات لأنه يطبق مبدأ الود بين المتخاصمين ويذكرهم بالجيرة والمحبة والمصاهرة والنسب وأن دوار العمدة بعد وقبل الثورة تمر ساعة إلا ويستقبل الخلافات طلباً لرأي وحل العمدة الذي يرتضيه الطرفان وأن العمدة بعد الثورة عامل رئيسي لتحقيق الأمن والهدوء حتي تتخطي مصر المصاعب التي تمر بها.
يضيف بأنه في الحالات التي ترد إلي دوار العمدة يتم البدء في جهود المصالحة بذكر ما كان يقوم به آباؤهم وأجدادهم وتمسكهم بالأصول وأن الحفاظ علي سيرة ومواقف الآباء والأجداد مهم بالنسبة لكل فريق وتذكرهم بما جاء في القرآن الكريم من آيات تدعو لنبذ الخلافات والعيش في أمن وسلام.
أوضح أن الشباب بعد الثورة تأثر بثورة النت وما تردده القنوات الفضائية ويعمد للتشكيك في كل المواقف ويطالب أبطال القنوات الفضائية بالمصداقية عند مخاطبتهم عقول الشباب حتي لا يضيع الانتماء للوطن مشيراً إلي أن أكثر المشاكل التي يستقبلها دوار العمدة حتي اليوم هي مشاكل فصل الحد بين المزارعين ومشاكل الأزواج في ترك الزوجة والأبناء بدون مصروفات أو مشاكل ظلم زوجة الابن المتوفي أو الشقيق ويقول إن عوامل نجاح العمدة تتمثل في توفيق الله عز وجل وقبول الناس للعمدة والحياد التام والحكم بالعدل.
أما العمدة مصطفي عبدالمجيد حسنين عمدة قرية ونبنه الغربية بمركز سوهاج فيؤكد أن الصغار والكبار مازالوا يستمعون لكلام وحكم العمدة وأخذ مشورة العمدة قبل الإقدام علي قرار يخصهم لأنهم من واقع حياتهم اليومية يعتبرون عمدة القرية الوالد والأخ والشقيق الكبير لهم وأن ذلك لم يأت من فراغ بل من صدق مواقف ونصائح العمدة.
يوضح أن العمدة الناجح في إددارة شئون قريته عليه أن يتعاون مع كبار العائلات عند طرح وحل مواطن الخلافات لأن العائلات يسعدها كثيراً أن تري كبيرها له مكانته عند عمدة القرية.
في الفيوم - الحكومة أطلقت عليه.. رصاصة الرحمة
الفيوم وليد الطحاوي:
العمدة في الفيوم حاله لا يختلف كثيراً عن باقي العمد في محافظات مصر فهذا المنصب التاريخي الذي كانت العائلات تسعي إلي اقتناصه في الماضي بأي ثمن لما يمثله من نفوذ وقوة وسلطة أصبح الآن شكلياً وديكورياً بعد أن فقد قوته ونفوذه لعدة أ"باب فلم يعد يشعر به أحد ولا يشغل بال أو اهتمام العائلات.
يقول محمود الهواري عمدة قرية ترسا إن العُمدية في عائلته منذ زمن بعيد وتوارثها عن أجداده وبرغم أن قريته يتعدي عدد سكانها 80 ألف نسمة ويوجد بها نقطة شرطة إلا أن الجميع من أبناء القرية يحترمونه ويقدرونه ويلجأون إليه لحل مشاكلهم سواء الأسرية أو المالية أو نزاعات الري والزراعة فيعقد لهم الجلسات في الدوار ويقوم بحلها لدرجة أن ضابط النقطة يلجأ إليه لحل المشاكل بشكل ودي معترفاً بأن دور العمدة أصبح أقل مما عهده مع والده من قبل خاصة بعد إقامة نقطة للشرطة في القرية.
يضيف محمود عبدالعليم من نفس القرية أن الوضع الآن اختلف عن الماضي بسبب زيادة الوعي وارتفاع نسبة التعليم بين الشباب خاصة مما يدفعهم مباشرة لحسم نزاعاتهم عن طريق نقطة الشرطة لاختلاف طبيعة المشاكل عن الماضي والتي تحتاج خبرة قانونية لحسمها ومع زيادة السكان يصعب علي العمدة حل هذا الكم من النزاعات لافتقاده للضبطية القضائية والقوات اللازمة لمواجهة الجرائم.
يقول محمود مصطفي عويس عمدة جبلة إن عائلته بها العمدية منذ قرون مضت وأن الدولة قامت في الفترة الأخيرة بتقليص دور العمدة في بعض القري التي بها مشاحنات بين العائلات علي هذا المنصب وأحلت محله نقطة شرطة يعمل فيها الخضر وشيخ الخضر بعد أن كانوا يعملون عند العمدة وتحت قيادته خاصة في القري ذات الكثافة السكانية العالية بالإضافة إلي ذلك أن منصب العمدة كان في الماضي بالانتخاب والآن أصبح بالتعيين مما أفقده شرعية اختياره وبرغم ذلك فإن السمعة الطيبة والأصل هي التي تضفي علي هذا المنصب قوة وجازبية لذلك يلجأ إليه أبناء القرية لحل جميع نزاعاتهم ودياً وأكثرها نزاعات علي أسبقية الري ونزاعات مالية وأسرية.
د.محمد عبدالعليم فلاح من قرية إبهيت أكد أن مقولة أبا العمدة كان زمان زمان العمدة كان هو كل حاجة في البلد يعني أي مشكلة مهما كانت لازم تعرض عليه وكمان المشاكل الأسرية في البيوت يتدخل فيها ويحلها والكل يسمع له ويطيعه وكان يمنع مشاكل كثيرة مثل الطلاق أما في أيامنا هذه أصبح لا حول له ولا قوة الحكومة سحبت منه كل حاجة.
يقول العمدة توكل والي طحاوي عمدة قرية نقاليفة إن العمدية في عائلته من مئات السنين وعمره الآن 83 سنة وعاصر والده وهو عمدة فعمدة زمان كان له شنة ورنة وهيبة كبيرة وكانت هناك عادت يحافظ عليها الجميع في التعامل مع العمدة فمن المستحيل يمر عليه شاب أو حتي رجل كبير وهو راكب لدابته فعليه النزول من عليها حفاظاً لهيبة وكرامة العمدة وكان لديه من الخفر والسلاح ما يحمي به أمن القرية فكان درعاً وسيفاً لها والأب الروحي لأبناء القرية يلجأون إليه لحل جميع نزاعاتهم يومياً في دوار العمدية.
أضاف: كان حكمه سمعاً وطاعة من الجميع ومع بداية السبعينيات بدأ العمدة يفقد دوره ورونقه مع تواجد نقاط الشرطة وارتفاع مستوي التعليم وسحب السلطات من العمدة وأصبحت العمدية في عائلته شرفية ليس أكثر.
يضيف علي محمد عبدالمنعم من نفس القرية إن دوار العمدة كانت تعقد فيه المجالس العرفية وتصدر أحكاماً ملزمة لأبناء القرية دون اللجوء إلي أقسام الشرطة وكان من يتعدي ذلك ويذهب للشرطة يكون أخطأ خطأ جسيماً في حق العمدة ويحاسب عليه مع كبير عائلته وأن فكرة دوار العمدة كانت تساعد علي الترابط بين عائلات القرية لتصبح عائلة كبيرة رجلها الأول هو العمدة أما في الوقت الحالي للأسف تلاشت كل هذه العادات من القرية مع تلاشي دور العمدة.
يقول أحمد عمر مدرس من قرية جبلة الله يرحم هيبة العمدة زمان كان لفظ العمدة ورجاله من الخفر ذي قيمة يعني اللي كان عامل عملية ويشوف الخفير في الطريق كان يجري الآن لا يخاف أحد حتي من الضابط والجميع يلجأ للقضاء والمحاكم والكل عامل فيها كبير نفسه ولا تجد أحد له كبير لذلك يعترف بالعمدة ولا يلجأ إليه والسبب في ذلك يعود للحكومة التي سلبت منه كل شيء.
يقول حسن مصطفي العلواني إن العمدية كانت حلماً كبيراً لأبناء العائلات في الماضي وهي من أهم المناصب في القرية ويتنافس عليها الأعيان من رجال القرية حتي تجري الانتخابات ويتم اختيار عمدة وكانت هناك احتفالات عند انتقال تليفون العمدية من دوار العمدة القديم إلي دوار العمدة الجديد وتقام الأفراح وتذبح الزبائح وكان يتم اختيار العمدة بشكل نزيه وشفاف ويجب أن يكون من عائلة كبيرة ويتمتع بحسن السير والسلوك والقدرة علي الإقناع ومحباً وقريباً لأهل قريته ويعمل علي خدمتهم لذلك كان العمدة هو الملاذ والملجأ لكل أبناء القرية أما الآن أصبح العمدة في معزل عن القرية ويجهله عدد كبير منها خاصة بعد أن أصبح بالتعيين وليس بالانتخاب.
يشير شحاتة علي فلاح من قرية فيريمين إلي أن اختيار العمدة حالياً بالتعيين ولاختفت معه عبارة "حضرة العمدة" و"البلد دي ملهاش كبير" لنجد أشخاصاً يفرضون علينا بالتعيين ويفتقدون روح العمدة التي عهدناها وكراهية أبناء القرية لهذا التعيين الذي أصبح يأتي بأصحاب المؤهلات العليا وأساتذة الجامعات وأصحاب النفوذ لتجد البيه والباشا والدكتور والمهندس بدلاً من حضرة العمدة.
يقول محمد عبدالتواب راجيل مهندس من قرية سنهور البحرية أن جده كان عمدة القرية قبل أن يتم عمل نقطة شرطة بها وبرغم عمله في شركة للاتصالات إلا أن أهل القرية يطلقون عليه وعلي أخوته وعلي باقي أفراد عائلته من الرجال لقب "عمدة" بعد مرور سنوات طويلة علي وفاة جده العمدة فلم يحظ من هذا المنصب سوي علي اللقب وهو شأن جميع العائلات الكبيرة التي ينتمي إليها العمدة في كل القري.
أضاف رجب عوض من قرية سنهور القبلية 75 عاماً فلاح أنه عاصر العصر الذهبي لمنصب العمدة الذي كان يفصل في كل صغيرة وكبيرة في الجلسات العرفية بدوار العمدية ولا يتأخر عن إغاثة الملهوف وكنا لا نعرف طريق الشرطة والقانون وحكمه كان سيفاً علي رقاب الجميع وتفقده في هذه الأيام وكل أبناء القرية من المسنين لا يعرفون له بديلاً ومازالوا يترددون عليه برغم عجزه عن حل مشاكلهم والأمر ينتهي بهم إلي الشرطة.
يقول محمد لطفي الماوي رجل أعمال من قرية سنهور القبلية إن العمدية في عائلته منذ زمن وتم تداولها مع عائلة عليوة وهي من العائلات الكبيرة أيضاً في القرية ومازالت معهم ولكن للأسف المواطن لا يشعر بها بعد تواجد نقطة الشرطة وزيادة الوعي خاصة الشباب وأصبحت القرية بدون كبير يلجأون له والكل يلجأ للقضاء والشرطة وذلك بعد أن حولت الحكومة العمدة من قوته ويبته إلي خيال مآته وسحبت منه كل السلطات وأصبح اختياره بالتعيين وأطلقت عليه رصاصة الرحمة.
في الشرقية - الفوضي.. ضيعت صورة العمدة
الشرقية عبدالعاطي محمد:
يقول محمد المصري "مزارع" العمدة زمان كان له "شنة ورنة" وكان رمزاً للقوة والحق وكان هو كبير القرية والمسئول الأول عنها ويتدخل في كل شيء حتي "مراته" كانت زوجة بدرجة مساعد عمدة تساعده في حل الخلافات بين الأزواج والتي كانت تصل لحد الطلاق وكان الكبير والصغير في البلد يحترم كلامه ويمشي علي "التخين" وكان العمدة راجل "راسي".
يضيف صالح السيد "مزارع" العمدة زمان كان لما حد يقابله من البلد خاصة الفلاحين وهو راكب دابته كان ينزل من عليها تقديراً واحتراماً له لأن كان له هيبة وكان هو أب لأبناء القرية والكل كان يناديه يا "أبا العمدة" وكان الحرامية يهابونه.. وتجانوا منه ويتجنبونه ومشي يرضوا يرتكبوا أي جرائم في نطاق القرية.
محمد عبده "موظف" العمدة زمان كان صاحب أملاك و"عزوة" وهو الآمر الناهي في البلد وكان له هيبة وكان مفيش حد يقدر يروح المركز ولا يفكر في عمل محضر ضد حد. إلا لما يروح لحضرة العمدة وكان بلاغ للعمدة أقوي من كل شيء وكان يجيب حق الغلابة وكان قاضي عرفي.
سليم محمد "موظف" العمدة دلوقتي مجرد حارس للأمن في القرية ومعدش الكبير وغير قادر علي السيطرة والغالبية لا يسمعون كلامه ويفضلوا يروحوا المركز ويحلوا مشاكلهم بعيداً عنه لأنهم يعتبرونه شخصاً عادياً ومحدش كبير والكل كبير نفسه. فعلاً الله يرحم هيبة العمدة لأن محدش كان يقدر يفتح فمه معاه خالص. لكن دلوقتي العمدة يتطاول عليه ويتهان لأنه ممكن يكون مش من عيلة لها وزنها أو موظف وطلع علي المعاش أو تفرغ للعمودية.
محمد ياسر "موظف" أبناء البلد كانوا يحبوا رأي العمدة وأخذ مشورته في كل شيء حتي في زواج أبنائهم وكان فعلاً كبيراً وياخدوا بمشورته وبيعملوا بيها لكن العمدة منصبه دلوقتي "بقة" رمزي وفقد مكانته الاجتماعية وسلطاته بعد أن أصبح بالتعيين حتي أن كان الواحد ميشوفش حد ماشي في الشارع بعد صلاة العشاء. لكن دلوقتي السهر للصبح في الشوارع ومحدش قادر علي الشباب اللي قاعد علي النواصي بيزعج النايمين في بيوتهم.
صبحي إبراهيم "موظف" ارتفاع نسبة التعليم في القرية وتقلد العديد من أبنائها المناصب الرفعية في الدولة جعل العمدة ملوش دور وأصبح شخصاً عادياً وممكن يروح يجلس علي القهوة يشرب الشيشة ويلعب الطاولة وغيرها مع كل من "هب ودب" من أهل قريته حتي التعديات علي الأراضي الزراعية كان بيمنعها لكن دلوقتي العملية "سابت" وفلت منه العيار ومحدش بيسمع كلامه وكأنه "يؤذن في مالطة" لأنه أصبح قليل الحيلة.
عرفات سعيد "موظف" الكثير من العمد بعد ثورة 25 يناير ناموا في بيوتهم ومنهم أعلي مكنش قادر يسيطر علي الخفر بتوعه واللجان الشعبية هيه إللي كانت بتحرس البلد طول الليل حتي العمدة نفسه اللي كان نايم في العسل.
محمد عطوة "موظف" العمدة زمان كان له دور وكان الحرامي يُجلد ويعلق وكان يخاف من الخفير لكنه دلوقتي بيمشي في الشارع كأنه باشا ومش هايب العمدة.
محمد صالح محمد "أعمال حرة" العمدة زمان كان بيعمل بدون أجر وكان شغال من نفسه ومش بيهاب حد. لكن دلوقتي العيار فلت منه خالص وفقد السيطرة علي البلد.
صابر عز الدين هلال "عمدة قرية 3 بحر البقر بمركز الحسينية" والدي كان عمدة القرية من قبل وبعد وفاته أصبحت أنا العمدة لكن هناك فرقاً كبيراً بين العمدة أيام والدي حيث كان الدوار نفسه له مكانة وتتم فيه الجلسات العرفية وحل كل المشاكل الموجودة بالقرية والكل كان يخرج مرضي الخاطر كان الشاكي قبل المشكو في حقه يكبر للعمدة ويرضي بالحكم بتاعه والعمدة كان له صيت وهو الكبير لكن دلوقتي العمدة حالة تغير خاصة بعد ثورة 25 يناير لأن الحرية الزائدة ضيعت صورة العمدة وممكن الصغير قبل الكبير يعلي صوته علي العمدة والعملية باظت عماد الدين أحمد "عمدة قرية الرحمانية" أنا شايف إن شخصية العمدة وثقته في نفسه ومدي احترامه لأبناء القرية والحكم بالعدل وعدم المحاباة والتحيز لأي طرف في الجلسات العرفية هو المعيار في احترام أهل قريته له ووجود هيبته ومن جانبي ثلاثة أرباع المشاكل والخلافات الموجودة يتم حلها في الدوار وبعيداً عن مركز الشرطة وفيه تقدير من الناس لكن في حالة اختلاط العمدة بأشخاص مرغوبين فيهم أو ممارسة أي أعمال وأفعال خارجة تؤدي إلي اهتزاز صورته وتفقده احترامه.
علي البغدادي "عمدة قرية حوض نجيح" العمدة زمان كان بيجي عن طريق الانتخابات زي أعضاء مجلس الشعب وكان المواطن يروح يعطي صوته له. لكن الآن العمدة أصبح مفروضاً علي القرية لأنه معين من قبل الشرطة وأصبح موظفاً عندهم وولاؤه في المقام الأول للشرطة ويتلقي الأوامر وبالتالي الحرية والرأي تلاشيا وبعد ثورة 25 يناير اختلط الحابل بالنابل وأصبح لا يوجد أدب ولا احترام للعمدة والانضباط في القرية ضاع والأمور أصبحت خارج السيطرة وبدل ما كانت كلمة العمدة سيفاً علي الجميع وكلامه أوامر عادت العملية "سمك لبن تمر هندي" ولابد من عودة هيبة العمدة إليه مرة أخري من أجل الصالح العام ومواجهة ظاهرة البلطجة بكل حزم.
الحاج عباس فهمي "عمدة قرية الزرزمون" العمدة زمان كان له وضعه 24 قيراطاً وكان يغني له ويدلع وله أبعاديات وصاحب أطيان وباشا فعلاً ومكنش حد يقدر يرفع صوته عليه لكن حاله الآن لا يسر عدواً ولا حبيباً فأغلب العمد الآن معاشات واخر حاجة سدت نفسي العمد حكاية المنحة التي قررها وزير الداخلية لهم بمناسبة الانتخابات وهي 6000 جنيه لكن للأسف سوف لا يصرفها سوي "5" عمد فقط يتم اختيارهم متسائلاً هل هؤلاء العمد هم الذين اشتغلوا أيام الانتخابات والباقي نايم في الدار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.