اليوم تنتهي المرحلة الثالثة والأخيرة من انتخابات مجلس الشعب واضح تماماً أن النتائج في هذه المرحلة لن تختلف كثيراً عنها في المرحلتين السابقتين وبذلك يتأكد أن الأغلبية في البرلمان القادم ستكون من الإسلاميين مع تمثيل شبه رمزي لبقية التيارات السياسية والمستقلين وهو الأمر الذي يلقي بمسئولية جسيمة علي تيار الإسلام السياسي ليس علي المستوي الوطني فقط ولكن علي المستوي الإنساني فإما أن ينجح في تقديم نموذج محترم يثبت أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان فعلاً- وهو كذلك بكل تأكيد- وإما ان يفشل في ذلك ليثبت ان المسلمين وليس الإسلام لا يزالون بعيدين عن الفهم الصحيح للاسلام. إن هذه التجربة مهمة جداً جداً بالنسبة لمصر وللمسلمين في كل أنحاء العالم ولذلك يجب ان يتريث هذا التيار في اختيار كافة أقواله وأفعاله كما يجب عليه ان يتعاون بعقل وقلب مفتوحين مع بقية التيارات من أجل إعادة بناء الدولة المصرية علي أسس سليمة من شأنها الحفاظ التام علي حقوق الإنسان غير الابلة للتصرف باعتبار ان كافة الأديان جاءت لتحقيق مصلحة الانسان في الدنيا والآخرة فأينما توجد المصلحة فثم شرع الله. ولعل بقية التيارات تكون قد تعلمت الدرس وعرفت ان الآمال لا تتحقق بالنظريات والقيل والقال في المحاضرات والمناظرات والاجتماعات في الغرف المغلقة وعلي شاشات الفضائيات وإنما بالنزول إلي الشوارع والحارات والزقاق وخاصة بعدما ثبت عملياً ان هذا الشعب يعرف جيداً من الذين يعيشون معه علي أرض الواقع ومن الذين يتعاملون معه كوسيلة أو أداة لتحقيق زعامات وهمية ومصالح خاصة. ربما يتعين علي هذه التيارات التي لم تحقق نجاحاً مناسباً في هذه الانتخابات ان تستعد للانتخابات القادمة من الآن بالنزول للشعب حيث هو والتعرف علي مشكلاته الحقيقية باعتبار ان هذه الانتخابات ليست الأولي والأخيرة باعتبار ان أربع سنوات أو أقل ليست شيئاً في عمر الشعوب حيث المؤكد ان الفكر السياسي شيء والعمل السياسي شيء آخر. إن الدروس كثيرة ومهمة والمسئوليات كبيرة وخطيرة وعلي الجميع ان يعي الدروس ويتحمل مسئولياته بشرف وواقعية وإلا فلا يلومن أحداً إلا نفسه.