"البكاء علي اللبن المسكوب لن يجدي" شعار رفعه أمين عام وأعضاء المجمع العلمي والمسئولون بدار الكتب ليوجهوا كل جهودهم نحو استعادة نسخ مما تم حرقه من تراث المجمع.. وذلك بمخاطبة أعرق المكتبات في أوربا والدول العربية التي أرسلت ما يفيد أن لديها نسخا من كتب ومخطوطات هامة وأبدت استعدادها لاهدائها للمجمع ومنها المكتبة الوطنية الفرنسية ومكتبة الكونجرس الأمريكية.. ليتواكب هذا مع جهود فحص محتويات جهازي كمبيوتر تم العثور عليهما بحالة جيدة وعليهما قاعدة بيانات كاملة عن نسخ عديدة من كتب المجمع.. إلي جانب محاولات جادة لترميم الكتب والمخطوطات التي لم تحترق بالكامل ويشارك في هذا العمل الهام جهات عديدة. أعضاء المجمع أكدوا أن ترميم المجمع وبقاءه في مكانة دليل علي الاصرار علي الدفاع عن الثقافة والهوية المصرية موضحين ان ما يدعو للتفاؤل هو العثور علي نسخ طبق الأصل بمكتبات جامعة القاهرة من الخرائط الحدودية التي ترسم الحدود بين مصر واسرائيل وخرائط حلايب وشلاتين .. ويبقي السؤال الأهم هو كيفية منع تكرار ما حدث بتأمين المجمع بالتقينات الحديثة. يقول هاني الناظر عضو المجمع العلمي اننا نشرع حاليا في ترميم الكتب والمخطوطات والدوريات العلمية التي لم تحترق تماما بعد أن تم حصرها خلال الايام الماضية وتتولي ذلك جهات عديدة منها الادارة المركزية بدار الكتب والوثائق حتي تنتهي أعمال ترميم مبني المجمع العلمي ليعود لسابق عهده وهو المشروع الذي يتبناه المجلس العسكري .. كما يقوم مجموعة من طلبة كلية الفنون التطبيقية منذ ايام بحصر الكتب والمخطوطات التي تم العثور عليها لمحاولة ترميمها وإعادة بنائها من جديد. يضيف : نحاول ان تقوم بإنقاذ ما يمكن انقاذه بالبحث عن نسخ للكتب والمخطوطات والدوريات العلمية التي تصل الي اكثر من 200 الف كتاب ومخطوطات علمية وتاريخية نادرة فنحاول استعادتها بارسال طلبات لاشهر واعرق المكتبات بأمريكا والمانيا وفرنسا وانجلترا واسبانيا وايضا لدول عربية لمعرفة ما إذا كان لديهم نسخ اصلية او بديلة .. كما ندرس كيف يكون بالمجمع اساليب وتقنيات للامن الصناعي وضد الحرائق وذلك بعقد اجتماعات دورية ومستمرة بين أعضاء المجمع لتوفير حماية للمجمع حتي لا تتكرر الكارثة مرة أخري. "مخاطبات" أكد د. محمود الشرنوبي أمين عام المجمع العلمي ان هناك اكثر من اتجاه نحو محاولات استعادة تراث المجمع العلمي المفقود تحت الرماد بمخاطبة كل الجهات العلمية والتاريخية لمعرفة امكانية وجود نسخ للكتب التي حرقت وقد ارسلت لنا اكثر من مكتبة كبري عالمية مثل المكتبة الوطنية الفرنسية ومكتبة الكونجرس الأمريكية مخاطبات تفيد بأن لديهم نسخا لمجلدات ومخطوطات علمية ترجع لمئات السنين وهو ما اعطي لنا أملا اننا نستطيع في وقت قريب استعارة المجمع العلمي لجزء كبير من تراثه وكيانه الثقافي والعلمي الذي كان علي مدار كل العقود السابقه منبرا لتلاقي كل الثقافات والتيارات العلمية والثقافية والتاريخية بالمنطقة العربية والشرق الأوسط. د. سليمان حزين المدير السابق للمجمع العلمي أكد ان المخطوطات والكتب العلمية والثقافية التي ترجع لمئات السنين اصبحت رمادا وتدعونا الآن للتفكير اولا في كيفية استعادة نسخ من الكتب والمخطوطات والدوريات العلمية ليعود المجمع لسابق عهده. أضاف اقترح ان يكون هناك عقب استعادة مبني المجمع لرونقه وإعادة بنائه اجهزة تأمين وحماية من الحرائق تكون وفق احدث النظم التأمينية في العالم حتي لا يتكرر نفس السيناريو الدرامي الذي حدث .. مشيرا الي أن البكاء علي اللبن المسكوب لن يجدي الآن لكن يجب ان يعمل اعضاء المجمع العلمي وهم من خيرة وافضل رجال التنوير والثقافة علي استعادة المجمع لمكانته المميزة.. اشار الي أن بقاء المجمع في مكانه دليل علي ان ما حدث لم يؤثر علي الايمان الراسخ بأننا سوق ندافع عن ثقافتنا وهويتنا المصرية التي تعرضت لنكسة حقيقة بضياع اعظم كنوز وتراث علمي وثقافي لم يعوض للاسف الشديد. اكد زين عبد الهادي رئيس الادارة المركزية بدار الكتب والوثائق انه تم العثور علي جهازي كمبيوتر بحاله جيدة كانا من ضمن أجهزة الحاسب الآلي المحفوظ عليها كل الوثائق والكتب والدوريات العلمية يحتوي كل منهما علي قاعدة بيانات كاملة تحوي نسخا من الكتب عن تاريخ مصر وتقدر أعدادها ب 210 آلاف كتاب. اشار الي ان المخطوطات والمطبوعات التي ترجع لمئات السنين وبالتحديد لعمر بناء المجمع في 1798 عندما امر بانشائه نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية لتوثيق التاريخ المصري ووضع الدولة المصرية علي خريطة الثقافة والعلوم الي جانب رصد لتاريخ الحملة الفرنسية قد عثر علي 40 الف كتاب منها 20 الف كتاب بحالة جيدة الي جانب محاولات مكثفة تبذل لاستعادة مئات الكتب التي لم يعد يتبقي منها سوي قطع صغيرة نحاول ان تستعيدها بوجود آليات تقنيه ممكن ان تمكنا من عودة بعض الكتب لسابق عهدها. د. محمد الجوادي عضو المجمع العلمي قال نريد ان نستعيد تراثنا الفكري والعلمي والثقافي الذي لا يقدر بثمن بكل السبل سواء بترميم الكتب التي حرقت ويمكن ان تعود بترميمها ومحاولة تجميعها وايضا ارسال مخاطبات للمجمعات والمكتبات العلمية الكبري بمختلف انحاء العالم سواء الاوروبية والعربية لطلب نسخ من الكتب والمراجع العلميه النادرة التي اتت عليها النيران.. وقد استجابت العديد من الدول الاوربية لمساندتنا بإرسال نسخ من كتب ومخطوطات نادره وأثرية ودوريات علمية علي سبيل الاهداء. يشير الي ان ما تردد حول احتراق الخرائط الحدودية التي ترسم ملامح الحدود بين مصر واسرائيل وهي خرائط طابا وايضا خرائط حلايب وشلاتين فإننا وجدنا بمكتبات جامعة القاهرة وعين شمس نسخا تطابق الاصل لهذه الخرائط وايضا للعديد من الكتب القيمة التي حرقت.. ليتجدد لنا الامل بأننا سوف نعيد ان شاء الله قريبا المجمع العلمي لسابق عهده.