كل عام أنتم بخير اليوم هو آخر أيام 2011 الذي يعد عاماً تاريخياً بالنسبة لجميع المصريين والذي شهدت أيامه ولياليه أحداثاً ووقائع ثورة أحداثه مجيدة انهت حكماً جائراً استمر نحو 30 عاماً.. هذا العام الاستثنائي الذي يحتاج لمجلدات لسرد أحداثه أثر علي جميع القطاعات الحيوية في مصر ومنها قطاع الطيران الذي شهد وقائع وأحداثاً من الصعب تجاوزها أو المرور عليها مرور الكرام.. فلأول مرة يتناوب علي وزارة الطيران المدني 4 وزراء وهم الفريق أحمد شفيق الذي ترك الوزارة بعد اندلاع الثورة ليتولي رئاسة الوزراء ويتولي بعده المهندس إبراهيم مناع وبعد شهور قليلة ووسط مطالبات بوزير مدني يتولي الوزارة طيار أركان حرب لطفي مصطفي كمال رئيس أركان القوات الجوية وبعد تكليف د. كمال الجنزوري بتكليف وزارة الإنقاذ الوطني يتولي المهندس حسين مسعود مقاليد الوزارة ولم تقتصر أحداث العام عند هذا الحد بل شملت وقائع كثيرة سنسردها في هذا الملف. بعد قيام ثورة 25 يناير اندلعت المظاهرات في كافة ربوع مصر ومنها قطاع الطيران ولا نبالغ حين نقول إن كل شبر في مطار القاهرة قد شارك في مظاهرات أو اعتصامات.. كانت البداية عندما تظاهر العشرات من ضباط الحركة بمطار القاهرة للمطالبة بإقالة الكابتن علاء عاشور رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للخطوط الجوية كما طالبوا بزيادة رواتبهم في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات إضافة إلي تعديل مواعيد العمل التي تتجاوز 12 ساعة يومياً مع ضرورة إلغاء الشيفتات الليلة للفتيات. بعدها بأيام قليلة بدأ عدد من العاملين بالأسواق الحرة التابعين لشركة مصر للطيران اعتصاماً أمام المبني الإداري لشركة الطيران المدني وتركزت مطالب العاملين بتحسين الأجور كما نظم 60 مهندساً من خريجي معهد هندسة طيران إمبابة وقفة احتجاجية أمام وزارة الطيران وذلك بمقر الشركة داخل قرية البضائع. للمطالبة من 200 من موظفي شركة مطار القاهرة للشحن الجوي. وذلك بمقر الشركة داخل قرية البضائع. للمطالبة بزيادة رواتبهم التي تبدأ من 275 جنيهاً. ودعوا لتعيينهم بدلاً من العقود المؤقتة التي يعملون بها منذ عدة سنوات. وهكذا نري أن الاعتصامات والمظاهرات قد تحولت إلي حمي زادت حرارتها عندما اقتحم مئات من المتظاهرين العاملين مكاتب وزارة الطيران المدني ومطار القاهرة مطالبين بإقالة وإخراج القيادات الذين تولوا المناصب خلال فترة تولي أحمد شفيق وزارة الطيران كما حدثت اشتباكات كادت تصل لاشتباك بالأيدي وتبادل للألفاظ بين مؤيدي ومعارضي القيادات واللواءات العاملين بالمطار ونجحت القوات المسلحة في السيطرة علي الموقف. كما نظم حوالي 2000 من موظفي هيئة الأرصاد الجوية التابعة لوزارة الطيران المدني وقفة احتجاجية داخل مقر عملهم بشارع الخليفة المأمون. مطالبين بالمساواة بالعاملين بوزارة الطيران المدني. وتوالت الاحتجاجات الفئوية حيث نظم عدد من العاملين بشركة الخدمات الأرضية وقفة بمهبط مطار القاهرة الدولي. مطالبين إدارة الشركة بتحسين أحوالهم المالية والمعيشية. أسوة بالعاملين بباقي الشركات الأخري بمصر للطيران وكان اللافت للنظر أن اتجاه الاعتصام بدأ يأخذ منحني آخر بعيداً عن المطالب المادية حيث دخل عمل شركة ميناء القاهرة الجوي في اعتصام أمام صالة السفر بمطار القاهرة لليوم للمطالبة بقيادات مدنية للوزارة وكانت النتيجة هي تعيين د. أحمد حافظ رئيساً لشركة ميناء القاهرة الجوي وهو أول مدني يتولي هذا المنصب. استمرت الاعتصامات تهدد بقوة قطاع الطيران المدني إلي أن وقعت أزمتان كانتا الأعنف منذ اندلاع الثورة الأول أزمة تباطؤ العمل الذي قام به ضباط المراقبة الجوية وسبب خسائر شركة مصر للطيران وشركة ميناء القاهرة الجوي بأكثر من 20 مليون دولار بالإضافة إلي الخسائر الأخري التي تعرضت لها شركات السياحة والفنادق في المدن والقري السياحية بعد إلغاء المسافرين إلي مصر لحجوزاتهم. والأزمة الثانية هي إضراب أمناء وأفراد الشرطة عن العمل بسبب مطالب فئوية تتعلق بتحسين الأجور والرعاية الصحية وغيرها ولكن أنقذ الضباط الموقف وضربوا مثلاً رائعاً في التفاني في العمل حيث قاموا بعمل الأمناء علي أكمل وجه.