عاش أهالي وأبناء مدينة حوش عيسي يوما عصيبا بالأمس وليلة مليئة بالرعب والفزع والهلع ممزوجة بمشاعر الغضب والاستياء من أداء الجهاز التنفيذي والأمني بالمحافظة بسبب الاهمال والتراخي الواضح في التعامل مع الحريق المروع الذي التهم صرحا صناعيا مهما بالمدينة يوفر لقمة العيش لأكثر من 6 آلاف شاب وفتاة من أبناء المركز. صب الأهالي جام غضبهم وسخطهم علي القيادات التنفيذية والأمنية بالمحافظة بسبب فشل أجهزة الدفاع المدني والحماية المدنية والاطفاء في التعامل مع الحريق الذي أتي علي مصنع "كاجو" التابع لشركة الجوهرة للصناعات الغذائية بحوش عيسي المملوكة لرجل الأعمال حمدي قريطم. والذي شب في المصنع صباح الثلاثاء واستمر ساعات طويلة واخرجت النيران ألسنتها للجميع وظلت تنتشر وتنتشر من مبني إلي آخر ومن طابق إلي طابق في ظل فشل ذريع من أجهزة الاطفاء بالمحافظة التي استعانت بأجهزة معاونة من الغربية والاسكندرية اضافة إلي قوات الحماية المدنية التابعة للقوات المسلحة والتي بلغ عددها 23 سيارة منها ثلاث سيارات مزودة بسلالم يصل ارتفاعها إلي 35 مترا. الا ان ذلك لم يساعد في السيطرة علي الحريق الهائل الذي يعد الأول والاخطر والذي دمر هذا الصرح الكبير. ممما دفع الأهالي للاستغاثة- بانفعال- بالمحافظ ومدير الأمن اللذين تواجدا في موقع الحريق وطلبوا منهما فعل أي شيء لانقاذ المصنع الذي يتعرض للتدمير بفعل النيران. تحددت الخسائر المبدئية للحريق الكارثة في احتراق وتدمير جميع ماكينات المصنع الخاصة بتصنيع الشيبسي والتي قدرت بمبلغ 10 ملايين جنيه منها ماكينة حديثة مستوردة لم يمر عليها سوي شهرين فقط بالمصنع وتدمير مخازن الزيوت والكارتون والمعمل الخاص بالتصنيع. اضافة إلي انهيار الجدران والاسقف الخاصة بالمبني الخلفي للمصنع. واصابة 145 عاملا باختناق واغماءات وجروح. ويسود مدينة حوش عيسي حالة حزن شديد بسبب الحريق الذي دمر مرفقا مهما لهم كان يساهم في تشغيل الآلاف من الشباب والفتيات. الجدير بالذكر أنه تردد منذ فترة ان رجل الأعمال حمدي قريطم مالك المصنع كان ينوي بيعه لأحد المستثمرين. وتشير التحقيقات الأولية أن سبب الحريق حدوث ماس كهربائي في أحد خطوط الانتاج بالمصنع إلي انفجار هائل في فرن الغاز الخاص بالانتاج الساعة العاشرة والنصف صباحا مما ادي إلي حريق هائل بالادوار الأول والثاني والثالث والرابع وتم السيطرة عليه لكن بعد خسائر كبيرة. ثم امتدت النيران إلي الادوار العليا الخامس والسادس والسابع حيث توجد مخازن المواد الخام لمنتجات المصنع المتمثلة في أكياس الحلويات والكاجو ومخازن الكرتون. حيث أتت النيران علي هذه الطوابق بشكل كبير مما أدي إلي تصدع المبني. ولولا العناية الالهية لوقعت كارثة مروعة في مدينة حوش عيسي بأكملها لان المصنع يحده من الناحية اليمني مستودع لأنابيب الغاز ومن الناحية اليسري محطة تموين للسيارات ومن خلفه يمر خط كهرباء ضغط عالي يمد حوش عيسي بالكهرباء بالاضافة إلي خزان غاز كبير بالدور الأرضي بالمصنع. ظل المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة يتابع الموقف لحظة بلحظة واستدعي سيارات اطفاء تابعة للقوات المسلحة للمساعدة في اخماد الحريق وانتقلت القيادات التنفيذية والأمنية والصحية بالمحافظة وحوش عيسي إلي مكان الحريق وتم اقامة خمسة مواقع طبية أمام المصنع لاسعاف الحالات المصابة برئاسة الدكتور محمد نعمة الله وكيل وزارة الصحة والدكتور إيهاب عباس مدير مستشفي حوش عيسي اضافة إلي تحويل الحالات الخطرة إلي مستشفي حوش عيسي العام للعلاج والتي بلغت 26 حالة مصابة بجروح. استطاع افراد قوات الدفاع المدني بمساعدة أهالي المدينة والشباب انقاذ 30 عاملا من الموت المحقق حجزتهم النيران بالادوار العليا كما نجح الأهالي في تفرييغ خزان الغاز الذي يغذي المصنع والمقام علي مساحة فدان خلفه وقاموا بتفريغه بالأرض الزراعية قبل ان تصل اليه النيران لمنع كارثة هائلة بالمدينة. في الوقت الذي غطت فيه سحب الدخان السوداء سماء حوش عيسي بكثافة بسبب احتراق الزيت الموجود بالمواسير التي تغذي الماكينات. وقد ظل الحريق مستمرا حتي مثول الجريدة للطبع فيما حدثت تصدعات خطيرة بالمبني وانهيارات للجدران والاسقف الخاصة بالمبني الخلفي للمصنع حتي تحول إلي كوم رماد.. فيما واصلت سيارات المطافي بالبحيرة والغربية وسيارات القوات المسلحة ومطار جناكليس وسيارة مطافي يبلغ ارتفاع سلمها 53 مترا تتبع الدفاع المدني بالاسكندرية جهودها لاخماد الحريق.