من حق فكري صالح أن يطلق عليه "أبوالحراس".. بعدما فرض نفسه كواحد من أهم مدربي حراس المرمي علي مستوي مصر والعالم العربي. فكري صالح مدرب حراس المنتخب الأوليمبي تخرج علي يديه عدد من الحراس الأكفاء منهم عصام الحضري ومصطفي كمال.. والعديد من الأجيال.. ثم أحمد الشناوي وأبوجبل ومحمد بسام والبشبيشي ومحمود شكري. "المساء الرياضي" حرصت علي إجراء حوار مع فكري صالح ليكشف فيه مشواره مع الحراس قبل البطولة الأفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 وحتي الحصول علي بطاقة الصعود بعد إشادة كبيرة من كافة الأوساط الرياضية في العالم بمستوي حراسة المرمي في فريق أوليمبي الفرعنة. * سألناه كيف تري مستقبل حراس المرمي في مصر؟ ** أعتقد أن مركز حراسة المرمي أهم مركز ولكني أري أن المستقبل مبشر لوجود العديد من الحراس الذين يتمتعون بالموهبة الفطرية والذين يزيد عددهم علي 10 حراس تحت سن 21 سنة وقد سبق للمنتخب الأولمبي أن ضمهم في معسكراته السابقة وهو ما سيحدث في المعسكرات القادمة حتي شهر يوليو المقبل قبل تحديد أسماء ثلاثة حراس فقط للمشاركة في الأولمبياد. * كيف تعاملت مع الحراس أثناء البطولة؟ ** كانت لي قاعدة ثابتة وشعار واحد وهو "الكل في واحد" إضافة إلي تنمية روح المنافسة بين الحراس الثلاثة مع التأكيد دائماً علي أنه لا يوجد بينهم من هو مميز عن الآخر والتذكير علي طول الخط بأن المشاركة سوف تكون للأكثر جاهزية فقط ذلك بالإضافة إلي العدل في المعاملة وهو ما ظهر بوضوح عند تعمدي إعطاء علي لطفي القميص رقم 1 وإعطاء الشناوي القميص رقم 16 رغم أنه كان الحارس الأساسي للفريق في البطولة وهذا لأن علي لطفي هو الأقدم بالفريق وسبق له المشاركة في مونديال الشباب. * هل قابلت مشكلات تنافسية بين الحراس أثناء البطولة؟ ** هذا آخر أمر ممكن أن يحدث بين الحراس الذين أدربهم وذلك لأن الأساس في تعاملي معهم هو رفع مستوي العلاقة الأخوية فيما بينهم حتي يشعرون وكأنهم كيان واحد وليس ثلاثة وقد ظهر هذا جليا في نهاية مباراة الفريق أمام السنغال عندما نزل علي لطفي ومحمد بسام إلي أرض الملعب للاحتفال مع الشناوي وحمله فوق الأعناق. * كيف تري أزمة محمد أبوجبل؟ ** أعتقد أن السبب الرئيسي للمشادة التي وقعت بين أبوجبل وأحد زملائه قبل السفر ترجع إلي عدم الاتزان النفسي لدي الحارس بسبب مشكلات شخصية خارج الملعب أثرت عليه داخله إلا أن أبوجبل يعتبر من الحراس الواعدين في نفس الوقت ويمتلك فرصة آخري للعودة إلي التشكيل الأساسي في حالة استعادته للتركيز. * هل تذكر لنا أطرف المواقف التي تعرضت لها مع الحراس بالمغرب؟ ** في الحقيقة توجد الكثير من المواقف الطريفة التي جمعتني بالحراس الثلاثة في المغرب والتي كان في مقدمتها سؤال لاعبي جنوب أفريقيا علي رقم غرفة الشناوي للتصوير معه عقب المباراة التي جمعتنا معهم في البطولة والتي تألق خلالها الشناوي بصورة ملفتة وفي واقعة أخري كنت أحرص دائما علي اعطاء الحراس لباناً للمضغ قبل التدريب والمباريات لأن المضغ يخفض من إفراز مادة الإدرينالين في الجسم إلا أنه في أحد أيام التدريبات فوجئت بمجموعة من اللاعبين يتجمعون حولي للحصول علي اللبان مؤكدين أنهم علي استعداد لترك مراكزهم واللعب في مركز حراسة المرمي إذا كانوا سيحصلون مني علي اللبان. وفي واقعة أخري أكثر فكاهة عقب لقاء جنوب أفريقيا خرجت مع الحراس واللاعبين لتفقد الأسواق لتخفيف الضغط العصبي علي اللاعبين وإذا بأحد البائعين يضع أمامه كمية من الثعابين الحية لبيعها ليتجمع حوله اللاعبون ويبدأ الحراس بمداعبة أحمد مجدي بأحد الثعابين الكبيرة منزوعة السم وهو ما قابله مجدي برعب شديد جعله يقفز في الهواء من الخوف مما أثار الفكاهة بين الجميع. * في ختام حديثنا ما هو تقييمك للمرحلة الماضية؟ ** أعتقد بما لا يدعو مجالاً للشك أننا تمكنا من قطع نصف الطريق بعد صعودنا للأولمبياد والهدف القادم هو الوصول للمربع الذهبي خاصة أن الروح الموجودة داخل الجهاز الفني قد يمكننا من ذلك حيث يحرص هاني رمزي دائماً علي اشراك أفراد الجهاز معه في جميع القرارات وحتي تشكيلة المباريات حيث يطلب من معتمد جمال وطارق السعيد قبل كل مباراة وضع تشكيلة مقترحة قبل أن يضع هو الآخر تشكيلة ثم يجلس لنتنافس في التشكيلات الثلاثة قبل الاستقرار علي التشكيلة النهائية. وأعتقد من وجهة نظري الشخصية أن هاني رمزي هو الأقرب في أسلوب عمله من محمود الجوهري شيخ المدربين المصريين وهو ما ينعكس بالإيجاب علي الفريق ككل. وختم فكري صالح حديثه بالتأكيد علي الدور الهام والبارز الذي قام به أحمد مجاهد رئيس البعثة مع الفريق من تذليل للعقبات ومساندة معنوية للاعبين إضافة أيضاً إلي الدور الذي قام به هاني أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة والذي حرص علي زيارة البعثة أكثر من مرة للشد من أزر اللاعبين ورفع روحهم المعنوية.