تعيش مصر خلال هذه الآونة مرحلة انتقالية فارقة تشهد تغيرات عديدة علي مستوي الساحة السياسية وتفرض مستجدات كثيرة يستلزم إدراكها من أجل تحقيق الديمقراطية التي يطالب بها الشعب المصري والتي يبدأ طورها الاول بالانتخابات البرلمانية. ولكي نصل للديمقراطية التي نأملها جميعا ينبغي أن نكون علي دراية ووعي بأهم المتطلبات والمتغيرات التي تفرضها المرحلة الراهنة. فالوعي مفتاح تقدم الأمة ومسئولية تحقيقه تقع علي عاتق الدولة والمواطنين. ولأن الشباب هم أمل الحاضر وصانعي التغيير ولايتوقف دورهم عند التعلم فحسب بل يمتد إلي قيامهم بتعليم وتوعية كافة المواطنين بما يتعلمونه فينبغي التركيز عليهم بشكل أكبر للقيام بهذا الدور. من هذا المنطلق وفي ظل ما تشهده مصر من انتخابات برلمانية خلال الفترة الراهنة. نظم المجلس القومي للشباب بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان دورة تدريبية تحت عنوان "دعم المشاركة السياسية لدي الشباب" الاسبوع الماضي بمركز التعليم المدني بالقاهرة في إطار سلسلة من الدورات السياسية ينظمها المجلس بهدف توعية الشباب بأهم التغيرات السياسية. وتشجيعهم علي المشاركة الايجابية في الانتخابات البرلمانية. وتعريفهم بالنظم الانتخابية المختلفة. والمبادئ التي يتم علي أساسها اختيار افضل المرشحين. تضمن برنامج الدورة- التي شارك فيها 30 شاباً وفتاة مجموعة من المحاضرات تناولت الحديث عن أهمية المشاركة السياسية للشباب. والانتخابات المستقبلية في الحياة السياسية. وثقافة الحوار وقبول الآخر. وإدارة التغيير. كما تم تنظيم عدد من ورش العمل ناقشت فكرة ارساء مبدأ المواطنة والانتماء. وإدارة الحملات الانتخابية. وتقييم برامج المرشحين. ودور الشباب الايجابي خلال المرحلة المقبلة. تعرف الشباب خلال الدورة علي حقوقهم السياسية من حيث الحق في التصويت والترشح للانتخابات. وحق ابداء الرأي في الاستفتاءات العامة. وأهمية المشاركة الايجابية في الانتخابات البرلمانية. كما أدركوا الفرق بين نظام القائمة النسبية والنظام الفردي المتبع في الانتخابات البرلمانية. وكذا مفهوم الحوار وأساليبه المختلفة وأهميته في الوقت الراهن. أوضح هاني عبدالملاك ممثلا عن مؤسسة فريدريش ناومان الالمانية ان المؤسسة تقدم العديد من الانشطة في مصر بالتعاون مع المجلس القومي للشباب في مجال التعليم المدني والتثقيف السياسي بهدف رفع درجة وعي الشباب المصري بالقضايا السياسية المختلفة. مشيرا إلي ان المؤسسة بدأت تنفيذ هذا المشروع بمصر منذ 11 عاماً تم خلالها تنفيذ 132 دورة تدريبية بواقع 12 دورة كل عام. أشار إلي أن المؤسسة تسعي عن طريق تلك الدورات إلي توعية المواطن بمعني السياسة وتشجيعه علي المشاركة الايجابية في العملية السياسية. مبينا أن التركيز علي فئة الشباب يتم بهدف تدعيم دورهم في نشر ثقافة المشاركة وطرح الافكار والموضوعات التي تم مناقشتها في الدورات بين مختلف المواطنين. "دورة مهمة" أكد د. مازن حسن الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة في أولي المحاضرات علي ضرورة تعريف الشباب بأهمية المشاركة في الحياة السياسية وإدراك العوامل المؤثرة علي مشاركة المواطنين في العملية الانتخابية. مشيرا إلي أن صوت المواطن يعد دافعا قويا للتصويت في الانتخابات طالما انه يؤدي إلي تمثيل حقيقي لإرادة المواطنين في اختيار من يمثلهم. موضحا ان الانتخابات هي التي تصنع المستقبل في معظم دول العالم. أشار د. محمد سالمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- مدرب بالدورة- إلي أهمية تنظيم تلك الدورات بهدف توعية الشباب سياسياً في ظل ما تشهده مصر من انتخابات برلمانية ورئاسية ووضع دستور جديد لها. وأضاف ان منهجية دورات دعم المشاركة السياسية وترتيب موضوعاتها تسمح للشباب بالاستفادة بأكبر قدر ممكن من المعلومات بالاضافة إلي تطبيق ما تعلموه داخل ورش العمل التي يتم تنظيمها بالدورة في توعية المواطنين. أكدت د. حنان يوسف أستاذ الاعلام السياسي بجامعة عين شمس علي أهمية الحوار الوطني في الوقت الراهن في ظل ما تشهده البلاد من تطورات وتغيرات تقتضي النقاش حولها بصورة واعية. مشيرة إلي ان مصر تعيش الآن مرحلة أفضل مما سبقت بالرغم من الظروف التي تمر بها. وشددت أستاذة الاعلام علي أهمية تنظيم الوقت بشكل مناسب للوصول إلي حوار بناء متكامل يغطي كافة جوانب الموضوعات المثارة في النقاش. مؤكدة علي ضرورة عدم الخلط بين الرأي والمعلومة في وسائل الاعلام. "أهداف مطلوبة" أجمع الشباب المشارك علي أهمية الدورة التي تعرفوا خلالها علي المفاهيم السياسية المختلفة. وعمقت لديهم مفهوم المواطنة بشكل ينعكس بصورة ايجابية علي انتمائهم لمصر. وأثنوا علي تنظيم ورش العمل والمحاضرات التي دارت حول الانتخابات المستقبلية في الحياة السياسية. ودراسة وتقييم البرامج الانتخابية للمرشحين. والمشاركة السياسية للشباب. وأكدوا ان مضمون الدورة الذي ركز علي توضيح مدي أهمية المشاركة السياسية الايجابية للشباب يتناسب بشكل كبير مع الاحداث الجارية التي تتطلب توعية الشباب سياسيا في المقام الاول. معربين عن أملهم في التوسع في تنظيم مثل هذه الدورات خلال الفترة المقبلة حتي يستفيد منها أكبر عدد من شباب مصر. اعتبر الشباب الدورة بداية الانطلاق لهم في مجال نشر التوعية السياسية لنشء وشباب مصر بمختلف المحافظات في سبيل توعية الشباب بكافة القضايا والامور السياسية المختلفة لتعريفهم علي كافة حقوقهم وواجباتهم. وشددوا علي أهمية اعلاء قيمة الحوار في جميع المناقشات السائدة بين القوي السياسية المختلفة واعمال العقل في كافة الاحداث التي تشهدها مصر للعبور بها إلي بر الامان. موضحين ان ذلك يعتمد بالاساس علي احترام كافة الآراء وعدم استبعاد الآخر كصفات اساسية للمجتمع المدني. أوضح خالد حسن السيد "مهندس كيميائي" انه استفاد كثيرا من مشاركته بالدورة حيث استطاع اكتساب العديد من المعلومات الهامة المتعلقة بالعملية الانتخابية ومدي أهمية المشاركة فيها. بالاضافة إلي معرفة وجهات نظر الشباب المختلفة حول الاوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد. أثني خالد علي مضمون الدورة الذي يراه مناسبا لمتطلبات المرحلة الراهنة التي تقتضي توعية الشباب بالعملية الانتخابية. مشيدا بالمحاضرات وورش العمل التي تضمنتها الدورة وركزت علي توضيح عملية إدارة التغيير والحملات الانتخابية وكيفية اختيار المرشحين. ويري ان عدد الشباب المشارك بالدورة مناسب تماما ويسهل كثيرا علي عملية استيعاب مضمون الدورة. ويثري المناقشات بها بشكل يساعد علي تقريب وجهات النظر المختلفة بين الشباب. أشار أحمد عبدالرسول خريج كلية سياحة وفنادق الاسكندرية إلي انه تعرف علي الاسس والمقاييس التي علي أساسها يتم اختيار حزب سياسي معين للانضمام إليه. وطرح أحمد فكرة تنظيم دورات تهدف لتحقيق تبادل الآراء الشبابية علي المستوي الداخلي لمصر في صورة تساعد علي تقريب وجهات نظر الشباب في مختلف قضايا بلادهم. ويبين أحمد السيد الرودي- حاصل علي بكالوريوس إدارة أعمال- انه استطاع ان يتعرف علي أهمية التغيير وكيفية التحول الديمقراطي من خلال محاضرات الدورة. مشيرا إلي انه سيسعي بكل قوة إلي نشر ما تعلمه بين اقاربه واصدقائه في محاولة لتوسيع نطاق الاستفادة من الدورة ونشر الوعي بين المواطنين. وأعرب عن أمله المشاركة في مختلف الدورات التي ينظمها المجلس القومي للشباب الفترة المقبلة. متمنيا تنظيم دورات في التنمية البشرية لمساعدة الشباب علي تنمية قدراتهم وتثقيف ذاتهم بشكل كبير. فيما اتفقت كل من دعاء محمد ومنال محمود- من محافظتي كفر الشيخ وأسوان- علي أهمية تلك الدورة في مجال التثقيف السياسي ودعم المشاركة السياسية. وكذا أساليب اختيار المرشحين. فيما ذكرت هاجر رفعت ان تلك الدورة فتحت لها آفاقا جديدة في مجال التوعية السياسية. وعمقت لديها ثقافة الحوار التي تقوم علي تقبل كافة الآراء ووجهات النظر المختلفة.