منذ الثمانينات من القرن الماضي عندما بدأ شبح "الايدز" يطل برأسه. ويصيب كثيرين. ومنهم مشاهير. اتجهت بعض الأفلام إلي هذا المرض ليس فقط بهدف الترفيه وانما أيضاً كأداة مهمة للتعليم والإرشاد وايصال رسائل. مجلة نيويورك تايمز أول من أزاحت النقاب عن المرض في صيف 1981. ومرت سنوات قليلة قبل ان يتحول المرض إلي موضوع لأفلام درامية. التليفزيون وأفلام السينما المستقلة كانت أسرع في تناول هذه الأزمة ذلك لان الموضوع يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لهم ولمشاهديهم. العديد من المخرجين الذين لا يعملون في هوليود ممن تناولوا الموضوع ماتوا بمرض الايدز بعد فترة قليلة من الانتهاء من أفلامهم. مات المؤلف فيتو روسو قبل ان يصدر كتابه بعنوان "خزانة السبليويد" الذي تحول إلي فيلم بنفس الأسم "the celluloid closet). أيضاً من الأوائل الذين رحلوا مبكراً بمرض الايدز ثلاثة من الأسماء البارزة في طاقم فيلم "أولاد الفرقة" the boysin the band وكانوا من الشواذ وهم كنيث نلسون وليونارد فراي وفردريك كومبس. وعندما مات النجم الهولندي الوسيم روك هدسون عام 1985. ظلت استوديوهات هوليود دون استجابة سريعة ولم تندفع لتناول المرض حتي تتبين امكانيات القيام بعمل هكذا يتناول الشذوذ إلي أن تم إنتاج فيلم "فيلادلفيا" عام 1993. وحقق نجاحاً تجارياً كبيراً وحصل بطلاه علي جائزة الأوسكار وهما توم هانكس وبروس برنجستين وظل الفيلم يعرض في دور العرض في المجمعات التجارية فترة طويلة ورغم ذلك خشي المخرجون من اظهار الممثل توم هانكس وانطونيو باندراس الا وهما يرقصان معاً. فلم يكن من الممكن ان تخرج هوليود عن تحفظها وتعبر عن العلاقة المثلية بأكثر من هذه الاشارة. الممثل برسنان مات بالايدز مباشرة بعد عرض فيلمه "أصدقاء" "Buddies) والفيلم نفسه اختفي بسرعة. وظهر فيلم آخر كان حظه أكبر جماهيرياً وهو فيلم "الجليد المبكر" "Easly frosh) الذي عالج قصصا مؤثرة جداً حول الايدز حققت نجاحاً كبيراً لابطاله وحصل مؤلفه علي جائزة إيمي. وبعد ذلك شهدت هذه النوعية من الأفلام رواجاً وأصبح هناك تيار منها. لعبت الأفلام المستقلة دوراً مهماً في مجال أفلام انتاج تتناول مرض الأيدز ومنها ما أصبح من الكلاسيكيات وهو فيلم "نظرات الفراق" "1986" الذي كتبه وأخرجه بيل شيروود وهو من الأعمال ذات الميزانية المنخفضة الذي مازال ينظر إليه كأحد أكثر الأفلام الترفيهية وكأحسن فيلم تم إنتاجه عن هذا الموضوع ذلك لانه يتسم بالحيوية والفطنة والخفة في رسمه للعلاقة بين اثنين من الشواذ في مدينة نيويورك يواجهان ضغوطاً وآلاماً نفسية ولم يتمكن المخرج الذي تعاقد بعد نجاح الفيلم مع استوديوهات "ديزني" ان ينتهي من عمل آخر فقد مات بالمرض نفسه عام 1990 وكذلك زميله ستيف بوسكين الذي لعب في الفيلم دوراً مؤثراً جداً. تداعيات المرض. والأزمة الاجتماعية التي بدأ يحدثها أجبرت المشاهير علي الظهور وأصبح من الممكن معرفة من يمارسون العلاقات المثلية. واسهمت الأفلام التليفزيونية في الكشف عن الأزمات التي تعرض لها ممثلون علي شاكلة روك هدسون. وكريج لوجاتيس. ومنها أعمال حققت نجاحاً مثل "قصة رايان وايت" 1989 بطولة لوكاس هاس وهو ممثل عمره 13 سنة أصيب بالمرض بسبب نقل الدم داخل المستشفي الذي يعالج به. وقدمت بريطانيا أعمالاً تتناول محنة الإيدز مثل فيلم "تواصل حميم" للمخرج واريس حسين وهو عمل طموح يمتد لثلاث ساعات تم إنتاجه عام 1987 ويتناول أيضاً حكاية صبي في الثالثة عشرة من عمره مصاب بسيولة الدم ويصاب بمرض الايدز أثناء علاجه. في نفس السنة انتجت بريطانيا فيلماً آخر كتبه وليام نيكلسون بعنوان "حلو كما أنت" وهو فيلم تليفزيوني بطولة ميراندا ريتشارد سون ووليام نيسون اللذين لعبا دور زوجين يصابان بصدمة كبيرة عندما يعلمان ان الزوج اصيب بالمرض. أول أفلام الايدز التي حصلت علي الأوسكار فيلم بعنوان "خيوط مشتركة.. حكايات من الكلت" الذي نسجت حكاياته حول اناس تم تقديمهم من خلال مؤسسة "ايدز موموريال كويلت". حصل الفيلم علي جائزة أحسن فيلم تسجيلي عام 1989 الذي قام بإخراجه روبرت الشتين الذي سبق له الحصول علي جائزة الأوسكار عن فيلم "زمان هاردي ميلك" "1984". ومن أفلام الايدز التي حصلت علي الأوسكار أيضاً فيلم "رفيق العمر long rime compan "1990" الذي يتناول حكاية شاب مصاب بالايدز ظل يراقب حبيبه الذي يضيع عقلياً وبدنياً إليان يواجه الموت. لعبت بعض هذه الأفلام دوراً في تسليط الضوء علي عدم مبالاة الجهات الحكومية بهذه المحنة. الأمر الذي يضفي عليها أهمية فضلاً عن قدرتها علي اثارة الحماس في مواجهة المرض والفيلم "رفيق العمر" أخرجه نورمان رينيه الذي مات بمرض الايدز عام ..1996 ومن أكثر الأفلام تأثيراً. أعمال تسجيلية حول الايدز ومنها فيلم "ايجابي لاقصي حد" للمخرج بيتي ادير "1991" الذي يعتمد علي لقاءات عديدة مع اناس مصابين بالمرض. والملاحظ ان الإنتاج التليفزيوني لعب دوراً حيوياً في صناعة أفلام الايدز. ومنها الفيلم البريطاني "أولادنا" بطولة جولي اندروز وهيوجرافت. الآن صارت هذه النوعية من الأفلام تشكل تياراً. نظراً لأهمية المرض وتأثيره.. ويشارك في انتاجها الاستوديوهات الكبري في هوليود ومحطات التليفزيون وقنوات الكابل الخاصة في أمريكا. وفي مصر أخرج أحمد فؤاد فيلم "الحب في طابا" ثم "اسماء" الذي يقدم أفضل معادلة ممكنة للعمل الترفيهي والتعليمي من منظور انساني ومن خلال اطار فني محترم. اخرجه عمرو سلامة.. وبطولة هند صبري وماجد كدواني.