تواصلت الاشتباكات والأحداث الدامية بين معتصمي مجلس الوزراء وبين افراد زعم المتظاهرون انهم من قوات من الجيش عقب اقتحامها لاعتصام مجلس الوزراء ومحاولة فضه بالقوة عن طريق حرق الخيام وإلقاء الحجارة والجرانيت بحجم 50 في 50 من اعلي المبني التابع لمجلس الشعب مما ادي الي اصابة العشرات من المعتصمين بجراح في الرأس وحالات ارتجاج في المخ وكسور في الجمجمة كما اكد الاطباء بالمستشفيات الميدانية. بدأت الأحداث المؤسفة منذ ليلة امس الاول كما اكد سامح جمال صلاح - احد المعتصمين وشهود العيان - عندما كان عدد من المعتصمين يلعبون كرة قدم في مقر الاعتصام لكن الكرة دخلت الي مجلس الشعب واضطر زميلهم عبود اشرف الذي ينتمي الي رابطة التراس اهلاوي الي تخطي سور مجلس الشعب لاحضار الكرة ولكنه تم القاء القبض عليه بواسطة قوات الجيش وانهالوا عليه بالضرب حتي افقدوه وعيه ولم تفلح محاولات بعض المفاوضين مع الجيش وكانت من بينهم الناشطة نوارة نجم في اقناع قوات الجيش باطلاق سراح عبود الا بعد اكثر من ساعة ولايزال عبود اشرف يرقد في غرفة العناية المركزة بمستشفي قصر العيني كما أكد ابراهيم فضلون عضو بحركة كفاية ومن شهود العيان علي الحادثة وهو ما اشعل فتيل الازمة حيث انتاب المعتصمون نوبات غضب كبيرة ادت الي تراشقهم بالحجارة مع قوات الامن حتي الصباح واذا بقوات الجيش تحاول فض الاعتصام بالقوة وتقوم بالقاء الحجارة علي المعتصمين واحراق خيامهم وطردهم من مقر الاعتصام واقاموا حاجزاً بشرياً من القوات المسلحة والسلك الشائك في الشارع المجاور لشارع مجلس الوزراء لمنع اختراقه من قبل بعض المعتصمين الثائرين والذين حاولوا التعرض الي جنود الجيش ولكن بعض الرجال المعتدلين منعوهم . علي الفور احتشد عدد كبير من المعتصمين امام شارع مجلس الوزراء وقاموا برشق قوات الجيش و كذلك موظفو مجلس الوزراء وبادلوا المتظاهرين برشق الحجارة الثقيلة من اعلي المبني ووقف الموظفون في منتصف الشارع ورشقوا المتظاهرين مما ادي الي زيادة عدد الاصابات بالعشرات بينهم 38 حالة خطيرة تم نقلها الي مستشفي قصر العيني والمنيرة . استمرت الاشتباكات والرشق بالحجارة لاكثر من 8 ساعات وقام المتظاهرون بعمل دروع حديدية بواسطة بعض الابواب المصنوعة من الصاج والتي خلعوها من الشارع وقاموا باشعال النيران بواسطة احراق اطارات السيارات المستعملة والملقاة في الشارع واشتدت حمية المعركة وقام المتظاهرون بإشعال زجاجات المولوتوف في مبني مجلس الشعب لدرجة اصابة الطوابق الستة الاولي بحالة دمار شامل واحراق المكيفات وفي المقابل واصلت قوات الامن التعرض للمتظاهرين بخراطيم المياه وسط تهليل من المتظاهرين عقب احراق زجاجات الملوتوف جهاز تكييف من المبني ووصولها الي مكان مرتفع ويهتف المتظاهرون "قول ماتخافشي المجلس لازم يمشي". ومع استمرار التراشق أجهدت قوات الامن والموظفين وطالبوا بوقف التراشق بعلامات بالايدي من فوق المبني ولكن المتظاهرين رفضوا واستمروا في التراشق بالحجارة والمولوتوف والنبل وبادلتهم قوات الامن بطلقات صوت لتفريقهم ولكن المتطاهرون حاولوا اقتحام الشارع بدروعهم المصنوعة من الصاج ولكن الناحية الاخري بادلتهم بحجارة من النوع الثقيل وبعيدة المدي وخراطيم المياة والواح الزجاج مما ادي الي رجوعهم مرة اخري . ومع تطور الاحداث واستمرار حالة التراشق بالطوب والحجارة لجأ المتظاهرون الي الالعاب النارية وقاموا بتوجيهها الي افراد الجيش اعلي المبني وكذلك استعملوا الليزر لكشف اماكنهم في الوقت الذي استخدمت فيه قوات الامن التي تلقي بالحجارة من اعلي المبني زجاجات المولوتوف علي الاشجار القريبة من الشارع واستخدمت طلقات الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين ولكن دون جدوي بل زادوا اصراراً واصيب اكثر من متظاهر وسالت دماؤه في الشارع وكذلك انتابت حالة من الانهيار احد المتظاهرين عندما رأي الرصاص الحي يخترق رأس صديقه وتمر من الناحية الاخري في الوقت الذي نظم فيه المتظاهرون انفسهم حيث كان عدد من المتظاهرات يجمعن الطوب والحجارة من الارض واعطائها للشباب المتظاهر لالقائها علي قوات الجيش ومجموعة اخري تقوم بجمع زجاجات المياه الغازية الفارغة لتجهيز الموتولوف في الوقت الذي استخدم شباب الالتراس الشماريخ في وجه القوات المضادة وتحول شارع قصر العيني الي ساحة قتال لا تهدأ ويتساقط المصابون واحداً تلو الاخر ويتم نقلهم بواسطة الموتوسيكلات او زملائهم المتظاهرين الي المستشفيات الميدانية التي اقيمت داخل مسجد عمر مكرم او في الكنيسة الانجيلية بقصر العيني . وبالقرب من محطة بنزين مصر بجوار مسرح السلام ثارت احدي السيدات التي تسكن بالقرب من محطة البنزين في وجه احد المتظاهرين عقب سماعها من احدي المارين بالشارع ان فتاة حرضت المتظاهر علي احراق محطة البنزين وتجمع العشرات من ساكني المنطقة والمارين في الشارع والقوا القبض علي هذا المتظاهر وطردوه خارج الشارع وهدأوا من روع تلك السيدة وعلي الفور قام عدد كبير من الشباب الذي يسكن في الشوارع الجانبية لشارع قصر العيني بعمل لجان شعبية في بداية شوارع منازلهم لعدم تسلل البلطجية وتخريبها. احتشد المئات من المتظاهرين بالقرب من موقع الاشتباكات وهتفوا "علي وعلي وعلي الصوت.. يانحررها يإما نموت" و"يا نموت زيهم يا نجيب حقهم". واكدت د . ايفا بطرس- الطبيبة المسئولة بالمستشفي الميداني بالكنيسة الانجيلية.. ان عدد الاصابات تعدي 141 حالة منها ثلاث حالات اصابة برصاص حي و24 حالة خطرة تم نقلها الي مستشفي قصر العيني وبقية الاصابات عبارة عن جروح بالرأس والوجه نتيجة سقوط الحجارة علي المتظاهرين وبعض الكسور.