في مشهد تجلت فيه مظاهر الوحدة الوطنية وتماسك المسلمين والأقباط من أهالي قرية شارونة بمركز مغاغة نجحت لجان المصالحة العرفية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتي الخوالد والهواوشة وعقد صلح نهائي بين أبناء القرية والتأكيد علي نبذ العنف ووحدة أبناء القرية ضد أية محاولات للفتنة والتفرقة. حضر المؤتمر اللواء سراج الدين الروبي محافظ المنيا واللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا وأحمد حشمت السكرتير العام للمحافظة والقيادات الأمنية والدينية وأهالي القرية. أكد المحافظ أنه لا يوجد في مصر مواطن من الدرجة الأولي والثانية وان الجميع يعيش تحت راية الوطن سواسية وان الدين لله والوطن للجميع مشيراً إلي ان التسامح والتماسك الاجتماعي هو جوهر الرسالات السماوية وهو واقع نعيشه وماض وموروث ومستقبل لمواجهة التحديات ومحاولات البعض من النيل من هذا التماسك. طالب المحافظ الجميع بالتماسك والوقوف صفاً واحداً لنبذ العنف والتطرف وحماية الأبرياء بأكبر قدر من الرعاية والأمان مشيراً إلي أن التفكير في العنف هو تفكير يخرج من أناس يتسمون بالأنانبية وكره الخير والمجتمع. قال اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا إنه يتمني ان يكون الصلح بداية لانطلاق السلام بين أهالي القرية استمرار الود بينهم مؤكداً أهمية إحكام العقل في كافة المشكلات التي تحدث ومحاولة حلها بالطرق السلمية والقانونية منعاً لإراقة الدماء. قال الشيخ محمد المغربي أحد أعضاء لجنة الصلح إن الإسلام له قدر عظيم وقيمة كبيرة في الأديان السماوية وان الخلافات بين البشر أمر طبيعي ولكن المؤمن الحق سواء كان مسلماً أو مسيحياً هو الذي يحب الخير ويبني جسوراً من العلاقات الطيبة بينه وبين الآخرين. وقال القس دوميان ممثل مطرانية مغاغة انه علينا توجيه أبنائنا الشباب حتي لا يندفعوا وراء محاولات الفتنة التي يثيرها البعض ويسير وراءها الجهلاء وأضاف ان علينا جميعاً ان نجنب أنفسنا أية خلافات ونضع مصلحة وطننا مصر دائماً نصب أعيننا. بدأت مراسم الصلح بدخول أحد أبناء عائلة الخوالد حاملاً كفنه وتم تقديمه لعائلة الهواوشة وتعهد الجميع بعدم نقض الصلح والعودة للخلافات مرة أخري وتم وضع شرط جزائي علي الطرفين في حالة نقض الصلح. وفي نهاية المؤتمر تعهد الجميع بالوقوف صفاً واحداً ضد أية محاولات لإثارة الفتنة وتشكيل لجنة للفض في النزاعات التي تنشب في القرية وعبر المحافظ عن سعادته بتفاعل القيادات الدينية والأجهزة الأمنية والأهالي لتوقيع هذا الصلح موجهاً شكره لأبناء القرية لوقوفهم صفاً واحداً. كانت قرية شارونة قد شهدت خلافات بين عائلتي الخوالد والهواوشة منذ عامين تجددت العام الماضي وأسفرت عن مصرع وإصابة 12 شخصاً من الطرفين.