لطالما بقي نهر النيل أصل الخير والنماء في مصر القديمة والحديثة. فقديما قدسه الفراعنة وجعلوا له عيد وفاء وعروساً وجعلوا له آلهة ارتبطت به كان أشهرها الإله "حابي" وقال عنه المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت إنه أهدي مصر للمصريين. فكانت إحدي هباته. ومن هناء جاءت عبار "مصر هبة النيل". النيل الذي هو شريان الحياة لمصر أطلق عليه في اللغة المصرية القديمة اسم "ايتوروعا" واشتق اسمه الحالي من اللفظ اليوناني "نيلوس" والذي يظل رغم ما تحويه مصر من آثار في مقدمة المزارات التي يحرص أي زائر لمصر علي زيارته أيا كان تلك الزيارة. نهر النيل يمكنك من الاستمتاع والحصول علي العديد من المزايا من خلال رحلتك النيلية داخل فندق عائم أو التنزه بمركب شراعية أو فلوكة أو حتي مشاهدته من أعلي الشرفات المطلة عليه في وقت الغروب. كل هذه المزايا وأكثر جعلت من الخبراء السياحيين ينادون بعودة الرحلات النيلية الطويلة بين القاهرة والاقصر وأسوان املاً في ازدهار سياحة الرحلات النيلية الطويلة. الخبير السياحي ثروت عجمي أبو الفضل مدير غرفة شركات السياحة بالاقصر يقول إن متعة القيام برحلة نيلية ومشاهدة جمال الطبيعي علي طول النهر أمل يراود الكثير من السياح ويداعب خيالهم حيث يجد السائح الراحة والاسترخاء وينعم بالهدوء والمناظر الطبيعية طوال الرحلة فتمضية عدة ليال في إحدي البواخر التي تجوب المسافة بين القاهرة والاقصر وأسوان في الجنوب في رحلة تشاهد فيها آثار الفراعنة الخالدة. والمناظر الطبيعية الخلابة . عجمي يشير إلي انه في الاعوام الماضية بدأت عمليات التوسع في إنشاء وبناء الفنادق العائمة وإزداد الاقبال علي الرحلات النيلية لمشاهدة جمال النيل والاستمتاع بروعته. ثم توقف تسيير الرحلات النيلية الطويلة فجأة بعد عدة إحداث والاسباب امنية حفاظاً علي السياح مما أدي إلي الحاق خسائر فادحة للشركات والفنادق العائمة. والآن وبعد قرار عودة الرحلات النيلية الطويلة وانطلاق أول رحلة استكشافية لمجري النيل بعد توقف دام حوالي 17 عاماً سوف يفتح بابا جديداً من أبواب تنوع المنتج السياحي مما يساهم في تحقيق نهضة في القطاع السياحي وفتح آفاق تنموية جديدة وتوفير فرص عمل مع عمل برامج جذب سياحي ولكن يجب أن تتوافر عدة شروط مسبقة قبل اطلاق وإعادة الرحلات النيلية منها التخطيط المسبق والدعاية الجيدة والمنظمة ووضع خطة تسويق ودعاية ترويجية لهذا النوع من السياحة واختيار الوقت المناسب لإطلاق هذه الرحلات مع الوضع في الاعتبار مراعاة المحاذير والمخاطر التي قد تنجم عن هذه الرحلات. الخبير السياحي ومدير إحدي الشركات السياحية كمال كردي يشير إلي أن الاعداد لبرنامج سياحي داخل مصر قد يستغرق وقتاً طويلاً من السائح. إلا أن الرحلات النيلية تعد من الفقرات الاساسية في برنامج الزيارة. حيث الاستمتاع بمياه النهر. في النهار والليل وسط أجواء ساحرة تجمع بين صخب المدينة علي الشاطئ وروعة المشهد داخل البواخر النيلية التي تتحرك في هدوء يتيح للسائح الاستمتاع باللحظات التي تشعره بمغادرة حاجز زمن الصخب والعودة إلي عالم السكينة. وكيل وزارة السياحة الاسبق والخبير السياحي الدكتور عبدالحميد يحيي يؤكد أن استئناف مثل هذه الرحلات الطويلة سوف ينعش السياحة النيلية مرة أخري ويساهم في القضاء علي الأزمة التي يمر بها اصحاب المراكب العائمة المتوقفة وسيعيد العمال الذين تم تسريحهم بعد عودة عمل ونشاط الفنادق العائمة مرة أخري وذلك بعد دنو مستويات الاشغال الفندقي بنسبة كبيرة جداً الامر الذي يستدعي ضرورة التفكير في كيفية العثور علي طوق نجاة للخروج من الأزمة والعودة الي الاستثمار في نشاط الفنادق العائمة لتحقيق نسب اشغال ومعدلات مرتفعة مما يعود بارباح وفيرة علي القطاع باكملة لتفادي دخول مرحلة الكساد السياحي. يحيي أشار إلي أن استئناف الرحلات النيلية الطويلة بين القاهرة والاقصر وأسوان تمثل منتجاً إضافياً كان قد توقف منذ عام 1994 مما يعود بالنفع علي جميع محافظات الصعيد إذا تضمن برنامج الرحلة زيارة المناطق الاثرية بمحافظات الصعيد التي تمر بها الرحلة ولاشك أن هذا سيساهم في تنشيط السياحة الثقافية في محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا لما يوجد من آثار داخل هذه المحافظات تستحق الزيارة. الخبير السياحي سيد الغزالي مدير إحدي الشركات السياحية يقول أن هذه الرحلات النيلية الطويلة يقوم بتنظيمها والاعداد لها مجموعة من الشركات المتخصصة في هذا النمط من الانماط السياحية وخلال الرحلة يستطيع السائح أن يقوم بزيارة الآثار في مختلف المحافظات مما يجعلها سياحة ثقافية ترفيهية بشرط الاعداد الجيد والمسبق لها وتمهيد المجري النهري ومراعاة الاسعار والضوابط اللازمة لاتمام الرحلة. وسوف تتفاوت مستويات وأسعار تجربة الاستمتاع برحلة نيلية طويلة وتختلف من شركات لاخري طبقاً للخدمات والامتيازات التي تقدمها كل شركة وفندق عائم لنزلائها مع ضرورة وجود عامل المنافسة لتعدد المزايا أمام السائح الذي سوف يختار ما يناسبه للقيام بتجربة يستمتع خلالها بما يقدم له من برامج سياحية وانماط متنوعة من متعة الاسترخاء عن المزيد من اثرية وبرامج فنية غربية وشرقية ترضي جميع اذواق السائحين الباحثين عن المزيد من المتعة علي ضفاف نهر النيل العظيم. تتوافر لهم فرصة الاستمتاع لفترة أكبر وأطول ولعدة أيام تقدمها شركات السياحة في مصر من خلال سفن سياحية جميلة مكتملة التجهيزات تنافس في فخامتها أشهر الفنادق. إلا أنه كلما كبر حجم السفينة السياحية. زادت الخدمة فيها وتحسنت نوعيتها. لذا فمن الافضل لمن يقومون برحلات نيلية طويلة البحث عن السفن الكبير التي يتجاوز فيها عدد الغرف الخمسين. حيث تتوفر علي متنها الحمامات النظيفة والقنوات التليفزيونية. والغرف النظيفة ومطاعم ومأكولات شرقية وغربية.