سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سوزان مبارك.. في منتدي المرأة والأمن والسلام بأفريقيا: المرأة الأفريقية صانعة السلام والأمن.. وتعمل بلا هوادة لمواجهة التحديات ساهمت في إجراء المصالحة بالبلاد التي اجتاحتها الصراعات لابد من تضافر القوي لبدء عهد جديد.. يعكس القوة الحقيقية لقارتنا
شهدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية رئيس ومؤسس حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام. الجلسة الافتتاحية والجلسة العامة الأولي لمنتدي الحوار حول السياسة الأفريقية الخاصة بالمرأة والأمن والسلام الذي تستضيفه القاهرة علي مدي ثلاثة أيام وتنظمه الحركة بالتعاون مع مركز القاهرة الاقليمي للتدريب علي تسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا "CCCPA" وصندوق الأممالمتحدة الانمائي للمرأة "UNIFEM" وبرنامج الأممالمتحدة الانمائي "UNDP" في الفترة من 23 نوفمبر حتي 25 نوفمبر الجاري. يأتي المنتدي في اطار الاحتفال بمرور عشر سنوات علي صدور قرار مجلس الأمن رقم 1325 وإعلان الاتحاد الأفريقي هذه السنة "كسنة للسلام" وبدء عقد المرأة واليوم العالمي للقضاء علي العنف ضد المرأة والذي يتزامن مع 25 نوفمبر من كل عام. وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدي أكدت السيدة سوزان مبارك أن النساء ساهمن في البلاد التي اجتاحتها الصراعات ونجحن في تحطيم الحواجز واجراء المصالحة وتحقيق التفاهم وتهيئة فرص الحوار والتعاون. شددت قرينة الرئيس علي أهمية الدور الحيوي لمشاركة النساء في اعادة بناء البنية الأساسية واعادة العلاقات المقطوعة وتطوير آليات جديدة وأقوي لمنع الصراعات. قالت قرينة الرئيس إننا لا نجتمع اليوم ليس فقط للاحتفال بالذكري العاشرة لصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 والخاص بالمرأة والسلام والأمن الإنساني ولكن لبحث ما يتعين عمله وكيفية تحريك قضية المرأة الأفريقية التي تعاني من الصراع والعنف مشيرة الي أن المنتدي يسعي لتقييم الموقف علي المستوي الاقليمي ودراسة أفضل سبل التحرك المشترك قدما سواء ممثلين عن الحكومات والمنظمات الدولية أو المنظمات غير الحكومية لتنفيذ بنود هذا القرار وغيره من القرارات المعنية. طرحت قرينة الرئيس عدداً من التساؤلات في هذا السياق أولها كيف نجحت المرأة في قيادة عمليات السلم رغم تعرضها لأبشع أنواع الانتهاكات؟ وكيف يمكن للنساء نقل القيم والأخلاقيات الايجابية الي أطفالهن ولاجيال المستقبل رغم الحرمان من حقوق الانسان والكرامة؟ وكيف يقدن التغير الايجابي وهن يعانين الجوع ونقص التعليم؟ قالت إن الاجابة علي التساؤل عن تكيف المرأة مع تحديات الصراع يعكس أن المرأة تمتلك قدرة هائلة علي البقاء والتكيف أثناء أوقات الصراع العصيبة واعادة الاعمار بعد الصراع أنها لا تفكر فقط في نفسها كضحية بقدر ما تبحث عن سبل ووسائل للبقاء وحماية هؤلاء المحيطين بها. أكدت قرينة الرئيس أن النساء هن الشريحة الأكبر من سكان العالم التي تتعرض لعنف منهجي متواصل وأنه من الطبيعي أن تتصدر محاربة العنف ضد النساء الأجندة العالمية. استشهدت السيدة سوزان مبارك في كلمتها بمقولة كوفي أنان السكرتير العام السابق للأمم المتحدة بأن العالم لم يعد يسعه أن يتحمل تجاهل التجاوزات التي تتعرض لها المرأة والطفل في ظل الصراعات المسلحة أو ما بعدها أو يتجاهل اسهامات المرأة في البحث عن السلام لقد حان وقت منح النساء الصوت الذي يستحققنه في بناء وصنع السلام. أشارت قرينة الرئيس الي أنه مع أهمية الاحتفال بالذكري العاشرة لصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 فهناك تساؤل منطقي حول المدي الذي قطعناه من ناحية تنفيذ بنوده بعد عشرة أعوام من صدوره مؤكدة أن المرأة الأفريقية أثبتت نفسها مراراً وتكراراً وأظهرت أنه يحق لها الحصول علي لقب صانعة السلام تقديراً لمثابرتها في أوج الحروب وكل الصعوبات المحيطة بها مشيرة الي أن هذا التفكير الدقيق هو الذي تبلور بموجبه القرار رقم 1325 في مجلس الأمن ليس فقط لحماية المرأة في الصراعات بل أيضاً للاعتراف بدورها بكونها صانعة السلام والأمن. قالت لأن المرأة هي حجر الأساس لمجتمعها فإنها تعمل بلا هوادة لمواجهة معظم التحديات الكبري التي تحدق بأمن قارتنا الأفريقية ومنها مكافحة الفقر والبطالة والجهل والأمية والعنف والاغتصاب والنزوح والجريمة وأمراض الايدز والملاريا والسل وأنه تكريماً لهؤلاء النساء فإن الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام تم تأسيسها لدعمهن في المحن المختلفة في كل خطوة علي الطريق معتزين بمشاركتهن قصصهن عن الشجاعة ومساعدتهن علي تحقيق أحلامهن من أجل مستقبل أفضل بواسطة تحفيز أفكارهن وخبراتهن في تعزيز العمل. أضافت قرينة الرئيس لقد نظمنا العديد من الموائد المستديرة والحلقات النقاشية وورش العمل علي المستويات القومية والاقليمية بهدف تمكين المرأة وتهيئة فهم أفضل لهذا القرار بالاضافة الي الآليات الأخري ذات الصلة والحث علي تنفيذ الشروط التي خلصت اليها هذه المناقشات مشيرة الي أنه من خلال هذه الخبرات أدركنا حقيقة أن هناك ضرورة حاسمة وحاجة ماسة للتعمق في هذه القرارات وتفعيل هذه النصوص.. لمعالجة الظروف المحلية للنساء علي أرض الواقع في مجتمعاتهن المختلفة ومساعدتهن علي انشاء كيانات وهيئات قومية لصنع السلام لبلادهن. وبناء علي تجربتها الشخصية كناشطة اجتماعية أوضحت قرينة الرئيس أن التنفيذ الفعلي والتطبيقات الحقيقية تتطلب اعادة مضاعفة الجهود لخلق بيئة مواتية تضمن احترام دور القانون.. تلك الظروف المواتية تستثمر الجهود في تعليم المرأة والفتيات وفي صحتهن ورفاهيتهن وزيادة دخولهن وزيادة مكاسب العمل لهن وهي أمور تعتبر كلها متطلبات أساسية لكل عمليات تمكين المرأة. قالت قرينة الرئيس إن هذه البيئة المواتية يجب أن تخاطب التهميش وعدم الآمان للمرأة في المجتمعات مع زيادة الوعي وتعزيز القبول المجتمعي لدور النساء الحيوي لكونهن شركاء لا يمكن الاستغناء عنهن في التطوير واقامة اطار عمل في المناقشات العامة التي تسهل توصيل أصوات النساء لمنع الصراعات وحلها فضلاً عن تعزيز السلام. نوهت السيدة سوزان مبارك الي ضرورة وجود التزامات وظروف مواتية علي المستوي الدولي مشددة علي الدور الحيوي الذي يلعبه المجتمع الدولي والحاجة الي التزام الشركاء من كل أنحاء العالم بتعهداتهن تجاه المجتمعات النامية في أفريقيا بإخلاص وتطبيقها علي أرض الواقع. أشارت قرينة الرئيس الي أهمية الدعم المادي الكامل الذي تم التطرق اليه في مناقشة مجلس الأمن التابع للأم المتحدة الشهر الماضي حول القرار رقم 1325 وتم ابراز هذه القضية علي انها جزء متكامل من تنفيذ هذا القرار والتي يتم غض النظر عنها لسوء الحظ مرات عديدة جنباً الي جنب مع الاستيعاب الكافي لجهود البناء. قالت إنه بالرغم من القيود العالمية فإنه من المهم أن يتحرك شركاء التنمية الدوليون الي ما وراء التعبير عن النوايا والتعهدات والقيام بتحركات ملموسة لتوفير مساعدة مالية يمكن الاعتماد عليها في التوقيت المناسب وفي الوقت ذاته فإنه يجب علي الحكومات الوطنية أيضاً أن تكون سباقة في تحمل مسئولية حشد الموارد المالية والبشرية المستدامة واشراك المجتمع المدني في هذا الجهد فبتوفير دعم مال كان يمكن أن يصبح بتنفيذ القرار 1325 حقيقة وأشادت بدور صندوق الأممالمتحدة الانمائي للمرأة في هذا الشأن ووصفته بأنه مشجع معربة عن سعادتها بدعم اليوم العالمي للقضاء علي العنف ضد المرأة "الخامس والعشرين من نوفمبر" خلال فعاليات المنتدي. قالت قرينة الرئيس إنه منذ تأسيس الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام.. كان أحد أهدافها الرئيسية محاربة العنف بكافة أشكاله وقد تركز جزء هام من ذلك العمل علي التحدي المعقد للاتجار بالبشر مشيرة الي أن الغالبية العظمي تعي أن الاتجار بالبشر هو أحد أفظع انتهاكات الإنسان وأكثر الانتهاكات خطورة وازعاجاً لحقوقه في عصرنا الحالي وأنه يمثل عقبة هائلة أمام حريتنا وتهديداً لقدرتنا علي العيش في سلام وأمن. لفتت السيدة سوزان مبارك الي أن الاحصائيات تشير الي أن الاتجار بالبشر يتزايد بصورة مأساوية خلال الصراعات وما بعدها مستهدفاً علي وجه الخصوص النساء والأطفال مشيرة الي الدور الذي تقوم به الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام حيث تنخرط بقوة مع شركاء كثيرين من أجل استكشاف الطرق والوسائل لتحقيق تقدم حقيقي في هذه القضية. أضافت أن شعار الذكري السنوية العاشرة لصدور قرار مجلس الأمن رقم 1325 نساء "يتقن للسلام" يمس بشكل حيوي جوهر موضوعنا قائلة نعم هن تواقات للسلام لأن ما يقمن به من أعمال ايجابية له تأثير علي عدد لا حصر له من البشر وهن تواقات لانهن مصدر الحنان والحماية لعائلاتهن ومجتمعاتهن وهن تواقات لأن قارتنا تحتاج الآن لهن أكثر من أي وقت مضي لتحقيق السلام طويل الأمد لشعوبنا وأجيالنا القادمة. أضافت أنه رغم أن قارتنا لاتزال تواجه العديد من التحديات لكن هناك حركة متنامية داخل الشعوب من كل قطاع حالياً تعمل علي احداث تغيير ايجابي ويبقي السلام يمثل أولوية لنا جميعاً فهو متطلب من متطلبات التنمية والرخاء.. فهو الطريق الذي يجب أن نسلكه للتقدم للأمام وتخطي الدمار الذي تسببت فيه الحروب والصراعات التي أودت بحياة الكثيرين وتسببت في معاناة إنسانية لا نهاية لها وحرمت الأسر من سبل الحصول علي الرزق والتمتع بالكرامة والأمل وأهدرت موارد طبيعية وبشرية ثمينة وأن تقوية شراكاتنا وتنظيم جهودنا أمر ضروري في هذا الخصوص. قالت السيدة سوزان مبارك إننا في مصر نؤمن بشدة أن وجود منهج أفريقي موحد يمكن أن يقدم أفضل سبيل نحو السلام والأمن في منطقتنا مشيرة الي أن الاتحاد الأفريقي قد وفر دائماً قيادة قوية بشأن هذه القضية وأننا يجب أن نثني علي مبادرة "عقد المرأة الأفريقية" التي تم اطلاقها في القمة الماضية والتي تعد خطوة واقعية ملموسة متقدمة تجاه الدفاع عن حقوق المرأة في القارة. أضافت أننا اليوم نحتفل بعام الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن 2010 والذي سيعطي زخماً إضافياً لجهود السلام والأمن في أفريقيا ويضفي مزيداً من الوضوح علي الجهود الحالية والسابقة علي أرض الواقع للاسراع في تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الدول الأفريقية مشيرة الي أن المنتدي يتيح فرصة لتبادل الافكار والنجاحات والبناء علي الانجازات التي تحققت ووضع الخطط المستقبلية وهو الأهم. قالت علينا أن نتبادل المعرفة وأفضل الممارسات وخلق شبكات واقامة علاقات بناءة ويجب علينا تحديد الفجوات وعلينا إعداد مناهج عمل أكثر اشراقاً واستراتيجيات تدفعنا الي الأمام.. إن تحليلنا للوضع الحالي والسيناريوهات المستقبلية أمر مهم ويجب علينا ايجاد سبل لضمان أن المراجعة المنهجية للحقائق والتاريخ والمعلومات والنتائج تمثل جزءاً من شبكة المعرفة الأوسع لصانعي السياسة والقرارات الوطنية والاقليمية والعالمية. لفتت السيدة سوزان مبارك الي أن قارتنا ليست فقط ثرية بمواردها الطبيعية فقط بل وبمواردها البشرية أيضاً وان لدينا عدداً وافراً من الحائزين علي جائزة نوبل زعماء سياسيين وعلماء ونشطاء سلام ولاتزال امكانات الكثيرين غير مستغلة وتساءلت قرينة الرئيس لو أن كل النساء في قارتنا العظيمة عملن يداً بيد من أجل تعزيز السلام والعدالة يا لها من قوة هائلة أنها سوف تقدم التزاما فعالا للمضي قدماً وتساعد علي حل مشاكل أخري تسبب معاناة الكثير من شعوبنا وترسم خريطة لمستقبل مختلف بالنسبة لنا جميعاً. طالبت السيدة سوزان مبارك بتضافر القوي لبدء عهد جديد لأفريقيا يضيء صفحات تاريخنا ويعكس القوة الحقيقية لقارتنا وقوة إرادة وتصميم نسائها حيث تتطلع نساء أفريقيا الي حياة أفضل أكثر كرامة وغد جديد أكثر اشراقاً إننا نحتاج لدعم وحدتنا والعمل من أجل ترجمة رؤانا وأفكارنا الي أفعال واقعية وحشد أكبر عدد ممكن من الناس وراء التزامنا وخصوصاً الشباب موضحة أن الشباب هم الزعماء وصانعو القرارات في الغد لذلك يجب علينا أن نضمن تعليمهم علي أساس منع الصراعات وحل الخلافات وصنع السلام وفقاً للمباديء السياسية للقرار رقم ..1325 إننا نريد تشجيع السياسات التي تخدم المواطنين للوصول الي وسماع المزيد من النساء علي الصعيدين المحلي والريفي للتعلم من حكمتهن وقيمهن ومبادئهن. ثم استمعت السيدة سوزان مبارك خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدي الي كلمة من جون بينج رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الذي أكد فيها التزام الاتحاد الأفريقي بدعم المشاركة الفعلية للمرأة في حفظ السلام والأمن بما في ذلك الجهود الرامية لاعادة الاعمار بعد المنازعات طبقاً لقرار مجلس الأمن .1325 ثم تحدثت اليزابيث ممثلة الأممالمتحدة وركزت علي ثلاثة محاور حول مشاركة المرأة في حفظ السلام. عقب ذلك شهدت السيدة سوزان مبارك الجلسة العامة الأولي للمجموعة رفيعة المستوي والتي ناقشت الوضع بالنسبة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم .1325 واصل المنتدي جلساته بعقد جلستين حيث دارت الجلسة العامة الثانية حول بناء المعرفة.. صوت المرأة ودورها وتأثيرها في عمليات الوساطة ومنع المنازعات وتسويتها.. بناء السلام والتعمير فيما بعد المنازعة.