اندلعت أزمة أنابيب البوتاجاز في معظم المحافظات. واختفت في مناطق عديدة. ليشتعل سعر الأنبوبة إلي أرقام غير متوقعة. ووصل الأمر إلي حد قطع الطرق من أجل الحصول علي الأنبوبة.. وأمام هذا الواقع الذي أصبح بمثابة لوغاريتم عاد مواطنو المحافظات إلي الوسائل البدائية مثل الكانون ووابور الجاز! أسوان- عصمت توفيق وعادل عوض: مازالت أزمة اسطوانات البوتاجاز مستمرة في محافظة أسوان للأسبوع الثالث علي التوالي. ويضطر الأهالي إلي حمل اسطوانات البوتاجاز الثقيلة فوق رؤسهم حتي يصلوا إلي مستودعات البوتاجاز وينتظروا لساعات طويلة حتي تصل الجرارات التي تحمل الاسطوانات رغم أن أسوان يوجد فيها مصنع لتعبئة البوتاجاز. تمتد طوابير البوتاجاز إلي مسافات طويلة أمام المستودعات مما يتسبب في وقوع العديد من الاشتباكات بين المواطنين نتيجة طول فترة الانتظار ونقص أعداد الاسطوانات. يشكو المواطنون من ارتفاع سعر الاسطوانة مع الباعة الجائلين والذي يتراوح بين 15 و20 جنيهاً ثم قفز إلي 50 جنيهاً رغم أن سعرها الأصلي 5 جنيهات بالمستودع بعد أن استغل البعض الأزمة وقاموا برفع سعر الاسطوانة. وصرح مصدر مسئول بأسوان بأن مشكلة اسطوانات الغاز ترجع إلي نقص امدادات غاز الصب القادمة لمصنع تعبئة اسطوانات البوتاجاز بسلوا والتي تسببت في حدوث أزمة البوتاجاز داخل مدن وقري المحافظة خلال الأيام القادمة. أضاف أن الأزمة سوف تنفرج تدريجياً بعد أن بدأت الشاحنات في توصيل غاز الصب للمصنع حيث يبلغ إجمالي عددها 17 شاحنة فنطاس تساهم في تعبئة 20 ألف اسطوانة يومياً. أرجع مصدر مسئول قلة الوارد من غاز الصب للمحافظة وعدم انتظام الامدادات إلي استمرار ظاهرة قطع الطرق خاصة أسوان/ القاهرة الزراعي مما كان له أكبر الأثر في توقف المصنع عن تعبئة أنابيب البوتاجاز لفترات متقطعة وهو الذي انعكس علي عدم توافر اسطوانات البوتاجاز في السوق المحلي. وكان الاجتماع الطارئ الذي عقده اللواء محمد مصطفي السكرتير العام لمحافظة أسوان واللواء مجدي عبدالحميد نائب مدير أمن أسوان مع المهندس حسام العربي مدير عام التموين وأصحاب مستودعات الأنابيب بأسوان وقد شهد مشادات ساخنة خاصة بين مدير التموين وأصحاب المستودعات بعد الاتهام الذي وجهه مدير التموين لأصحاب المستودعات بأنهم تعاونوا مع بائعي الأنابيب. "عربجية الكارو" والذين استفادوا من الأزمة وباعوا اسطوانات البوتاجاز في السوق السوداء بأسوان بأسعار مبالغ فيها حيث وصل سعرها لخمسين جنيهاً وطالب القائمون علي الاجتماع بضرورة نقل توزيع أنابيب البوتاجاز من منطقة الصالحين إلي منطقة أخري بعيداً عن تجمع العربجية. كما شهدت منطقة أطلس وهي من أرقي المناطق السكنية بأسوان أعمال بلطجة من بائعي الأنابيب بعد أن أطلق أحدهم أعيرة نارية لتفريق طابور اسطوانات البوتاجاز. بعد أن قامت إحدي الشاحنات بمحاولة تفريغها وتوزيعها علي المواطنين بعيداً عن العربجية وتجمعاتهم. وقد نجح بائعو الأنابيب في الحصول علي جميع أنابيب البوتاجاز التي كانت علي الشاحنة في ظل الغياب الأمني وأدي لتعرض أحد المواطنين لإصابة خطيرة برأسه. وأجريت له علي أثرها عملية جراحية بعد اشتباك مع أحد العربجية وتدخل باقي العربجية ليطرحوه أرضاً وينهالوا عليه بالعصي والشوم. الوادي الجديد- سنوسي محمد: تشهد محافظة الوادي الجديد حالياً أزمة مفتعلة وطاحنة في أنابيب البوتاجاز بجميع مراكز المحافظة وذلك منذ عدة أيام واختفاء سيارات الموزعين من الأحياء والشوارع. قنا- عبدالرحمن أبوالحمد: واصلت أزمة اسطوانات البوتاجاز بقنا تفاقمها بمحافظة قنا. بعد أن أصبحت الاسطوانة صغيرة الحجم تباع ب 15 جنيها في حين أن سعرها خمسة جنيهات بينما وصل سعر الاسطوانة كبيرة الحجم إلي 20 جنيهاً. أكد المواطنون أن الأزمة تفاقمت بسبب لجوء المستودعات إلي التنسيق مع الباعة الجائلين وتسليمهم كميات كبيرة من الاسطوانات لضمان تحقيق هامش ربح أعلي من المحدد. مما أدي إلي عودة المواطنين لاستخدام الطرق البدائية في الطهي. البحيرة- كارم قنطوش: قرر المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة إغلاق مستودع لاسطوانات البوتاجاز بكفر الدوار لقيام صاحبه محمد ربيع أمين بالتصرف في 300 اسطوانة زنة 5.2 كيلو جرام بالسوق السوداء وتحصيل فروق السعر منه وتوزيع حصته لأقرب مستودع لخدمة الأهالي. تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل للنيابة التي تولت التحقيق. المنيا- نبيل يوسف ومصطفي عبيد: أعلن اللواء سراج الدين الروبي محافظ المنيا أنه تم زيادة حصة المحافظة من الغاز الصب من 16 ألفا و800 طن إلي 21 ألفا و100 طن بزيادة قدرها 30% تنتج 60 ألف اسطوانة يومياً في إطار الجهود المبذولة لاحتواه أزمة البوتاجاز التي تتكرر كل عام مع بداية فصل الشتاء. جاء ذلك خلال لقاء المحافظ مع المهندس عزت حمزة وكيل وزارة التموين في إطار المتابعة المستمرة لموقف اسطوانات البوتاجاز داخل المحافظة. وقال المحافظ إنه تم التنسيق مع مديرية التموين لتسيير سيارات محملة بالاسطوانات للمناطق المحرومة والتي تعاني من الاختناقات لتلبية احتياجات المواطنين من الاسطوانات تمهيداً لحل الأزمة نهائياً خلال الأيام القليلة القادمة مشيراً إلي أنه يتم استقبال كافة الشكاوي الخاصة بنقص اسطوانات البوتاجاز والتعامل معها فوراً. كان المحافظ قد تفقد سير العمل داخل المحطات والوقوف علي كافة المشكلات المترتبة علي نقص كمية الغاز الصب أو المشكلات التي تواجه العاملين. أكد المحافظ أنه يتم التنسيق علي كافة المستويات مع الوزارات المختصة للعمل علي توفير حصة المحافظة كاملة من الغاز الصب مع تكثيف الرقابة التموينية علي محطات التعبئة والمستودعات ومنافذ التوزيع لضمان وصول الاسطوانات بالسعر المدعم والمحدد من قبل الدولة للمواطنين. قال المحافظ إنه يتم بالتنسيق مع مديرية التموين لاحتواء الأزمة والاختناقات التي تحدث في بعض المناطق حيث يتم إرسال سيارات محملة بالاسطوانات لتلبية احتياجات المواطنين مشيراً إلي أنه يتم تلقي كافة الشكاوي الخاصة بنقص اسطوانات البوتاجاز أو التلاعب في الأسعار والتعامل معها فوراً من خلال الصفحة الرسمية للمحافظة أو غرفة عمليات المحافظة ورقمها .2342200 وأوضح المحافظ أنه عقب استكمال حصة المحافظة كاملة من الغاز الصب ستقوم محطات التعبئة بالعمل علي ثلاث نوبتجيات مما يحقق زيادة في فرص العمل لأبناء المحافظة وسيتم التنسيق مع أصحاب المحطات لربط حافز العاملين بالإنتاج. أسيوط- أحمد عمر ومحمود وجدي: قرر اللواء السيد البرعي محافظ أسيوط حظر نقل المواد البترولية أو التموينية المدعمة بكافة أنواعها داخل نطاق المحافظة أو خارجها دون الحصول علي تصريح من أجهزة التموين وذلك بعد تصاعد أزمة البوتاجاز والبنزين في الآونة الأخيرة والقبض علي بعض المواطنين الذين قاموا بمحاولات لتهريب بعض المواد التموينية كالبنزين واسطوانات البوتاجاز. كفر الشيخ- السيد عنتر: شهدت مدن محافظة كفر الشيخ أزمة طاحنة في اسطوانات الغاز التي أصبحت تجارة رابحة في السوق السوداء. حيث يتم تحديد سعر الاسطوانة حسب الأهواء الشخصية. يقوم البعض بالحصول علي أعداد كبيرة من الأنابيب وتخزينها لخلق أزمة طاحنة. وقد حدثت مشاجرات للحصول علي الأنبوبة وصلت في النهاية بالأسلحة النارية. وسرقة سيارات محملة بالاسطوانات كبيرة الحجم. الدقهلية- نادر عمارة: اشتعلت بشكل ملحوظ وبعرض مستمر ودائم أزمة أنبوبة البوتاجاز حيث سيطر عليها السريحة وأصحاب مزارع الدواجن وفي ظل غياب الرقابة التموينية تماماً بمحافظتي الدقهلية ودمياط حيث وصل سعر الأنبوبة ل 20 جنيهاً. الغربية- كمال سعد: وصلت أزمة الحصول علي أنبوبة البوتاجاز في بسيون إلي ذروتها حيث وصل سعرها بالسوق السوداء إلي 25 جنيهاً ورغم ذلك ليست متوفرة. والغريب في الأمر أن مدير إدارة التموين ببسيون لم يحرك ساكناً واكتفي بمشاهدة مفتشي الإدارة وهم يفرضون سطوتهم علي كل المستودعات بالمدينة والقري المجاورة ويحصلون منهم علي نسب كبيرة من حصتهم اليومية لتوزيعها علي الأقارب والمحاسيب وهو ما ينذر بأزمات قد تشهدها بسيون الأيام القليلة القادمة بعدما هدد عدد كبير من المواطنين بالاعتصام. الشرقية- عبدالعاطي محمد: تلقي اللواء محمد ناصر العنتري مدير أمن الشرقية إخطاراً من اللواء عبدالرءوف الصيرفي مدير المباحث الجنائية بقيام 500 شخص من أهالي قرية أكياد مركز فاقوس بالتجمع علي طريق فاقوس- الصالحية القديمة وأيضاً تجمهر 200 شخص من أهالي قرية الفولي مركز منشأة أبوعمر علي طريق المنشأة- الحسينية وتعطيلهم حركة المرور علي الطريقين. تبين أن سبب التجمهر في القريتين هو أزمة أنابيب البوتاجاز. وصعوبة الحصول عليها. قام صلاح رشاد رئيس مدينة فاقوس بتوجيه سيارة محملة باسطوانات البوتاجاز لأهالي القرية الأولي. وبالتالي فضوا تجمهرهم وعادوا إلي منازلهم. المنوفية- نشأت عبدالرازق: تتصاعد أزمة البوتاجاز بالمنوفية يوماً بعد يوم وازدادت اشتعالاً في الفترة الأخيرة. حيث وصل سعر الاسطوانة في السوق السوداء إلي 40 و50 جنيهاً في ظل غياب دور مفتشي التموين مما أدي إلي تفاقم الأزمة. امتدت الطوابير أمام المستودعات ليلاً ونهاراً بكافة القري وعدد من المدن التي لم تدخل خدمة الغاز الطبيعي لمنازلهم إلي عشرات الأمتار وبسبب الأولوية في الحصول علي أنابيب البوتاجاز نشبت العديد من المشاجرات في المناطق المتفرقة بأنحاء المحافظة وانتهت معظمها بإصابات بين الأشخاص وأحياناً مصرع البعض. شهدت عدة طرق رئيسية بالمنوفية قيام الأهالي بقطعها أمام الحركة المرورية لعدم توافر أنابيب البوتاجاز. ويعاني مواطنو المنوفية في تلك الأزمة التي أصبحت تعصرهم عصراً دون رحمة ووقعوا فريسة لتجار السوق السوداء تحت مرأي ومسمع من مسئولي التموين الذين أرجعوا السبب إلي تناقص الكميات من الاسطوانات فضلاً عن لجوء أصحاب المستودعات لبيعها لأصحاب مزارع الدواجن وقمائن الطوب بأسعار مرتفعة في تلك الفترة. من جانبه نجح المحافظ المستشار أشرف هلال في تقليل حدة الأزمة إلي حد كبير بعد فشل كامل عبدالحميد وكيل وزارة التموين بالمحافظة والذي يعد من أحد رموز الحزب الوطني المنحل بالباجور والذي امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات قائلاً إن هناك تعليمات من الوزارة بعدم الحديث لوسائل الإعلام وكأن الثورة لم تصل إليه وبالتالي فهو يعتبر "دقة قديمة" لا تناسب عصر ما بعد الثورة. قامت المحافظة بتطبيق تجربة جديدة للقضاء علي الأزمة بالتنسيق بين رئيس كل وحدة محلية للقري ورئيس مكتب التموين بالوحدة وتم حصر مستودعات البوتاجاز وربط كل قريتين أو ثلاث علي المستودع وفقاً لعدد السكان حيث تتوجه سيارة الغاز بحمولتها سواء كانت 300 أو 400 أنبوبة وفق جدول زمني مرتب بين القري ويتم تسليمها لائتلافات شباب القري التي تم تشكيلها بالتنسيق مع رئيس القرية. من جانبها تقوم ائتلافات الشباب بالقري بتجميع الاسطوانات الفارغة وثمن تعبئتها من الأهالي لتوزيعها بنفسها علي الأهالي بترتيب الاسماء وفق الحجز وطبقاً للبطاقات التموينية. وبالنسبة لشباب الخريجين فتم تخصيص 60 اسطوانة لكل خريج يوزعها علي الأهالي وفقاً لكشوف باسمائهم مقابل منح الخريج 90 جنيهاً حصيلة مكسب بيع تلك الاسطوانات. تم تنفيذ تلك التجربة في حوالي 55% من قري المحافظة وجاء تعميمها علي بقية القري من أجل تقليل حدة الأزمة وإحكام السيطرة علي لمنع التلاعب بها وبيعها في السوق السوداء. وبناء علي طلب المحافظ من رئيس الهيئة العامة للمواد البترولية تمت زيادة حصة المحافظة من البوتاجاز بنسبة 25%. الإسكندرية- دينا زكي: في إطار جهود الإسكندرية لحل أزمة أنابيب البوتاجاز قرر الدكتور أسامة الفولي محافظ الإسكندرية زيادة حصة مدينة برج العرب ب 150 أنبوبة لتصل حصة المدينة "600 أنبوبة" في الوقت الذي قامت فيه مباحث التموين بتحرير محضر ضد مستودع النهضة بالعامرية بعد أن قام بصرف حصة أنابيب لم يتم تسجيلها في دفاتر المستودع. كما قررت المحافظة إرسال "850" أنبوبة بوتاجاز إلي منطقة الحرمين بالمنتزه لسد العجز بالأنابيب بالمنطقة خاصة بعد أن وصل سعر الأنبوبة إلي خمسين جنيها في بعض الأماكن بشرق الإسكندرية.
