وسط الأحداث المؤسفة التي تمر ببها البلاد وهذا الضباب المظلم الذي يغطي سماء المحروسة تحركت الأوساط العلمية لايجاد حلول عملية وعلمية لمشاكلنا الاقتصادية والبيئية بدأت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا هذا الطريق .. قامت بالبحث في أدراجها المتخمة بالابحاث والابتكارات .. وانتهت الي اختيار بعضها لتنفيذها علي أرض الواقع. من أجل هذا أطلقت مبادرة "حلولنا بعقولنا" وتحمست معها مؤسسة مصر الخير التي قررت تمويل تصنيع 8 نماذج لاختراعات مصرية ثم اكتملت الجهود بموافقة جامعة حلوان علي تصنيع هذه النماذج بوحدة تصميم النماذج بكلية الفنون التطبيقية. هذه الخطوة طاقة ضوء تشع وسط هذا الضباب وأمل مشرق لمستقبل هذا البلد الذي يعاني الفوضي وأكد د. ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي انه تم تشكيل لجنة علمية مشتركة من الاكاديمية ومصر الخير وجامعة حلوان قامت باختيار هذه النماذج الثمانية من 80 اختراعا تقدم بها المخترعون المصريون من الجامعات ومراكز البحوث وشركات القطاع الخاص والأفراد الي مبادرة "حلولنا بعقولنا" والتي أطلقتها الاكاديمية بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير بتمويل مشترك يصل الي 2.5 مليون جنيه سنويا. * سألناه .. ما أهمية هذه النماذج؟ ** قال د. ماجد الشربيني: ان هذه الاختراعات الفائزة تتناول حلولا لمشاكل اقتصادية وبيئية هامة ذات أولوية للاقتصاد للاقتصاد المصري.. خاصة في مجالات تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية والتخلص من المخلفات الزراعية وتحويلها الي منتجات اقتصادية مثل الايثانول والفحم والسماد العضوي والتخلص من المخلفات الصناعية الضارة بالبيئة مثل السائل الأسود الناتج من صناعة الورق بالاضافة الي تطوير كرسي متحرك للمعاقين يستطيع صعود ونزول السلالم بأمان وتطوير دعامات ثلاثية تستخدم في جراحات القلب بالاضافة الي انتاج اللحوم البيضاء وتطوير انتاج وحدات تحكم في انتاج الارانب في المزارع المفتوحة في أراضي الاستصلاح. * كيف تمت عملية تقيييم الاختراعات؟ ** تمت عملية التقييم علي ثلاث مراحل .. حيث تم تشكيل لجان من الأساتذة المتخصصين من الجامعات ومراكز البحوث وخبراء من الصناعة والتسويق وكان التحكيم في حضور المخترعين بعدما اتيحت لهم الفرصة في عرض ابتكاراتهم ومنافشة لجنة التحكيم. * لكن .. ما الهدف من مبادرة "حلولنا بعقولنا"؟! ** الهدف واضح.. وهو ان حل مشاكلنا لن يأتي إلا عن طريق عقولنا.. وذلك بالتفكير والابتكار وتحويل الاختراعات المهمة الي صناعة وطنية. ثم ان دعم تصنيع النماذج الأولية هو استثمار وليس انفاق الأموال هباء.. حيث ان وجود اختراع جيد له قيمة تطبيقية يكون بلا فائدة بدون التسويق الذي يعتبر المرحلة الأصعب في التنمية التكنولوجية وانشاء صناعات جديدة قائمة علي المعرفة. كما ان تصنيع النموذج الأولي "تحويل الاختراع من مجرد رسومات هندسية علي الورق الي جهاز ملموس يمكن اختباره وتجربته بواسطة المستثمر أو جهات التمويل" .. هو عملية في غاية الأهمية كما انه المدخل الرئيسي والوحيد نحو تسويق الابتكارات والاختراعات . من ثم قامت الاكاديمية بما لديها من امكانيات فنية متمثلة في خبراء تنمية الابتكار والاختراع ومكتب البراءات لكن كان العائق هو التمويل المادي .. الا ان مشاركة مؤسسات المجتمع المدني مثل مؤسسة مصر الخير بالاضافة الي التمويل الحكومي الذي تحسن بعد الثورة .. ساهمت في ايجاد الحل لنبدأ الطريق بهذه الخطورة الهامة. * وماذا عن برنامج أو مبادرة "حلولنا بعقولنا" وكيفية التقدم له؟! ** ان التقدم لهذا البرنامج أو هذه المبادرة يتم من خلال الموقع الالكتروني لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومؤسسة مصر الخير طبقا لاستمارات التقدم الموجودة علي الموقع .. ويمكن تمويل المشروعات بمبالغ تصل الي 250 ألف جنيه للمشروع الواحد في جميع المجالات مع التركيز علي الطاقة الجديدة وتحلية المياه والصحة والغذاء والبيئة.. وان قطاع تنمية الابتكار والاختراع بالاكاديمية علي استعداد لمساعدة أي مخترع أو باحث في اعداد ملف المشروع طبقا لاستمارات التقدم ورفع الملفات من خلال الموقع الالكتروني. * هل من جهود أخري بجانب هذا المشروع؟ ** هناك مشروعات كثيرة في مختلف المجالات بالاضافة الي بروتوكولات التعاون مع بعض المحافظات لدعم الاستثمارات .. وآخرها ما تم مع محافظة الوادي الجديد لدعم خطة المشروعات الاستثمارية التي تشهدها المحافظة والمتعلقة بالتنمية الشاملة. * ما المشروعات التي ستساهم فيها الاكاديمية للمحافظة؟ ** سيتم تنفيذ نتائج المشروعات البحثية التي أجريت في الجامعات ومؤسسات البحث العلمي المصرية والتي كانت حبيسة الأدراج مثل مشروع الانتاج التجاري لفسائل النخيل الخالية من الأمراض باستخدام تقنيات زراعة الخلايا والأنسجة .. وهي تقنية حديثة الهدف منها حماية وتطوير الثروات النباتية حيث يوجد بالوادي الجديد ما يقرب من مليون ونصف المليون نخلة من أجود أنواع التمور ويمكن زيادتها الي عشرة ملايين نخلة بعد تطبيق تقنية زراعة الأنسجة. كما ان الأكاديمية ستقوم باعداد قائمة بالمشروعات الاستثمارية المناسبة لمحافظة الوادي الجديد في مجالات الطاقة والثروة المعدنية وانتاج البويات وتحلية المياه.