إذا كانت الأعمال الأدبية الصادقة تشبه صاحبها. فإن الندوات أيضا تشبه أصحابها وتأتي علي قدر ابداعهم وإنسانيتهم. علي هذا النحو جاءت ندوة الأديب الكبير بهاء طاهر التي أقامتها جمعية محبي الفنون الجميلة برئاسة د. أحمد نوار. وأدارها الشاعر شعبان يوسف.. جاءت الندوة أنيقة ودافئة وراقية. قدم خلالها أدباء ونقاد ينتمون الي أجيال مختلفة شهادات ودراسات في محبة بهاء طاهر وابداعه. بهاء طاهر الذي متلأت القاعة بمحبيه وعشاق أدبه بدا. كعادته. تواضعا ونبيلا عندما أعلن امتنانه لكل من حضر الندوة. وقال ان البعض يقول انني لم أحصل علي التقدير الذي استحقه. لكني بالفعل حصلت علي أكثر مما استحقه ويكفيني قرائي الذين اعتز بهم وأشعر أنهم أكبر مكافأة حصلت عليها. بهاء طاهر حكي واقعة ذات دلالة حيث قال أنه في أحد الأيام كان يمر بميدان التوفيقية ليلا. وتوقف أمام أحد باعة الجرائد. وفوجئ بأحد الشباب يسأل البائع عن مجلة المصور التي كانت تنشر له رواية علي حلقات. واشتري الشاب نسخة من المجلة وأخذ يقلب فيها حتي وصل الي الرواية فوقف تحت عمود إنارة وراح يقرأها.. وقال بهاء ان مثل هذا الشاب الذي لا يعرفه ولم يكلمه هو أكبر مكافأة يمكن ان يحصل عليها. الكاتب الشاعر شعبان يوسف قرأ في بداية الندوة المقدمة التي كتبها الأديب الكبير الراحل يوسف ادريس لقصة "المظاهرة" التي نشرتها مجلة الكاتب لبهاء طاهر. وتحدث شعبان عن المواقف الوطنية النبيلة لبهاء طاهر ومشاركته في جميع الوقفات والمظاهرات التي نظمها المثقفون قبل الثورة وخلاله وبعدها وقال ان بهاء طاهر كان بمثابة الجمال الحقيقي في ميدان التحرير أثناء الثورة رغم سوء حالته الصحية. وعلي الرغم من أن معظم أدباء الستينيات خذلونا ولم يتضامنوا معنا فقد كان سلوك بهاء طاهر مغايرا تماما ودليلا علي ان صلة المثقف بوطنه لا تنقطع. الندوة تحدث فيها الكاتب الكبير منير عامر. ود. حسين حمودة. ومنتصر القفاش. وهويدا صالح. وهناء نصير. وأشرف عامر. تغريد الصبان وهدي توفيق . ويسري حسان .