باقتدار وبراعة نجح الأديب الراحل فارس الكلمة يوسف السباعي في تصوير أحوال المنافق في روايته الشهيرة "أرض النفاق" وكيف يبدل مواقفه بمنتهي السهولة مثلما يبدل رابطة عنقه؟.. ودوره الخبيث في صناعة الديكتاتور وترسيخ أقدامه في المنصب أو الحكم! المنافقون أو "راكبو الموجة" وما أكثرهم هذه الأيام هم المتحولون الذين لا يصيبهم أدني خجل في تغيير مواقفهم 360 درجة غير مبالين بأي شيء المهم أن يظلوا داخل الصورة لبقاء مصالحهم. وإذا أردنا تصنيفهم نجدهم كالآتي: منافق يلعب علي المكشوف ويري في ذلك فهلوة وشطارة فلابد للانحناء أمام العواصف والأنواء حتي تمضي بسلام.. ومنافق "حويط" لا تستطيع تحديد اتجاهه سريعاً وتظل مخدوعا فيه بعض الوقت حيث يتعمد ممارسة دوره في غياب أي طرف من أطراف الخصوم ويظهر لكل منهم بوجه.. وفي النهاية لابد أن يسقط القناع ويفتضح أمره! في زمن الثورات ينشط دور المنافق ويجد الفرصة سانحة أمامه للعب علي كل الأحبال فعقب ثورة 25 يناير لم تتلون فقط بعض سياسات الصحف ووسائل الإعلام بل شهدنا تلوناً لوجوه سياسية برزت في الحكم السابق فوجدناها تتنصل وببرود تحسد عليه من أي مسئولية متعللة بأنها ظلت تسدي النصح والمراجعة لأولي الأمر لكنهم أبوا سماعهم!! وتتصاعد وتيرة العمل النفاقي إن جاز التعبير في مواسم الانتخابات فيبدأ المنافقون في ملاحقة المرشحين المعلوم يقيناً رسوبهم فيعملون علي تزيين المشهد لهم بأن المرحلة مرحلتهم في ظل الاستقطاب الدائر بين مرشحي التيارات الإسلامية والتي ستعلي من سقف تفتيت الأصوات بينهم ليكون الفوز حليفاً لهذا الفل أو ذاك! ندرك تماماً أن النفاق والمنافقين لن يختفوا من حياتنا لكننا علي أمل أن يتواروا في ظل الدولة المدنية التي نترقبها جميعاً ونترقب معها إحكام قبضة القانون وبدون ذلك ستظل الساحة مرتعاً لهواة اللعب فوق الأحبال. بالمناسبة: أتمني ألا يكون اتجاه بعض مذيعات التليفزيون المصري لارتداء الحجاب من منطلق مجاراة التيارات الإسلامية التي تملأ المشهد الآن وليس عن قناعة ذاتية.. أتمني!