* يسأل موظف بإحدي الشركات: جارتي سليطة اللسان لا تهاب أحداً ولا تحترم أحداً. فماذا أفعل معها؟ وهل تجوز لي مقاطعتها؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: لقد دعا الإسلام إلي احترام حق الجار لأنه وصية إلهية. لما ورد عن الرسول الأعظم "صلي الله عليه وسلم": "مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه" "رواه البخاري" ولقد كانت معالجة الإسلام للجارة سليطة اللسان معالجة حكيمة. وذلك عن طريق إسداء الحكمة والموعظة الحسنة. ومقابلة الإساءة بالإحسان. يقول الله تعالي: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" "فصلت/ 34". كما جعل الإسلام الهدية بين الجيران طريقة ناجعة لإذهاب الحقد والبغض ووقر الصدر لما روي عن مجاهد أن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ذبحت له شاة في أهله. فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله "صلي الله عليه وسلم" يقول: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه" "رواه الترمذي". ويقول الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم": "تهادوا فإن الهدية تذهب وقر الصدر" أي تمحو الغل والحقد من الصدر. أما فيما يتعلق بمقاطعة الجار أو هجره فيجوز ذلك بعد أن يستنفد الإنسان كافة الطرق الشرعية والمعالجات الاجتماعية الحكيمة للإصلاح. لما ورد بجواز هجر أصحاب المعاصي إذا كان سيترتب علي ذلك تأديبهم أو زجرهم. لقوله "صلي الله عليه وسلم": "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه. وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير إما أن يخرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة" "رواه البخاري ومسلم". أما إذا كان الهجر والقطيعة سيزيد الجارة عصياناً وسوءاً فلا يجوز لقوله "صلي الله عليه وسلم": "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" "رواه أبوداود". * يسأل محمد عيد "نجار": هل يجوز للخطيب رؤية شعر خطيبته للتأكد من أمر يرتاب فيه؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: ليس من حق الخطيب الذي يتقدم لخطبة فتاة أن يطلب منها أن يري شعرها أو رجليها كما لو كانت سلعة تباع وتشتري. فالمرأة ليست سلعة للعرض فهذا مرفوض دينياً فالمرأة في الإسلام أعز وأكرم من ذلك. فليس من حقه أن يري شيئاً منها فيما عدا الوجه والكفين. أما إذا كان متخوفاً من شيء فيجوز له أن يرسل بامرأة أمينة للوقوف علي حالها. وأن يتم ذلك كله في أدب جم وبغير إبداء الأسباب للمخطوبة. كأن يرسل المرأة بهدية لها أو ما شابه ذلك.